اخي الكريم ، هناك مشكلة كبيرة يعاني منها الحراك الجنوبي بعد ظهور ثورات الشباب العربي في تونس ومصر واليمن
وكأن هذه الثورات كانت تسونامي هوائي هب على الجنوب ليطمر جماهير الجنوب التي تعودنا ان نشاهدها بعشرات الالاف بل ومئات الالاف
أين ذهبت هذه الجموع الغفيرة التي كنا نشاهدها في ابين وردفان والضالع ويافع والمكلا وشبوة ، فقد اصبحت اثر بعد عين !!
مالذي حدث يا ترى ، والله اننا في أشد الحيرة ! اليس كان من المفروض ان الارضية في الجنوب اصبحت اكثر ملائمة من اي وقت مضى
للثورة الجنوبية والجماهير الجنوبية للتحرك والتنسيق والاجتماع في ظل هذه الاوضاع المتوترة من صنعاء الى آخر نقطة في اليمن !!
تصورا معي لو ان قادة الحراك اليوم يتوجهون الى الدعوة الى لقاء موسع مع المجلس الوطني والهيئة العليا للنضال والمستقلين
والمثقفين من اكادميين واساتذة جامعة وادباء ومفكرين وامرأة وكل شرائح المجتمع الجنوبي ، بروح مختلفة منطلقها ثورة جديدة
يتقدمها الشباب وطلبة الجامعات ، وتشكيل مجلس موسع لكل اطياف الحراك وتحت شعار وهدف واحد هو تحرير واستعادة الجنوب
فهل سيظهر مؤتمر القاهرة بهذا الزخم والقوة ، بل على العكس سيبدون وكأنهم يسبحون ضد التيار ويغردون خارج السرب .
لكن أما واوضاع الحراك في الداخل راكدة وخافتة ومتقزمة ما جعل الاصلاح يستحوذ على الساحة ويتجرأ على القضية الجنوبية
بالقول انها ذابت وانتهت بانضمام الشباب الى ثورة الشباب ، فقد تحرك معارضوا الخارج في وقت حساس وقبل ان يتمكن المشترك
ومعه القوى الاخرى من الاستيلاء على السلطة تحركوا لاحياء القضية الجنوبية بطريقتهم ووفق تصوراتهم الممكنة ورغم تحفظنا على
سقف مطالبهم الا انهم في الحقيقة استطاعوا ان يحركوا المياه الراكدة ويوصلوا للعالم قضية الجنوب في خضم الاحداث في اليمن .
لذلك ليس المهم الآن اننا ننكر عليهم جهدهم ومبادرتهم ونتهمهم بكل موبقات الدنيا والتآمر والخيانة ، فهذا أمر سهل .
لكن على المعارضين لهم وأنا منهم العمل على احداث توازن من الداخل لصالح تيار الاستقلال والتحرير .
وكما يقول المثل : ان تشعل شمعة خيرا لك من أن تبقى تلعن الظلام .