[عبدالسلام بن عاطف جابر]

من الأكيد اليوم أننا كشعب جنوبي أصبحنا أمام توجهين سياسيين لا ثالث لهما . إتجاه منظم يدعو إلى فدرالية غير واضحت الملامح , يقود هذا التوجه دولة الرئيس العطاس رئيس الوزراء السابق , و يدور في فلكة كل القيادات الجنوبية المعارضة التي في الداخل و التي في الخارج و على رأسهم الرئيس علي ناصر محمد (الرئيس السابق للجنوب) .

و التوجه الثاني و هو الأقرب لآمال و تضحيات الشعب الجنوبي , و يدعو هذا الإتجاه إلى فك الأرتباط مع اليمن الشمالي . و هذا التوجه يقوده الزعيم الجنوبي الأسير حسن باعوم و فخامة الرئيس البيض (الرئيس السابق للجنوب) , و يلتف حولهما اغلب الشعب الجنوبي بكافة شرائح المجتمع . لكن هذا التوجه غير منظم , و غير منضبط , سيطرت عليه النزاعات , و الخلافات , و التسابق للسيطرة بالداخل و الخارج على القرار الجنوبي , و جاءت القيادات القديمة بموروثها المناطقي العدائي و أسقطته على واقع الحراك , و أصبح منهج التسامح و التصالح كلاماً في بيانات و خطابات , لم يرتقى إلى الحد الأدنى من مراحل التطبيق .

الشيء الغريب في أمر التوجهين , أن كلاهما لم يقرأَ الساحة اليمنية أو لنقول الطرف الآخر قراءة صحيحة ترتقي إلى مستوى الوضع و حيثيات المرحلة .

فمن جانب نجد التوجه الفدرالي بقيادة العطاس قدم كل التنزالات و الدعم السياسي لحميد الأحمر , و تكفل بحملة الدفاع عن عيال الشيخ عبدالله الأحمر و كان العطاس يعمل لديهم في وظيفة محامي أو ناطق رسمي . كما أنه لأجل شريكه الشمالي قطع كل أواصر الترابط و الود مع الشعب الجنوبي الداعي للأستقلال , بل ذهب في مقابلاته التلفزيونية و خاصة اليوم في قناة العربية إلى أبعد من القطيعة , فقد دخل في دائرة أستعداء الشعب الجنوبي بتأكيده على ذوبان الحراك الجنوبي في ثورة التغيير اليمنية و هذا كذب . و بالمقابل لم يحصل دولة الرئيس على أي ضمانات أو أللتزامات من حميد الأحمر و فريقه للوفاء بما اتفق عليه سراً مع دولة الرئيس .
السؤال الذي يجب أن يجيب عليه العطاس أو فريقه : من أجل من قدمتم كل هذه التنازلات التي ليست من حقكم ولا نتاج تضحياتكم ؟؟؟ هل هي من أجل فريق زيدي سلطوي سام الشعب اليمني صنوف الذل و الهوان لعقود من الزمن , و تعتقدون أنه مازال ذلك المارد المتسلط , و بأنتصاره في أنقلابه على أبن عمه سيعطيكم ماتتمنوه أو حتى جزء منه ؟؟؟ أم من اجل تجمع سياسي هش ( اللقاء المشترك) قد يتفكك في أي لحظه ؟؟؟

و في التوجه الأستقلالي نجد الصقور من رموزه قد عقدوا العزم على القطيعة مع كل ماهو شمالي , و أعتبروا الشعب اليمني الشمالي كله عدو لافرق بين زيدي و شافعي , لا فرق بين يمن أعلى و يمن أسفل , و تمادوا في هذا النهج حتى أصبح كل من يفكر في التعامل مع المتناقضات الحقيقية اليمنية من وجهة نظرهم عميل و خائن للقضية الجنوبية . و بجهالةٍ منهم يعتقدون انهم فقط من يسعى إلى الأستقلال من سلطةصنعاء , و أن اليمن الأسفل (مذحج) لا يسعى إلى الأستقلال و لا إلى الفدرالية .
و السؤال الذي يجب أن يجيب عليه صقور المناطقية في توجه الأستقلال : ألا تعتقدون أنكم تقدمون خدمات مجانية لنظام صنعاء بشقية السلطة و المعارضة في عدائكم مع جزء كبير و فاعل من الشعب اليمني (اليمن الأسفل) فتجعلون هذا الجزء يضطر للسير خلف هذه السلطة التي يمقتها و يريد التخلص منها أكثر منكم ؟؟؟

ما لا يعلمه الساسه الجنوبيين بشقيهم الفدراليين و الاستقلاليين , أن اليمن الأسفل على وشك تحقيق أهدافه بأقل التضحيات , سواءً على طريق الفدرالية أو الاستقلال إذا ساعدتهم الظروف , و قد سبق لهم بالسابق الوصول إلى أهدافهم دون أن يشعر بها المراقب العادي , و لكنها كانت طعنات مؤلمة في خاصرة النظام لم يستطع الوقوف في وجهها خلال العشر سنوات الأخيرة فتحملها تحت مسمى الديمقراطية .



ختاماً نسأل أنفسنا :

إلى أين يسير الشعب الجنوبي الذي وضع ثقته بهذه القيادات العاجزة عن قراءة الساحة اليمنية قراءة صحيحة ؟؟؟

و هل سنسمع اعلان جمهورية مذحج اليمنية قبل أعلان جمهورية اليمن الديمقراطية او اعلان اتحاد الجنوب العربي ؟؟؟

و هل سيستمر الشعب الجنوبي في ثورته إلى مالانهاية دون أن يستفيد من الفرص العظيمة التي ساقها الله إليه ؟؟؟




أنتهى ,,,,,,,,,,,,,,


تحياتي


اللهم أعني على المزايدين و أسألك نصرك الذي وعدت
نصرٌ من الله و فتحٌ قريب وبشر الصابرين