عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-26, 03:35 AM   #5
بسمل محضار
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-02
المشاركات: 489
افتراضي

مداخلة كاتب العدل رداً على الكاتبه جين نوفاك

الشكر الجزيل للسيدة/ جين نوفاك لتلبيتها الدعوة للمشاركة في هذه الندوة والتعرف عن قرب على طبيعة القضية الجنوبية وابعادها ، ونقدر لها هذا الموقف التقدير العالي ، ونتمنى أن نخرج بما يفيد ويثري هذا القضية ويعكس حقيقة قضيتنا لدى المهتمين الاجانب والمتابعين للشأن الجنوبي .

اقتباس:
أولاً: الوضع في اليمن الجنوبي كان على درجة عالية من الخطورة وعدم العدل لفترة تجاوزت العشر سنوات، ولكن تفاجأ الكثيرون عندما بدأت المظاهرات تشهد شدة ما يشعر به الجنوبيون.

لماذا تعتقد لم يكن هناك سوى القليل من الإشهار في هذا الموضوع قبل الآن؟ فهل كان الناس لا يعلمون؟ أو لا يهتمون أو كانوا خائفين من إعلاء كلمتهم؟
فما الذي حصل من تغيير أدى إلى ظهور هذه الشكاوي الآن؟
الشعب الجنوبي كان يدرك طوال الوقت محنته والورطة الذي أخذ ينزلق اليها بفعل نظام صنعاء وبصورة اكثر وضوحا بعد الحرب الشاملة التي شنها على الجنوب عام 1994 ، وكانت هناك أصوات جنوبية ودعوات تحذر وتعمل باتجاه تصحيح الاوضاع التي ترتبت عن هذه الحرب ، والتي أخذت شكل العلاقة بين المنتصر ( الشمال ) والمهزوم ( الجنوب ) وفرض العلاقة هذه على الواقع وإخراج الجنوب كطرف فاعل وشريك في مشروع الوحدة ، لكن نظام صنعاء أخذه الغرور الى الاستمرار في تدمير الجنوب وطرد ابنائه من القوات المسلحة والوظائف العامة ومن تبقى في الوظيفه فهو مهمش وواقع تحت طائلة التمييز والدونية . وفي ظل هكذا تفاقم المعاناة للجنوبيين واستكبار وغرور النظام المنتصر في حرب احتلال الجنوب ، أصيب الناس بالإحباط واليأس من هذا النظام وتكشفت لهم الصورة القبيحة والاهداف الخبيثة للنظام ، مما دفع جموع المتقاعدين من العسكريين والمدنيين الى الخروج الى الشوارع لرفض هذه الاوضاع مهما كلفهم ذلك ، وقدم شباب الجنوب منذو بدء ثورتهم السلمية العشرات من الشهداء ومئات الجرحى ، ولديهم الاصرار لمواصلة مسيرة الثورة السلمية ، لانقاذ ما يمكن انقاذه .

اقتباس:
ثانياً: قال بعض الزعماء في الجنوب إن الانضمام مع حركة النشطاء في الشمال أمر مستحيل.
هل تعتقد أن هذا ممكن؟ كيف يمكن أن يكون الظلم في الجنوب مختلفاً أو مشابهاً لما يجابهه
الناس في الشمال، عندما يتعاملون مع نظام الحكم وأجهزته؟ من هم من غير الجنوبيين الذين تثق بهم أن لديهم نظرة وطنية بالتساوي بين جميع المواطنين؟ هل تعتقد ان الانتخابات القادمة تفتح أي فرص للمشاركة في السلطة؟ في 22 مايو 1990 تم التأسيس للمشروع الوطني الواحد المتمثل في بناء دولة عصرية يسودها النظام والقانون تنهي ما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، فافرزت المرحلة اللاحقة مباشرة الى صراع خفي وعنيف بين طرفين احدهما دولة الشمال وتسعى الى ترسيخ نظام الفوضى والفساد والهمجية والتخلف ، ودولة الجنوب المتطلعة الى سيادة القانون والنظام والتعددية والمساواة والعدالة ، كما أن مستجدات الوحدة قد فاجأت الشعب الجنوبي بالصدمة حيال الفوضى والرشوة واستباحة الاموال والممتلكات العامة والخاصة وكل أشكال الفساد ، بينما شعب الشمال لم يتفاجىء بشء لانه ذلك جزء من واقعه الذي يعيشه منذ عهد الأمامه ، وقد أصبح يستمرء هذه الاوضاع القاسية والظالمة ولا يحرك تجاهها ساكنا . ومن هنا تأتي طبيعة ردة الفعل حيث ان الجنوبيون ادركوا انهم فقدوا وطن ودوله ومستقبل أجيالهم ، بينما في الشمال لم يتغير بالنسبة لهم شيء ، بل أن مجرد بقاء الوحدة واستمرارها يعد شيء من التخفيف من الظلم الواقع عليهم وانضمام ضحايا آخرين هم شعب الجنوب ليقاسموهم هذا الظلم .
بسمل محضار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس