عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-14, 04:02 AM   #8
عمقيان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 555
افتراضي

الأخ الكريم ثمر بن يهر عش


بقراءة سريعة لما اسمي باللقاء التشاوري ( لأبناء الجنوب) ( والرؤية الجنوبية الشاملة) التي تمخض عنها اللقاء ، فأنه من المؤسف أن يجري اختزال نضال أبناء شعبنا وتضحياتهم باجتهاد غير موفق لجماعة منحت نفسها مشروعية التمثيل و أعلنت عن مشروع هزيل سياسيا ، الذي جعل من نضال الجنوب وشعبه الصابر مجرد قضية مؤجله الدفع والثمن ينتظر حلها في سياق ثورة التغيير الشبابية في اليمن ، هذه الثورة التي لا تربطها أي مقدمات عضوية أو جامع حقيقي بجوهر ولب القضية الجنوبية النبيلة ، فالثورة المقدسة التي وجدت بفعل وتأثير الحالة الثورية في المنطقة العربية ، ليست امتداد لقضية الجنوب العادلة المعتملة منذ سنوات والتي لا يمكن تغليفها بغلاف الثورة اليوم ، وانه من غير المنصف أن تختزل قضية شعبنا بهذه الطريقة ، باستجداء وضعف يتقرب به قادتنا في النكبات للسادة الجدد الذين لم يتعلموا من التاريخ ومن تجاربهم الفاشلة وما الحق بشعبهم من مصائب وكوارث تجعلهم هم أنفسهم في دائرة المسألة بعيدا عن قضية التصالح والتسامح التي يحاولوا تكييفها اليوم وفقا للرغبات و الأهواء لضمان عودتهم لسلطة الحكم على هرمهم . ولعل الاستخلاص لأولي بتحليل البيان وقراءة الرؤية تظهر حالة الفراغ السياسي القيادي الذي يعاني منه شعب الجنوب ، والسذاجة والبراءة السياسية التي يتعامل بها الاتباع ومن يقدمون التضحيات الميدانية في تعليق آمالهم وخلاص شعبهم على هكذا قيادات ، وعلى سبيل الاجتهاد سأحاول تفنيد ماورد في البيان وتحليله بإيجاز .

أولا : عقد اللقاء تحت شعار ( من اجل رؤية موحدة لأبناء الجنوب لحل القضية الجنوبية في سياق ثورة التغيير الشبابية في اليمن ) وبتحليل هذا الشعار يظهر أن مقدمات القضية الجنوبية وخلفياتها لم تكن حاضرة ألا في سياق الثورة الشبابية ، وان أبناء الجنوب لم يكونوا معنيين من قبل بالاتفاق على رؤية موحدة لقضيتهم ، ومن غير الواضح كيف يمكن للقوم أن يجدوا حلا لقضيتهم في سياق ثورة لم تنجح بعد ، وان نجحت مثل هذه الثورة فان البحث عن الحل سيكون في ظل نظام سياسي جديد يقوم على أنقاض نظام أخر بفعل الثورة وليس مع الثورة نفسها ، كما أن الإقرار بان حل القضية مرتبطا بسياق ثورة التغيير في اليمن يعني التسليم مسبقا بعدم استقلالية القضية و إعادة تأصيل قضية الجنوب في إطار أحادية الثورة والقدر والمصير المشترك للشعب اليمني، الذي يلغي بالمطلق الهوية الجنوبية المستقلة . و إعادة بناء الحاضر بعقلية وتفكير الماضي وقولبة وضع الجنوب كوجود شطري في إطار وطن واحد .
ثانيا : وجه المجتمعون التحية للمناضلين من أبناء الجنوب الذين اخذوا على عاتقهم إطلاق مسيرة الحراك ، وفي نية معلنة للزعامة والوصاية فأن هذا الخطاب بتجاهل مكونات الحراك متعمدا ، فالحراك موجود في نظرهم بأبناء الجنوب لا بمكوناته وبقيادتهم هم لا بقياداته الميدانية وبشرعية الجحور النائمة لا بشرعية الدماء ، الاعتراف بأبناء الجنوب لا بحامل قضيتهم ومكوناته على تعددها واختلافاتها ، ويبدو أن القوم قد بدواء باعتلاء المسرح السياسي أستقواء بالثورة الشبابية على حساب قيادات الحراك الفعلية التي سيطلب منها أو من يمكن انتقاءه لاحقا الانضمام لمسيرة الحوار بعد الانتصار المؤمل لمرجعية المشترك في الموطن الأم والعاصمة التاريخية .
ثالثا: أكد المجتمعون بان اللقاء الجنوبي جاء ثمرة من ثمار التصالح والتسامح الجنوبي خلافا للشعار الذي اتخذ من عنوان للقائهم وهي ثورة التغيير في اليمن ، ولم يعتبروا اللقاء ثمرة من ثمار الحراك السياسي الجنوبي ، و أكدوا إصرارهم ومثابرتهم على بذل الجهد لاستكمال قطف ثمار هذا المؤتمر التاريخي ، نابذين محاولات الإقصاء والتفرد وغير ذلك من المصطلحات المتعلقة بالوحدة الوطنية التي قاموا في هذا اللقاء بنسفها ونفيها و بإلحاق الضرر بها وبقضية شعب الجنوب ، فهم لوحدهم قد قرروا تمثيل لجنوب دون تفرد ، وحددوا طبيعة الثمار التي يجب قطفها، وهي ثمار لا تعبر عن إرادة جماعية أو وحدة ارادات أبناء الجنوب بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم ، لم يعتبروا اللقاء أو المؤتمر التاريخي لبنة أولى لدراسة أفكار للتوحيد والمقاربة لرؤية مشتركة غير رؤيتهم الإصلاحية للنظام السياسي في الدولة اليمنية ، لم تظهر في اللقاء مكونات وألوان الطيف الجنوبي في الداخل والخارج . فالشرعية وفقا لهذا المنطق محسومة وما على الآخرين ألا اللحاق بالمشترك وشرعيته المرتقبة في النظام السياسي القادم الذي يوفر الغطاء لما يمكن وصفه بالمعتدلين من الأوصياء على القضية الجنوبية .
رابعا: وفي تحليل يتجاوز الواقع الموضوعي والتاريخ السياسي والاجتماعي وتركيبة النظام السياسي ، أشير إلى أن اللقاء قد وقف إمام العوامل والظروف التي أدت إلى اندلاع وتصاعد ثورة الشباب في الشمال والجنوب ، واعتبرها نتاج( للطبيعة المركبة) للازمة اليمنية، التي نجمت عن وجود نظام استبدادي اسري قبلي بوليسي ، طيلة ثلاثة وثلاثين عاما ، منها ( عقدان ) من عمر الوحدة المغدور بها ، وهذا التحليل المبتسر للازمة القائمة ومشكلة الجنوب تعيد القضية الجنوبية إلى المربع الأول ، فالحديث يدور عن فترة حكم عصبوية قبلية استبدادية منذ 33 عاما ، ووفقا لهذا المفهوم فأن الجنوب كان معنيا بالحكم الاستبدادي العصبوي لثلاثة عشر عاما قبل التحاقه بالشمال ، وعودته الطبيعة إلى الأصل ، وما عاناه الجنوب طيلة عشرين عاما ما هو ألا استمرار للنهج والتوجه الذي كان قائما قبل الوحدة ، وهو النظام الذي كان قائما حيث لجاء أليه البعض من القيادات ولحق الآخر في وجبات متتالية ، قبل أن يجدوا أنفسهم مشردين ويكتشفوا بعد حين قبلية وعصوبية وبوليسية النظام . بعد أن كان شعارهم إلى وقت قريب مجرد التغيير و إصلاح النظام السياسي بمكوناته المعلومة والمعروفة لهم .
خامسا: أشاد اللقاء باعتراف بعض ( القوى التغيرية ) في الشمال بعدالة القضية الجنوبية وحاضنها السياسي ( الحراك الجنوبي السلمي ) ويناشد بقية القوى التغيرية في الشمال بإظهار تأكيد اعترافها بالقضية الجنوبية( هي أساس وجوهر الأزمة اليمنية ) هذه الفقرة القصيرة تظهر لنا مدى التناقض والتخبط وضبابية بل وعمى الرؤية السياسية لمن قاموا بوضع الرؤية للجنوب ، وللهروب من إظهار التحالف مع المشترك جرى ابتداع مصطلح القوى التغيرية في الشمال التي لا يعرف وجودها خارج دائرة المشترك اليوم ، ولم تتبقى أي قوى تغييريه ليتم مناشدتها خارج القوى المعروفة ألا إذا اعتبر أن في المؤتمر الشعبي العام قوى تغيرية يمكن التحالف معها فيما بعد وخاصة من أبناء الجنوب الاتباع في المؤتمر والسلطة ، ومن اللافت أيضا في هذه الفقرة اعتبروا أن الحراك الجنوبي هو الحاضن السياسي للقضية الجنوبية ، بينما بنى الحاضرون في اللقاء بموقفهم بأنهم هم الحاضن القيادي للحراك وبالتالي أداته السياسية أو نواته المحورية في التمثيل ، وفي الوقت الذي يطالب فيه القوى التغيرية في الشمال الاعتراف بان القضية الجنوبية هي أساس وجوهر الأزمة اليمنية ، جرى التهرب من الاعتراف بالقوى التغيرية بأنها قوى يمنية بل قوى شمالية ، ونزع عنها عمليا وفي تناقض عجيب بمنيتها ، فالقضية اليمنية واحدة أما الأحزاب والقوى السياسية فهي شمالية ليس ألا . وفي ذلك يظهر الخطاب السياسي المخادع الذي يخشى مواجهة شعب الجنوب بحقيقة التحالفات القائمة.
سادسا: أكد اللقاء أن حل الأزمة اليمنية ينبغي أن يستند إلى أن الوحدة ستظل خيارا أساسيا وعقدا للشراكة المتكافئة بين دولتين استمدتا شرعيتهما وسيادتهما من ( الشعب والأرض ) وفقا لهذه الفقرة فأن قضية الحل للقضية الجنوبية خارج هذا المفهوم اصبح أمرا مستبعدا ، والشراكة أساسها انتماء الدولتين المنحلتين لشعب وارض واحدة ، والإقرار بهذه الحقيقة يقطع الطريق على أي إمكانية للمطالبة بأجراء الاستفتاء بعد سنوات ، فالتأصيل النظري ينطلق في البيان والرؤية من حقيقة أن الشمال والجنوب هما شعب واحد وارض واحدة ، ومن يقر بوحدة الانتماء ووحدة الوجود المشترك لا يحق له المطالبة بأي مطالب تخرج عن إطار الحقوق الممنوحة لكل أبناء الشعب في الوطن الواحد ، فإذا كان مطلوب تمييز الجنوب في الحقوق كجغرافيا ، فان لليمن أيضا مكونات جغرافية يمكنها المطالبة بالحقوق استنادا إلى نفس المعايير التي يضعها الجنوبيين . ومن الغريب أيضا وفي ظل الاعتراف والتسليم بكل هذه الحقائق فأن اللقاء يحذر بان استمرار غياب أو تغييب طرف من شركاء الوحدة لن يحل القضية الجنوبية ، وستظل الأزمة اليمنية بالنتيجة بدون حل حتى بعد رحيل صالح ، فالمطلوب أولا و أخيرا حل الأزمة اليمنية وحل قضية الجنوب في إطارها ، ولا يوجد أي حل للفرع ألا بحل مشكلة الأصل .
سابعا: وفي موقف قطعي وحاسم ، وبشرعية التمثيل المطلق لتحديد خيار شعب الجنوب ذهب المجتمعون إلى التعبير عن موقفهم الثابت ( بأن إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية فيدرالية بدستور جديد من إقليمين جنوبي وشمالي ، كواحد من أرقى إشكال الوحدة السياسية الوطنية) وبدون الالتفات إلى بقية النص اللاحق الذي لا يستنج منه أي معنى مفيد فأن اللقاء قد استبعد أي خيارات أخرى يمكن أن يجري التفاوض عليها ، وكأنه لا توجد أي أطراف في مكونات الحراك الجنوبي وخارجه تضع خيارات أخرى ، وبحسب رأيهم فأن قيم الوحدة فقط عصفت بها النوازع الاقصائية والفيدية القهرية آلا وحدوية ، وهذا يعني أن الوحدة لم تفرغ من مضمونها السياسي الاجتماعي ، ولم تتجه الممارسة السياسية إلى إلغاء الهوية الجنوبية والوجود بالمطلق ، وما جرى لا يتعدى عن كونه نوازع ليس ألا ، ولعل تسطيح قضية الجنوب واختزالها بهذه العقلية البليدة ، والمطالبة بمعالجتها في ( حزمة الحلول والمخارج ) ولمنع إعادة إنتاج ( الدولة المهترئة) بحسب البيان وبناء الدولة الوطنية ( ألا أسرية وآلا فئوية وآلا قبلية ) يؤكد أن من وضعوا الرؤية باسم الجنوب بالباطل والتجاوز لا يمتلكون رؤية حقيقة وتقييم سياسي موضوعي لقضية شعبهم ، فلا يجوز وضع رؤية بأفكار وصياغات مبعثره متضاربة في المضمون والمحتوى وبجهل محكم بتاريخ شعبهم . ففي الوقت الذي يجري فيه التأكيد على الوحدة الوطنية والسياسية لليمن ، ووحدة الأزمة وتقديم مقترحات الحل للقضية الجنوبية في إطار الوحدة ، ومن ثم يجري التهديد بأنه إذا لم يستجاب لمطالب الجنوبيين المشروعة والعادلة فأنهم في حل من أية حلول لا تخاطب تلك المطالب ، فأي خيار سيكون لدى الجنوبيين بعد تخليهم مسبقا عن لكل الخيارات الأخرى ، و تسليمهم و إقرارهم بأنهم فرع من اصل لشعب ووطن واحد . وشركاء في أزمة الثورة الشبابية ليمنية وبأن الجنوب طرفا أساسيا في ترتيب الانتقال السلمي للسلطة ، وحذرا أن يجري تعديل الدستور وأجراء الانتخابات قبل حل القضية الجنوبية ، أقصى مطلب يستطيع القوم فعله هو التحذير بان لا يتركهم ثوار الشمال ورائهم . وتكرم هذا اللقاء الوطني الجنوبي بدعوة كافة قيادات الحراك ( الشعبي ) السلمي الجنوبي وكافة الشخصيات الاجتماعية والسياسية بان تعزز من مشاركتها في كافة ساحات وميادين الثورة . ولم يوجه الدعوة لقيادات الحراك من اجل وحدتها وتنسيق عملها ومواقفها في مختلف مناطق الجنوب للتعامل مع التطورات الراهنة.
ثامنا : وجه اللقاء الدعوة إلى التشاور حول التحضير لعقد مؤتمر وطني جنوبي شامل بعد إسقاط النظام بمشاركة ( كافة أبناء الجنوب ) بمختلف اتجاهاتهم السياسية والفكرية في الداخل والخارج ليشكل مرجعية وطنية لمواجهة الاستحقاقات المستقبلية . ويستنج من هذه الدعوة انه لا توجد ضرورة لعقد المؤتمر ألان فالحاجة له ستكون لاحقة أما ألان فان هناك قيادة تمثل الجنوب وستقود الحوار والاتصالات مع كل القوى وستستمر مادام النظام باقيا ، وكان من الأولى أن توجه الدعوة لقيادات الحراك في الداخل لتوحيد مكونات الحراك تحت قيادة واحدة ألان وليس غدا ، وبالمثل قيادات الخارج من كل الاتجاهات ، لتكون جاهزة للتعامل مع الأوضاع مباشرة لان المستجدات والترتيبات بعد سقوط النظام لن ا تسمح لكل هذه الأطراف المتنافرة بالتداعي لعقد مؤتمر وطني وستبرز في وقتها استقطاب واصطفاف جديد سيكون محوره بالتأكيد القيادات المنظمة للقاء التي ستعمل وفقا لمقاصد هذه الرؤية على فرض هيمنتها وتوجهاتها الإقصائية والفئوية لتجسيد ما اتفق عليه مع شركائها السياسيين في معسكر المشترك والقيادات الجنوبية في السلطة التي سيجري إعادة تلميعها وتحسين صورتها وضمان مشاركتهما تحت مسمى التصالح والتسامح والحرص على وحدة الجنوبيين .

ستكون لي عودة قريبة إنشاء الله للتعقيب على الرؤية والورقة الأولي : تحياتي

التعديل الأخير تم بواسطة عمقيان ; 2011-05-14 الساعة 04:45 AM
عمقيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس