عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-22, 03:09 PM   #1
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي رموز الجنوب العربي دخلوا حيص بيص خرج منها الاشتراكيون

لقد اصاب بعض الجنوبين اليوم مرض هو قديم جديد يريدون دفن علاماته تحت التراب بحجج يرتبك الواحد حينما يسمع صراخهم وهجومهم عليك او على بعض الاخوة فيظن انهم بتلك العلامات المرضية من التخوين للآخرين والتشكيك في الاخرين والزام الناس بجوهرسلوكي من صنع تفسيرهم البشري الذي هو للكل محل الصواب والخطأ حتى للانبياء عليهم السلام ومن خرج عليه سواء جهلا او اجتهادا او مخحالفة فقد صار منبوذا وللمرض علامات شتى

ومن علامات هذا المرض ان اصحابه يكفرون الاشخاص تكفيرا سياسيا او وطنيا او فكريا من خلال اللوازم المنتعلقة بالمذهب الايدلوجي فهم لايميزون بين اللوازم التي لاتستلزم ادخال صاحبها في المذهب الايدلوجي او الرؤية السياسية المعينة التي قد يجعلوها بمثابة الدين السياسي للشعب او للوطن تماما مثلما فعل اصحابنا الاشتراكيون في السبعينات حينما الزموا الجنوب والجنوبيين عقيدة الماركسية السياسية على فهم طبقة من الروس والكوبيين وليس على فهم الصينيين او او الالمان بحيث ان اي شخص يحاول ان ينحرف قليلا عن هذا الفهم يستحق منهم اللعن والشتم والتخوين غير مميزين بين المذهب ولوزمه وان العمل بلوازم المذهب لاتجعل صاحبها قد اعتقد بمعتقد المذهب لمجرد عمله بلوزمه ما لم يصرح بذلك
وهذه المسألة قد حصلت اصلا منهم سابقا فمثلا حينما حاول الرئيس السابق علي ناصر محمد ان ينفتح على دول الجوار فترة حكمه من خلال مثلا السماح للمغتربين والمسنثمرين الوطنيين من ابناء الجنوب الذين تكونت معهم ثروة في المهجر بالاستثمار في الجنوب اعتبر ذلك بعض الاخوة انه كفيل بادخال الجنوب والجنوبيين في مذهب الراسمالية وايدلوجية الامبريالية مع ان العمل بتلك اللوازم ليست مدعاة لجعل من يعمل بجزء منها ضمنا او تشبها ان يصبح كذات حامل المذهب المعين سياسي او ديني فحينما اقلد النصراني ببعض سياساته او طريقة حكمه او مسكنه او تفكيره لايعني انني قد اصبحت نصرانيا او قد اعتقدت بمعتقد الثالوث وهذه اشياء قد فصل فيها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الاقتضاء واعتبر تلك الانحرافات انها قد تكون من الاخطأء او من الطباع او من المشابهة او من الكفر , فهي اذا درجات ومستويات واتجاهات
وهو نفس المرض الذي اصاب اصحاب ايدلوجية القاعدة حينما جعلوا القوانين التي يعمل بها بعض الحكام على سبيل العمل بلوازم العقل البشري الذي يشترك في صوابه وخطأه المؤمن والكافر فجعلوا العمل بلوازم تلك القوانين سببا في تكفير الحكام وربما المجتمعات واعتبروا مجرد العمل بها سببا في جعل هذا الحاكم على عقيدة امريكا او بريطانيا او روسيا دون التمييز بين لوازم العمل برؤى الاجتهاد العقلي البشري الذيي شترك فيه كل الناس ويحق للانسان العمل به وبمقتضاه للحكمة التي يشترك فيها عقلاء الامم قوة وضعفا صحة وخطئا, ولكنها تتيح الاشتراك والتماثل وبالتالي الاخذ والاستنان بطريقة هذا او ذاك
وهذا ما تجده في كلام المدافعين على ما يسمونه باستقلال الجنوب العربي وانقاذ ه من اليمننة ومشروعها القديم الجديد حيث يفسرون كل سبيل يجتهد به الاخوة الجنوبيين على سبيل التعامل مع حتمية الواقع مثل واننا في شيء اسمه الجمهورية اليمنية بمكوناتها المتداخلة في وظائف الناس ومعاشهم بل وسفرهم وطعامهم وشرابهم ومصادر طاقتهم ولايستطيعون حتى اللحظة تحقيق المفارقة الانفصالية لهذا التداخل الامتزاجي لانه بات واقعا حقيقيا يلمسه الناس في حياتهم ومعاملاتهم القانونية والادارية والمالية ومن الحتمي التعامل معه عملا بلوازم تساعد على تحقيق الغاية المنشودة وهي الاستقلال باستفتاء اذا ما تم او برؤية الاخوة في مؤتمر القاهرة..ولكننا نجد ان اولئك يعتبرون العمل بلوازم الواقع مدعاة لان يصبح صاحب تلك الرؤية ممهد لليمننة والاحتلا ل ومشروع اليمننة وضد الجنوب العربي ليدخلونه في اتهامات هي نفس المرض الذي عانى منه اباءنا الجنوبيين في تجربتهم لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهو ما نجده في تشكيكهم لاصحاب رؤية الكونفدرالية او اصحاب رؤية التعاون والتنسيق المفروض واقعا لاسقاط النظام مع القوى الوطنية الشماليه الصادقة التي اثبتت وطنيتها وثوريتهاويصفون ذلك على انه مدعاة لجعل صاحبه على مذهب اليمننة كما يسمونه وانه ممهد لمشروع دين اليمننة متغافلين انهم بذلك قد جعلوا مفهومهم وتفسيرهم دينا جديدا للجنوب والجنوبيين
انها ذات الصفة تقريبا التي جعلت من خرج على سالمين رحمه الله حينما وجدوا انه لم يأخذ بالعمل الحرفي من اجل ديكتاتورية العمال واستحسن ديكتاتورية الفلاحين لاننا بلد زراعي وهذا كله من العمل باللوازم التي لاتستلزم ان تجعل صاحبها قد اصبح على عقيدة من اخذ منه الفكرة او اشترك معه في عمل تعاوني تفرضه طبيعة المرحلة
ان الداعين لاستقلال الجنوب العربي بحجة اننا عرب ولسنا يمنيين او ان هذه هي كما يروجون السبيل الممكن للخروج من –حكولة-الشماليين لالتفافهم على القضية الجنوبية بثورة الشباب يكشفون عن غي وبغي يسعون لتقرير اسبابه من خلال التمهيد لها في اذهان الجنوبيين من خلال النزعة الآرية للجنوب العربي تارة او من خلال اظهار حرصهم على استقلال الجنوب العربي وانقاذه من-- حكولة ابو يمن—ويكشف عن ضعف ادراكهم واحاطتهم لنقاط القوى المعززة للقضية وكيفية تفعيلها لصالحنا على المدى المتوسط والبعيد اما المدى القريب فهو بلاشك ليس معنا وذلك لسفه وحماقة اصحاب بعض قادة الحراك الجنوبي الذين اقحموا الجنوبيين في حيص بيص-خشبة مين خشبة الحبشي حبشي مين صاحب الخشبة-وتنازعوا بينهم على كعكة الجنوب المخزونة في مطبخ قادة ومشايخ واعيان الشمال الذين تمكنوا بدهاءهم من السيطرة عليها والسياسة لاتحمي المغفلين
ان الفرصة مواتية لاستعادة القضية الجنوبية رونقها من خلال الاستفادة من حتمية سنن الواقع والتخلص من هذه السيكلوجية والمنهجية المريضة التي امرضتنا سابقا بتجربة الاباء في الحزب الاشتراكي ونجح الكثير منهم في المعافاة والخروج منها

التعديل الأخير تم بواسطة نبيل العوذلي ; 2011-06-22 الساعة 03:29 PM
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس