عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-07, 01:11 AM   #1
مقهى الدروازه
مشرف
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-11
المشاركات: 1,295
افتراضي جنوبيو اليمن يستعرضون قوتهم


يقول عدد كبير من سكان عدن وغيرهم من الجنوبيين إنهم يكرهون الرئيس علي عبدالله صالح، ذلك الرجل الشمالي الذي كان يحكم البلد الموحّد من صنعاء، قبل أن يسافر حديثاً إلى المملكة العربية السعودية بعد إصابته. يعتبر هؤلاء أن صالح أهدر الثروات النفطية في الجنوب والشرق، وكافأ أصدقاءه الشماليين بمنحهم مناصب مرموقة في الحكومة وقطاع الأعمال.
بين تمثال الملكة فيكتوريا البريطانية والمقر السابق لسفارة ألمانيا الشرقية، يجتمع الانفصاليون، الذين يريدون فصل الجزء الجنوبي من اليمن عن الشمال الذي كان يسيطر على البلد لكنه بدأ ينهار الآن، في وسط مدينة عدن، عاصمة جمهورية جنوب اليمن المستقلة، حتى عقدين من الزمن. بعد أن كان هؤلاء يتعرضون للقمع باعتبارهم أعداء الدولة، ها هم يتجمعون الآن علناً للترويج لخطتهم الرامية إلى إعادة إحياء استقلال الجنوب، لكن يقضي هدفهم الأول بتنظيم مهمة دفاعية عن المدينة ضد عصابات مؤلفة من الإسلاميين الذين استولوا على بلدات مجاورة عدة ومجموعة من القرى، وضد الجيش الوطني الذي لايزال موالياً للحكومة المتخاذلة في العاصمة صنعاء شمالاً.
لطالما شعر سكان جنوب اليمن بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، بعد أن خضعت عدن في الماضي الغابر لحكم البرتغاليين، والأتراك العثمانيين، ثم البريطانيين حتى عام 1967، عادت لتقع تحت نفوذ الاتحاد السوفياتي كعاصمة لجنوب اليمن إلى أن أُعيد توحيدها مع شمال اليمن في عام 1990. لكن لم يكن هذا الاتحاد مرضياً بأي شكل. يقول عدد كبير من سكان عدن وغيرهم من الجنوبيين إنهم يكرهون الرئيس علي عبدالله صالح، ذلك الرجل الشمالي الذي كان يحكم البلد الموحّد من صنعاء قبل أن يسافر حديثاً إلى المملكة العربية السعودية بعد إصابته. يعتبر هؤلاء أن صالح أهدر الثروات النفطية في الجنوب والشرق، وكافأ أصدقاءه الشماليين بمنحهم مناصب مرموقة في الحكومة وقطاع الأعمال.
في هذا السياق، يقول أحد سكان عدن: “لقد كان الاستعمار البريطاني ودياً مقارنة بهذا الاحتلال الجديد. إنه احتلال وحشي وقبلي ومتخلف”، غير أن اضطرار صالح إلى مغادرة البلد منح الجنوبيين المضطربين زخماً إضافياً.
في 24 يونيو، حين أطلق جنود من الجيش النظامي النار على مسيرة تشييع للانفصاليين في عدن، تم التصدي لهم بأسلحة آلية وقنابل عنقودية في معركة دامت ساعات طويلة. ثم جرى تحصين مقاطعات كاملة في عدن ورُفعت فيها أعلام الجمهورية الجنوبية القديمة وصور للضحايا الجنوبيين الذي سقطوا نتيجة قمع الشماليين لهم بحسب رأي السكان المحليين.
أدت الاحتجاجات التي عمّت البلد طوال أشهر، إلى جانب تسارع وتيرة الانشقاقات في صفوف قوى الأمن، إلى تراجع سلطة النظام الذي أصبح ضعيفاً في أفضل الأحوال، وفقد سيطرته على معظم مناطق البلاد. يتذكر الانفصاليون الجنوبيون الكبار في السن أنهم تشاركوا الزنزانات في صنعاء مع متمردين من الشمال ينتمون إلى عشيرة الحوثيين ومع مجموعة متنوعة من الإسلاميين. اليوم، بدأ المعارضون من جميع الفئات يملأون الفراغ القائم من خلال العودة إلى نظام الإقطاعية.
لقد وقعت محافظة أبين، شمال شرق عدن، في قبضة “جنود الشريعة” منذ انسحاب الجيش الوطني إلى القواعد الريفية خارج عدن، في شهر مايو. نجحت هذه الجماعة، بفضل أسلحتها الثقيلة وشبكة الدعم التي تحظى بها، في دفع السكان المحليين إلى الهرب، وأعلنت قيام “إمارة إسلامية” في البلدات المنكوبة التي تديرها الآن. وتتعزز مشاعر الرعب أكثر بواقع أن خلاياها الغامضة بدأت تنتشر في أنحاء الجنوب. في شرق عدن، يسيطر الإسلاميون على بلدة زنجبار حيث قُتل 50 شخصاً على الأقل في الأيام الأخيرة. وفي حال فشل الجيش في استعادة سيطرته على الوضع، قد يتسلل الإسلاميون إلى عدن نفسها.
منذ أسبوعين، سيطر مئات المتزمتين، لفترة وجيزة، على منطقة الحوطة، عاصمة محافظة لحج المجاورة، في شمال عدن، قبل أن تنهار بعد يوم تقريباً. يقوم رجال مقنعون وملتحون الآن بدوريات في أجزاء من ضواحي عدن الشمالية. وتقول الحكومة إنهم نفذوا هجوماً بسيارة مفخخة ضد مركز للجيش في 24 يونيو.
ترتبط بعض هذه الجماعات بقادة القبائل المتطرفين ومسؤولين استخباراتيين يتمتعون بخبرة واسعة بسبب مشاركتهم في الحرب ضد الروس في أفغانستان، كما أنهم شاركوا في ما يعتبرونه مهمة جهادية ضد الجنوب الاشتراكي الكافر بحسب رأيهم، خلال حرب الوحدة في عام 1994، وقد فاز بها الشمال حينها. لكن مع تطور الأوضاع، قد يتبين أن انتماءات هؤلاء الأشخاص غير محسومة.
لقد سارعت الإدارة الأميركية إلى اتهام تلك الجماعات باعتبارها جبهة تابعة لـ”القاعدة”، لتبرير استعمال الطائرات بلا طيار لمهاجمتها. لكن ينكر معظم الجنوبيين وجود أي روابط مماثلة. بحسب قولهم، إن معظم المسلحين هم رجال قبليون من الشمال وطلاب جامعيون أطلقهم صالح (أو أعوانه في ظل غيابه) لإقناع الحكومات الغربية الساذجة بدعم النظام في صنعاء. ربما يتعاطف هؤلاء مع “القاعدة”، لكن لم يثبت بعد وجود أي ارتباط مباشر معها. بغض النظر عن حقيقة الأمور، يشهد الجنوب حالة خطيرة من الفوضى، إذ لم تعد أوامر النظام في صنعاء سارية بمعنى الكلمة الآن.

http://aljaridaonline.com/2011/07/07/120624/
__________________
مقهى الدروازه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس