مستقبل اليمن الغامض
د.شملان يوسف العيسى
2011/06/12 08:25 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
استقرار اليمن ورخاؤه الضمان الوحيد لاستقرار الخليج
دعت الرياض الاسبوع الماضي الى سرعة التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة سلميا في اليمن كما دعت واشنطن الى اغتنام فرصة عدم وجود الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في البلاد وتنفيذ عملية تحول سلمي سياسي منظم. واعتبرت واشنطن بان هذا هو الوقت المناسب لبدء هذا التحول السلمي للسلطة في اليمن في الوقت نفسه كثف الفريق عبد ربه منصور نائب الرئيس تحركاته لاحتواء الاوضاع المتدهورة في اليمن.
الاشكالية التي تواجه دول الخليج والولايات المتحدة والاوروبيين هي من الذي سيحل محل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟
ما يقلق الجميع خارج اليمن، هو ان الجماعات المختلفة التي تشترك في كراهيتها للرئيس صالح سواء كانت من القبائل او التنظيمات السياسية المختلفة او الحركات الشبابية او الجيش متفقة على ابعاد صالح لكنهم غير متفقين ويجدون صعوبة في الانتقال الى القيادة الجديدة لليمن.. الوضع في اليمن اكثر تعقيدا وتشابكا مما يتصوره الكثيرون.. فهناك انقسامات قبلية وعسكرية ومشاكل بين الجنوب والشمال ومشاكل الحوثيين وتطرف ديني وعناصر مؤيدة للقاعدة.. مما يجعل البلد على كف عفريت من كثرة الخلافات والانفسامات..
السؤال هنا هل المعارضة التي تريد الإطاحة بالرئيس وعزله تؤمن بالديموقراطية والانتخابات الحرة؟ هل الحل يكمن بالعودة الى الشعب والدعوة للاتخابات في اليمن؟
هنالك حالة من عدم الثقة بين الطرفين، فالمعارضة تصرّ على رحيل رئيس النظام قبل إجراء الانتخابات.. اما النظام الذي يدعو للانتخابات لحسم الأمر لصالحه ام لصالح المعارضة يعني تماما بان حزبه الحاكم ومؤسساته موجود ولديه قواعده وكوادره الحزبية وجماهيره الكبيرة يستطيع ايصال رجل آخر من الحزب الى السلطة.
المعارضة ترى بأن الرئيس يراوغ ويحاول كسب الوقت وليس لديه نية حقيقية للاعتزال او الرحيل وهم لا يثقون بحزب الرئيس ويتخوفون من ان إزالة الرئيس.. لا تعني الخلاص منه لأن حزبه الحاكم موجود في السلطة..
في ظل هذه الأوضاع غير الطبيعية.. هل هنالك احتمال ان ينزلق اليمن في حرب اهلية ام سيسعى الجميع لتفاديها بإقرار مفهوم الدولة الديموقراطية المدنية؟
لا يمكن لليمن ان يحقق السلام والاستقرار في وجود خلافات مزمنة ودائمة بين القبائل اليمنية المختلفة.. فالولاء القبلي يفوق الولاء للدولة او الحزب او المؤسسة العسكرية.. اليوم ابناء القبيلة الواحدة «حاشد» التي ينتمي اليها الرئيس علي عبدالله صالح ورئيس المعارضة صادق الاحمر وهي من اكبر القبائل اليمنية يتصارعون على السلطة والنفوذ. فكيف يمكن التخلي عن هذا الموقع القوي لصالح المجتمع في دولة قبلية متخلفة..
لماذا نتخوف نحن عرب الخليج من تردي الاوضاع في اليمن؟ الاجابة واضحة وهي ان استقرار اليمن ورخاءه هو الضمان الوحيد لاستقرار الخليج كله.. وان عدم استقراره لينعكس علينا سلبا لأن هذه البلد مجاور للسعودية وسلطنة عمان فوجود عناصر من القاعدة في اليمن وازدياد نفوذ الحوثيين ونشاطهم سيؤثر في الامن والاستقرار للسعودية كما ان الشعب اليمني وقبائله مسلحون وهنالك احتمال بانفصال الشمال عن الجنوب مما يعني باننا سنعيش حالة عدم استقرار مزمنة في اليمن.
د. شملان يوسف العيسى
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...&Wr iterId=32