عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-28, 02:11 AM   #1
حضرمي الجنوب
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-03-27
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 1,795
افتراضي الأبوية السياسية في الحراك الجنوبي (بقلم : صالح الجعيدي)

الأبوية السياسية في الحراك الجنوبي
بقلم : صالح الجعيدي
كما يقول بعض الفقهاء: (الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة)..فهذه المقولة تعطي المسلمين وأبناءهم حرية التفكير والإبداع وما يؤكد نلك ما ورد في بعض الآيات القرآنية الحاثة على حرية التفكير والتبصر والتعقل..لان الإنسان خليفة الله في الأرض...وعندما أقول ذالك فانا منطلق من حرية التفكير واتخاذ القرار حول ما اسمعه واعقله واراه..والدين والتفكير ليس حكرا على احد من قبيل المفاضلة إلا بالتقوى وليس بالتلبيس والتدليس..وبالعمل وليس بالغو والتبجح بالقول..وبالمضمون في التعامل وليس بالشكل والهيئة..
بناء على ما تقدم فان هناك بعض الأساليب في التربية بكل نواحيها أُخذت من فترة ما قبل الإسلام وتقمصت ثوب الإسلام فيما بعد لتكون حاكمة للعقلية السياسية و الأخلاقية العربية , وهي السيادة على كل شيء حتى التفكير. وهذا واللّه ما جعل من هذه الأمة أن تعيش المهانة بين الأمم...ولا أريد من هذا التقليل من شان الأوائل المصلحين والقادة في فجر الدولة الإسلامية. ولكن أريد أو أدعو إلي حرية التفكير والفعل وأكررها والفعل بعد حسن التربية والتوجيه..وهذا يدعونا وبخاصة في الحراك الجنوبي أن لا نحذوا حذو القادة في عصور الانحطاط وما تلاها والذين كان دينهم وديدنهم الحفاظ على الكرسي وملذات الحياة إلا من رحم الله ونجعل منهم قدوة لتبرير بعض من سلوكنا الفاسد في السياسة والسلطة..إن أولئك لم يتخذوا من تعاليم رسولنا (ص) ما يصلحهم ويصلح أممهم . ولكن عملوا على الانتقاء من التراث ما يجعل منهم أوصياء وعظماء على الأمة...فهذا الخطاء الفادح اتخذت منة النخب السياسية منهل لها ومرجعية لعبودية الفرد والمجتمع تحت مسميات كثيرة الأمير, المرجعية , القائد الفذ , والقيادة التاريخية..وهذه الأخيرة ما يتم ترديدها هذه الأيام للالتفاف على تطلعات الشباب الثائر الذي لدية من الإمكانيات الذهنية والجسدية والمخزون الفكري والمعلوماتي ما لم تملكه تلك العجائز...
إذاً وهذه أيضاً ليست فرضا و إنما هي وجهة نظر للنقاش : لماذا لا نترك لهذه الفئة من الشباب أن يكونوا في قيادة العمل السياسي بإشراف وتوجيه من أصحاب الفكر والمشورة من العجائز الذين لا يستطيعوا أن يعملوا ولا يريدوا احد أن يتجاوزهم ؟. وهذه من وجهة نظري من أسباب الخلافات الحاصلة الآن في الحراك السلمي الجنوبي..عدم القفز على القيادة التاريخية..وأقول القيادة الأثرية الاستشارية..
فالدعوة يجب أن نتقبل كل طرح بصدور رحبة الدعوة إلى أن نشكل في الحراك قيادات شابة قادرة على الحركة والعطاء . فالحركة تأتي من الحيوية التي يفتقر لها كبار السن..فإذا كانوا حريصين على استمرار الحراك ونجاح الثورة السلمية، فعليهم أن يمدوا الشباب بالمشورة والدعم والتشجيع.. وليس باحتكار المعرفة والحقيقة و الوطن في أيديهم وشخوصهم ...أو أنهم يريدوا أيادي آآآآآمنة!!! كما يروا هم؟..لان المفاهيم نسبية لكل فرد وجماعة.فلا تجعلوا من مفاهيمكم وماضيكم المشرف والذي اكتنفته بعض الأخطاء أن يكون حجر عثرة أمام الشباب الذين يتلقون الرصاص ويزج بهم في السجون ..ولهم مني التحية على هذا الجلد والصمود الأسطوري . وان من واجب القيادة التاريخية أن لا تنفث سمومها في جسم الشباب الحيوي. الذي لا يعرف إلا الجنوب ..وارى أن يخرجوا من الصوامع والأبرج ويعترفوا لهؤلاء الشباب أنهم صنعوا ما لم يستطيعوا صنعة ويرددوا لقد هرمنا لانتظار هذه اللحظة التاريخية)...والله من وراء القصد..
__________________
حضرمي الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس