[نبيل العوذلي]

فقه الخلاف رسالة لاصحاب لقاء بروكسل ونتائجه

هل هناك خلاف بين وجهات النظر لاصحاب بروكسل واصحاب القاهرة ؟
ما هو نوع الخلاف؟
الخلاف هو قدر كوني موجود بين البشر
قال الله تعالى وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَالنَّاسَأُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَمُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَوَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّجَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَالنَّاسِأَجْمَعِينَ ( (هود : 118-119)
والخلاف هو

أولاً : اختلافالتنوع

وهو ما لايكون فيه أحدالأقوال مناقضًا للأقوال الأخرى ، بل كلالأقوال صحيحة؛ ولذا فتسميته خلافًا من باب المجازفقط.

..

ثانيًا : اختلافالتضاد

وهو أن يكونكل قول من أقوال المختلفين يضاد الآخر ويحكم بخطئه أو بطلانه


يريد البعض ان يصور الاخلاف بين لقاء القاهرة والداعين والمشاركين له ولقاء بروكسل والداعين والمشاركين على انه من الخلاف التضاد الذي يجعل الجنوبيين اما وطنيين مع الاستقلال الواضح لنتائج بروكسل او غير وطنيين مع الاستقلال الغير واضح لاصحاب القاهرة
واذا ما افترضنا صحة كلامهم فيجب ان يسألوا انفسهم هل يساعد الظرف والوقت على العمل برأيهم الذي يعمق الشرخ في وقت نحن بأمس الحاجة للحمة الوطنية بين الجنوبيين؟
اليس من حكمة العقلاء اخفاء وكتم الاراء وان كانت هي الصح الكامل للموقف حينما يجدون ان ثمة رأي اخر اضعف منها ولكنه يساعد على الائتلاف والتوحد والتماسك؟
الم تنزل الايات المكية في مكة مبينة خطر الشرك دون التعرض لاهل الكتاب لحكمة الاهية في تقليل المعارض وتعزيز فرص الالتقاء به؟
اليس من السياسة تأجيل بعض الاراء وان كانت هي الصح الكامل مراعاة للوقت والحاجة؟

لقد سبق وان قلت الجنوبيين في فترة الصراع انقسموا الى فريق يأخذ حرفيا بالافكار ويرى ان من يخالفها خاطئا والاخر خلافه ولاتزال ذات المشكلة قائمة حتى اللحظة وذلك حينما قلت
ثانيا الجماعة العللية( المقاصد يون)


واقصد بهم الذين كانوا يتعاملون مع النصوص العقلية والفكرية والسياسية والدينية... الواردة إليهم كالناصرية والماركسية والقومية...بعللها والمقصد من حكمتها .. وبرز منهم الأوائل الذين اعتبروا إن العداء مع بريطانيا كان مقيد بالاستعمار لعدن ولا حاجة لاستمرار يته المطلقة بعد خروج الاستعمار من عدن... وآخرين منهم اعتبروا أن الثورة مقيدة بعلة الاستعمار ولا حاجة لاستمراريتها بالتصدير إلى الدول المجاورة بعد خروج المستعمر ... وآخرين منهم اعتبروا أن النصوص الماركسية ليست محل الإطلاق ويمكن الأخذ ما يتناسب منها مع واقع الحال والمال للبلاد


ثالثا الجماعة الحرفية ( الامريون)


وهم عكس جماعة العلليين حيث اعتبروا بالضرورة الحتمية لاستمرارية العداء مع بريطانيا واستمرارية المد الثوري

والأخذ الحرفي بالنصوص الاشتراكية الماركسية

ان بعض الناس يريد ان يقسم الجنوبيين بين وطنيين على رأي الاستقلال الواضح لبروكسل وغير وطنيين على رأي الاستقلال الغير واضح للقاهرة وهذا من قصور في فهم فقه الخلاف ويريد ان يمارس هذه الثقافة الاقصائية متجها نحو منزلق خطير طالما تكرر ت نتائجه على ابناء الجنوب في بيت شعري ساخر
—على طريق امبعالة يارجل شللي حذاش—
انني ادعوا قادة ودعاة لقاء بروكسل النظر الى عواقب مثل هذه الاطروحة التي تقسم الجنوبيين وتفرقهم وهو ما يبان في الفاظ بيان بروكسل التي تدعوا للانفتاح بالحوار مع الجنوبيين في الاطراف الاخرى كبادرة تبدوا حسنه وفي ذات البيان يغلق الاستيعاب فقط على اصحاب رؤية الاستقلال الواضح كاشفا ان تلك الدعوة شكلية للاستهلاك السياسي فقط وان تشكيل لجان العمل سينحصر على اصحاب ما عرفوه بالاستقلال الواضح مقسمين الناس الى وطنيين مع الاستقلال الواضح بحسب بيان بروكسل وعكسهم بحسب بيان القاهره..وذلك مدعاة وبفعل المماحكات السياسية لان يكون الفريق الاخر كتلة على اساس تاريخي وواقعي تضاد ذاك الفريق ليتكرر نفس السيناريو الذي يفرز دائما لنا نتيجة مفادها
اصحاب عشال
اصحاب قحطان
اصحاب سالمين
اصحاب علي ناصر
اصحاب البيض
يجب النظر الى الخلاف على انه من خلاف التنوع حفاظا على وحدة الصف الجنوبي وتكريس هذه الثقافة في كلامنا وجلساتنا ومنتدياتنا ونعمل على اساس امكانية الوصول الى مراد الشعب الجنوبي باحد الرأيين وهذا ممكن اذا ما عرف تفسير الفريق الاخر لالفاظ بيانه واقصد بيان القاهرة الذي يلاحظ مراعاته لكثير من الاعتبارات الهامة المحلية والاقليمية والدولية وركز على تحقيق الاستقلال الاقتصادي باستعادة هيمنة الجنوبيين على مقدرات ثروتهم السبيل الذي يتفق عليه العقلاء انه لغة الهيمنة لقوى العالم