عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-11, 11:54 AM   #6
الباركي الكلدي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2011-06-11
المشاركات: 686
افتراضي

قضية الدرويش قضية وطن محتل

وشكرا لابطال حي السعادة على ثباتهم وفاء للشهيد البطل احمد الدرويش الذي اصبح عناوين الصحافة العالمية

كما كتب الكاتب السياسي السعودي اسحاق الشيخ يعقوب

عن احمد الدرويش


قائلا


جريدة الايام البحرينية


في صراع
الموت والحياة «يموت الموت» وتتجدد الحياة .. وتتلوى الروح ألمًا تحت قمع وبطش
الجلاد.. الروح تقاوم الموت والجلاد يواصل الجلد.. حتى يستسلم الموت للحياة.. الدم
يبصق دمًا متشبثا بالحياة.. والحياة تلمه وتذري به بعيداً عن الموت وهو في قمع دم
الموت.
هذا الشاب الجنوبي ... يشمخ إباء كرامة وطن
ونهضة أمة.. تحت همجية القمع في صراع الموت من اجل الحياة.
احمد الدرويش من ابناء هذا الجنوب العربي الذي كان يلوَّح بذراعيه (اعني
الجنوب العربي) الى ما يعرف الآن بربيع الثورة العربية.. قبل اكثر من اربع سنوات
وكان ينادي تحت ايقاع الحراك السلمي.. حتى تنامى الحراك السلمي هناك.. هناك..
بعيداً في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.. هكذا كان الحراك جنوبيا في تاريخ ربيع
الثورة العربية.
وكانت الضحية.. تلو الضحية.. تأخذ
طريق الموت من اجل الحياة.. حتى اصبح فجر «الثورة» يدق الابواب نفيرا انسانيا
وديمقراطيا علمانيا من اجل شرف الحياة!!
قبل سنة لفظ
الشاب الجنوبي (احمد الدرويش) روحه الطاهرة دمًا مبرحًا تحت قمع وتنكيل وبطش
الجلاد. ولم يدفن.. بالرغم من ان اكرام الميت دفنه.
هو
لم يمت وانما استوى نور حياة تناهض القمع والظلام ضمن ايقاع الشاعر التركي العظيم
ناظم حكمت: اذا انا لم اشعل شمعة.. وانت لم تشعل شمعة.. وهو لم يشعل شمعة.. فمن
يضيء الطريق.. وكأن حراك الجنوب ضياء شموع تتلاهب في ربيع الثورة العربية وتتواقد
قبل أكثر من اربع سنوات!!
أهل احمد الدرويش وقفوا على
آثار القمع والتنكيل والبطش الذي تناهب جسده.. ورفضوا استلام الجثة والقي بها في
ثلج الثلاجة.. وهرب الجلاد الى الشمال وشدقه مملوء بالقات.. وجثمان احمد الدرويش
مسجى في ثلاجة مستشفى الجمهورية أكثر من اثني عشر شهراً.. والمحكمة تفيض في حيثيات
البحث عن الجناة الذين اختفوا اثراً بعد عين في الاثير.. أمس اخرج احمد الدرويش من
الثلاجة بعد سنة كاملة اكراما لدفنه.. وكانت مسيرة تأبينية جنائزية مهيبة طافت
بجثمانه في شوارع عدن.. تندد بالقتلة وتطالب المحكمة.. باستقصاء القتلة وجلبهم الى
كرسي العدالة لينالوا عقابهم!
وفي التاريخ.. تاريخنا
العربي والاسلامي على وجه التحديد.. فكيف بتاريخ اليمن.. يصمت الحق في الباطل
وتتوارى الحقيقة في الظلام.. وتأخذ الحياة ايقاعها في البحث عن جثث الشهداء الذين
اصبحوا ركام عظام وجماجم في المقابر الجماعية.. ويمضي الزمنُ في
الزمنِ.
ونحن نبحث عن زمان الزمان.. وتتكشف الحقيقة
عارية امام الجميع.. يوم ان تبيض وجوه وتسود وجوه.
أحمد
الدرويش ما كان ارهابيا.. ولا كان ظلاميا.. ولا كان من اهل القاعدة ولا من رواد
عنفها وارهاب جرائمها.. وانما كان مناضلا فذًا في حراك الجنوب.. يبكيه احدهم..
امامي وكان رفيق دربه.. وكان – كما يقول – شابا ينضح تنويريا يساريا جنوبيا.. ناكرا
لذاته متفانيا في تحرير وطنه.. صامتا هادئا مسالما عذبا لطيفا كماء يترقرق حيوية
حياة في صفحة كتاب.
يصمت.. واصمت.. هو في ذاكرة احمد
الدرويش.. وانا ابحث عن ذاكرتي في ذاكرة «دراويش» الارض.. ما أكثر «دراويش» الارض
وصعاليكها الذين خروا على الارض تحت بطش الجلاد.. الجلادون لهم هويات متعددة في
الحياة.. والبطش له هوية واحدة هي هوية القمع والاذلال والتنكيل في صراع دم الموت
من اجل دم الحياة.
أحمد الدرويش.. ستنتصر قضية الدراويش
والصعاليك والبروليتاريا على وجه الارض.. يوم تسود وجوه وتبيض وجوه في ثورة
الحياة!!

http://www.alayam.com/Articles.aspx?aid=86417
__________________
الباركي الكلدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس