عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-30, 12:25 AM   #1
ارادة الشعب قانون
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-08
المشاركات: 117
افتراضي العميد محمد السعدى اليك الجواب


طرح العميد السعدى سؤال مهما وهو هل استعادة الدولة والتحرير هدف ام وسيلة ؟ وهل الفدرالية هدف ام وسيلة ؟

لا اعتقد ان طارح السؤال العميد السعدى لايفرق بين الهدف والوسيلة . اذا لم نعرف الهدف الى الان فهى مصيبة حقيقة . ان السؤال يتضمن الاجابة ، مادام هناك احتلال فرحيله بالتاكيد هدف . اما الفدرالية ليست وسيلة اطلاقا الا اذا اتفق معك الطرف الاخر على انها مقدمة لتقرير المصير ، وليس التحرير ، والفرق مهم . تقرير المصير قد يكون فى " استعادة الوحدة " ، وقد يكون فى الاستقلال على حسب نتيجة استفتاء الشعب الجنوبى . لكن الخطر الحقيقى ان الفدرالية من رؤية الجنوبيين الذين يطرحون الفدرالية ان الفدرالية عندهم هدف وليست وسيلة ، فشعارهم التغيير لا التشطير ، وتستخدم الان كوسيلة لدفن القضية الجنوبية ، فهى سلاح ذو حدين ، وليس اى حد منهما فى صالح الجنوبيين ، بل سلاح معد لنحر الجنوبيين مرتين ، مرة تصوريها وسيلة ودغدغة عواطف الجنوبيين وانها الطريق الاسهل وذلك لدفن القضية الجنوبية ومرة اخرى تثبيت الاحتلال وتحقيق هدف " التغيير لا التشطير " . اذا كانت الفدرالية وسيلة ، او اراد من يتبنونها ان تكون وسيلة ، فيجب ان تكون وسيلة من حد واحد للفصل بين الطرفين ، ولن تكون كذلك الا اذا تم :

1- الاعتراف بان حرب 1994 هى غزو واجتياح للجنوب وانها حرب اسقطت الوحدة ، ثم الاعتذار للشعب الجنوبى عن هذه الحرب وعن فتوى التكفير .
2- انسحاب القوات اليمنية جميعا الى حدود 1990 .
3- وجود قوات دولية فى الجنوب مع الحدود مع اليمن .
4- ادارة الشعب الجنوبى لجميع شؤونه بنفسه دون اى وجود يمنى او مول لليمن على الاطلاق .
5- ان يحضر الجنوب بنفسه للاستفتاء وباشراف دولى ولايشارك الطرف اليمنى فى ذلك لان الطرف الجنوبى هو صاحب الشان والمتضرر .
ان القبول بالفدرالية دون الاعتراف بعدالة القضية الجنوبية ودون الاعتراف بجريمة الحرب ، لا يعنى هذا الا اصدرا صك غفران للعدوان . كيف ستبقى هناك قضية عادلة وحق شعب اصيل بعد القبول بالفدرالية دون الشروط السابقة ، ان القبول بالفدرالية دون الاحتفاظ بجوهر القضية يعنى طي صفحة القضية الجنوبية بوسيلة الفدرالية ومن ثم اعتبار الفدرالية حلا لها . وبالتال تصبح الفدرالية هدف وليست وسيلة ...
ان رفض الطرف اليمنى للشروط السابقة يعنى شيئا واحدا انه لن يسمح للجنوب باستقلاله اطلاقا . ولايعنيه من الفدرالية الا كونها وسيلة لشرعنة الاحتلال لاغير . وسوف يحاجون بمنطق المحتل : ان الشروط السابقة تعنى انفصال ، ولكننا نقول : ان عدم قبولكم بها يعنى انكم لاتعرفون وحدة انما تعرفون غنيمة ، هذا من جهة ومن جهة اخرى ، ان الشروط السابقة هى لتمكين الشعب الجنوبى من حقه فى تقرير مصيره ، فاذا اثبتت الفدرالية والفترة الانتقالية ان الوحدة جذابة فسوف يسوط الجنوبيون للوحدة الفدرالية ، واذا لم تتحسن احوال الشعب الجنوبى فمن حقه ان يسوط للاستقلال .

ان جميع المؤشرات تدل على ان الفدرلية التى يُنادى بها اليوم مجرد وسيلة للاجهاز على القضية الجنوبية ... واول هذه المؤشرات غياب الشروط السابقة ، وثانيها الاعتراف بان للاحتلال مصالح مشروعة فى الجنوب ، ان المصالح التى اتت بحرب غير مشروعة تعتبر مصالح غير مشروعة ومنها الاستيطان السياسى والثروات المنهوبه وغيرها . واذا كان هناك ثمة مصالح فهى مصالح فردية للعمال فقط الذين تدفقوا على الجنوب من كسب يمينهم .
هناك مجال للتفاوض على بعض النقاط ، وتعتبر تنازل من الشعب الجنوبى وليست حقوق مشروعة ، مثل : ان تفتح الحدود بين الدولتين فى حال قرر الجنوب الاستقلال ، وحتى ايضا التنقل بالبطاقة الشخصية ، وكذلك يمكن التنازل عن التعويض الذى يستحقه الجنوب مقابل الاعتراف بان حرب 1994 عدوان ، وغيرها من النقاط مثل اقرار دعم مالى للجنوب حسب امكاناته لليمن لفترة معينة . كل هذه تفاصيل قابلة للتفاوض والنقاش شرط ان تعرض على الشعب الجنوبى خصوصا النقطة الاخيرة . ان قبول الفدرالية بالشروط السابقة والنقاط التى يمكن التفاوض بشانها هى تنازل من الشعب الجنوبى ، ونتنازل لنيل حقنا . اما الفدرالية بدون الشروط السابقة ماهى الا تنازل مجانى سياخذ مابقى .
ان التمسك بهدف الاستقلال والتحرير او بالفدرالية بالشروط اعلاه ، حتى لاتدفن القضية الجنوبية ، هى مكاسب اساسية وتدعى فى السياسة المكاسب الصلبة اى المكسب الذى لايمكن انتزاعه او تفريغه من مضمونه ، اما الفدرالية بدون تلك الشروط هى من المكاسب الهشة ، فمن السهل عند القبول بالفدرالية بدون الشروط التى تحفظ القضية الجنوبية والتى تحفظ عدالتها ان يتم افراغها من مضمونها او افتعال احداث تقضى على الاتفاقية بمرتها ، ويبقى من يملك القوة سيد الموقف والكلمة ، لانه لم يترك لك كلمة او حجة ترجع اليها مرة اخرى . وسوف نعود الى ماقبل نقطة الصفر ، وفى دوامة سياسية جديدة ، وسوف نحتاج الى نضال كبير وتضحيات جسيمة لنعود الى الموقف الذى نحن فيه الان .
رجاء ثم رجاء كفى تجارب وكفى مغامرات ، وكفى اعذار من قبيل : يمكن اصلاح الوضع بعد الاتفاق ، كيفما كان الاتفاق ... وخلونا من " خلونا نمررها " لانها سوف تمر على ظهورنا وتطحنا اكثر مما نحن فيه الان . ان مانكسبه بالمناورة الهشة هذه ، او بالاحرى مانعتبره مكسبا ، انما هو فى حقيقة غرم على الشعب الجنوبى وقضيته وغنم صاف للاحتلال .
ان النفوس تحب الطريق السهل الخالى من الاشواك والجراح والدموع ، ومن يحتج علينا بالطريق السهل فاليقدم لنا ضمانات ان ليس ف نهايته حتف مؤكد ، او على الاقل ليس فيه تنازل وضياع للقضية والنضال والدموع والدماء . ان الطريق الصعب الذى لايضيعنى ويحل دمى افضل بالمطلق لانه ، على الاقل ، ليس فيه تنازل مجانى او شبه مجانى . ومانراه صعبا قد يكون اسهل بكثير على المدى البعيد ... ان العبرة بالخاتمة لا بسهولة الطريق . والمعول على الضمانات لا على الامانى والوعود .


التعديل الأخير تم بواسطة ارادة الشعب قانون ; 2011-05-30 الساعة 12:37 AM
ارادة الشعب قانون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس