[الجاهم]

قعدت أتأمل في كلمة الجنوب العربي وإحياءها من قبل بعض الجنوبيين والتمسك بها والدفاع المستميت عنها, وما وراء كل هذا التشبث , فرأيت أن هناك أمور وغايات لا يستدعي الآن أن أذكرها , لإنها تشق العصاء وتفرق الصف أكثر مما هو ممزق ومشرذم , وأنا أحتفظ بتحليلي لنفسي .
وتأملت في دعاوي النافين ليمنية الجنوب , وما هي مقاصد ونيات وفوائد تلك الدعاوي على الجنوب وللجنوب , فوجدتها دعاوي لا ترتقي لحجة واضحة بينة , اللهم لكره النظام الإحتلالي للجنوب.
وقلت في نفسي :أيعقل أن نتنازل على الخيرية التي حباناها الله فيها على لسان نبيه من أجل هذه الدعاوي؟ (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة , الإيمان يمان والحكمة يمانية) وأيعقل أن نتخلى عن الدعوة المباركة للنبي صلى الله عليه وسلم من أجل هذه الدعاوي ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمنّا) وقبل قول الله تبارك وتعالى بلدة طيبة ورب غفور).
إن كان الشمال جار علينا وهو جارنا وأحتل أرضنا فهذا لا يبرر لنا أن ننفي عن أنفسنا إنتماءنا العريق وهويتنا العتيقة لهذه البلاد المباركة.
فإننا علقنا آمال عودة حقوقنا على نفي أصالة تاريخنا , وأستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير , فليس هناك عاقل ينفي خيرية إنتماءه الذي ذكره المبعوث رحمة للعالمين , وليس هناك عاقل لا يفتخر ويرجو دعوة المختار له بالبركة , وليس هناك عاقل , يشمئز من وصف بلدته بأنها طيية وربه غفور
والله أعلم