عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-26, 04:04 PM   #1
أبو غريب الصبيحي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-24
الدولة: العاصمة "عـــــدن"
المشاركات: 4,389
Post مقطع فيديو : النشطاء السياسيين في يومنا هذا



بقلم / أبو غريب الصبيحي

لقد أثارني هذا المقطع الفيديو ، لأحد شعراء الجنوب الشعبيين الصريحين ، حيث إنه تطرق في قصيدته الملقاة الى قضية نعاني منها أبناء الجنوب في يومنا هذا ، لقد كان شاعراً صريحاً ، نطق في الشعر فأبلغ في توصيف المشكلة بوضوح مسمياته ، مما حذا بي إلى الإلحاح المتكرر بمطالبة الدعم الفني في المركز الإعلامي الجنوبي ، الى عدم نشر المقطع الفيديو إلا مع موضوعي هذا ، فقد تطرق الشاعر إلى أمر ٍ يثير جدلاً صاخباً في الشارع الجنوبي ، حيث يحاول الإحتلال أو أعوانه و الواقعين تحت دعاية إعلامه ، تصوير الحراك الجنوبي ، على إن هناك بعض المنتفعين و أصحاب المصالح المفقودة ، يقومون بإفتعال و إختلاق البلبلة _ يقصدون الحراك و النضال السلمي لتحرير الجنوب بمفهومنا_، مما تشكل تخوفاً من قبل المشككين أو من لم تطأ قدمه الحراك ، و إن كانت هذه الفئة قلة و قلوبهم مع إخوانهم الجنوبيين في الحراك الشعبي ، تشكيكاً حول نوايا من هم في الحراك الجنوبي .

رابط المقطع الفيديو للقصيدة
http://aldhala.net/ask12.wmv

لقد كثرت مسميات توصيف كل من يساند القضية الجنوبية أو يكتب لأجلها "بالناشط السياسي " ، مما تثير تسأؤلات عديدة عن أسبابها ، و عن الأثر و الإنطباع الذي تخلفه في المجتمع السياسي و الإجتماعي ، في ظل عدم إيجاد تعريف واضح لأهلية أن يطلق على المرء بالناشط السياسي .

لماذا يمتدح المرء نفسه بإنه ناشط سياسي ؟
هل هو يمن على الوطن بما قدمه ؟ و لماذا ؟
أم إنه حجز مقعد سلطوي أو وظيفي للمستقبل ؟ و هل هذا وقته ؟

ما زلت أتذكر إحدى المواقف ذات مرة ليست ببعيدة عن وقتنا الحالي ، عندما كنت بمعية مجموعة من الأفراد نتبادل أطراف الحديث ، بخصوص مستجدات الوضع في الداخل ، و بدأنا الحديث عن جهة جنوبية تدعم كتاباً ، يكتبون كتابات لا تخدم توحيد الصف الجنوبي ، و إذا بأحد الشباب الموجودين يضرب الأرض بكفة يده ، معترضاً على هذا الحديث قائلاً : " أنا ناشط سياسي في ( . . . . . .) و هذا الكلام لا ندعمه ، أسفت كثيراً حينها أن يتحدث شخصاً عن نفسه بهذا التوصيف ، و أسفت كثيراً أن يصبح ناشطاً سياسياً كل من شارك في فعالية أو أجرى إتصالاً معيناً بإحدى القيادات أو ناشط سياسي "أصلي" ، أو كتب مقالاً لوطنه يندد بالإحتلال .
كثر النشطاء السياسيين ، و تحول بفضلهم الحراك إلى عراك في الميدان و في النت ، و لم يجد المواطن أحداً من المواطنيين يقاسمونه المسير نحو التحرير ، و أصبح وحيداً بمعية النشطاء السياسيين .
لقد كنا نعلم أن للناشط السياسي أو الإجتماعي ثقل مؤثر في الشارع ، و لديه إتصال بجمعيات المجتمع المدني و المنظمات الصحفيه و الحقوقية المحلية و الدولية ، و لم يعلموا إلا و قد أطلقت عليهم الأقلام الرصينة المحايدة توصيف "ناشط سياسي " .
كما إننا لم نعلم ما هي الشهادات الإعلامية أو الحقوقية التي يحملها هؤلاء النشطاء ، الذين أوقعوا الوطن في خزعبلات و فوضى عارمة ، متدافعين نحو كراسي يفيض بها تفكيرهم للمستقبل .
في الضفة الأخره هناك من يعمل بصمت ، و لم يتيح الوقت له بعد لإستخراج بطاقة " ناشط سياسي " ، كما لم يتيح له الوقت أيضاً ليتحول إلى ناشطاً تجارياً ، لا يميز بين السياسة و بين الربح و الخسارة ، و لقد علمنا بما لم يعلمه البعض عن هؤلاء الناشطين الجدد ، و هم لا يعلمون أن وصف " ناشط سياسي " عندما لا يطلقه قلمٌ أكثر رزانةً ، لا يفرق بين المقربين و المبعدين ، تكون مقززة و تنفر الجميع منها إلى حدٍ ما ، و لا أعلم إلى متى سيتباهى هؤلاء بهذه التوصيفات البليدة ، و هناك أقوال و أمثال شعبية ، تطرقت كثيراً إلى الحديث عن الصامتين و خطورتهم ، فالبعض يقول : " ذاك الفلان من تحت لا تحت " ، وتارة " المسكين يطلع لنا سكين " و أحياناً " يا ما تحت السواهي دواهي " .

يتذكر أحد المناضلين القدامى بحسرة بالغة ، الفترة السابقة التي مر بها الجنوب في تاريخه ، بعد استقلاله عن الإستعمار البريطاني ، بأن هنالك أشخاصاً سجلوا حينها ضمن قائمة مناضلي الثورة ، و نالوا بها أوسمة و درجات وظيفية أنذاك ، و هم كانوا حين إندلاع الثورة صغاراً في السن .

لهذا فقد كان التساؤل وارداً ، عن أسباب هذه الظاهرة ، و هل هي ظاهرةنفسية أم لها إرتباطات أخرى ؟

قد يكون الجواب عادةً و بديهياً ، بأن السبب هو حب الظهور و أن يكون شيئاً مذكوراً ، مصحوباً بالتفكير الملازم بأن المستقبل السياسي هو غنيمة المناضل ، خصوصاً إن لم يكن يملك ما يؤهله ليلعب دوراً سياسياً ، أو لا يملك درجة علمية تمكنه من الحصول على وظيفة مرموقة ، في مرحلة ما بعد الإستقلال .
كما يشار إلى أن إثارة الشعور الذاتي عند الأفراد ، و التي تنتهجها الأحزاب و التنظيمات حديثة العهد ، تعد إحدى أهم ركائز إستفحال ظاهرة كثرة النشطاء السياسيين بلا نشاط في مرحلتنا الحالية في الجنوب.

و حول هذا الموضوع يقول الأستاذان في العلوم السياسية د/محمود خيري و د/ بطرس بطرس غالي ، في كتابهما "مدخل في علم السياسة" : " بأن بعض الأحزاب قد تلجأ إلى إثارة شعور الأفراد و الجماعات لكسب التأييد الشعبي ، و يحدث هذا بصفة خاصة في مبدأ تكوينها ، و إن كان بعضها يظل مستخدماً هذا السلاح طول حياته ، ليستميل أنصاراً جدداً ، و لكن مع تخفيف حدته "

أيضاً هناك شكل آخر من أشكال إثارة الشعور الذاتي ، مثل إستغلال العاطفة عند عوام الشعب ، و هو ما نلحظه اليوم متمثلاً ببث الكراهية ضد كل ما هو شمالي ، أو له علاقه بالشمال ، و غيرها مما يستخدم فقط لإستمالة الأنصار و هذا موضوع متشعب و يمكن التطرق إليه في موضوع منفصل .
إن مستقبل الجنوب بعد رحيل الإحتلال اليمني ، و إستعادة الدولة و السيادة الجنوبية لن يكون كما يتصوره البعض ، و لن يشبه الحالة التي عاشها الجنوب في فترة دولته السابقة ، و التي كانت قائمة من عام 1967 و حتى عام 1990 عندما قامت الوحدة الطوعية المغدور بها .
إذ أن هناك من يعمل بصمت شديد ، راسماً ملامح المستقبل الجنوبي بعد التحرير ، و كل هذا العمل منظماً و برعاية و إشراف دولي ، و هذه الرعاية هي ذاتها التي حافظت على سلمية النضال الجنوبي ، و عدم جره إلى منزلق العنف ، و لعل ما تحدث به الأمين العام المساعد الأسبق للحزب الإشتراكي اليمني سالم صالح لصحيفة الخليج يكفي للإجابة عن السؤال كاملاً ، و ذلك عنما قال في الحوار بأن تحول أبناء الجنوب من إستخدام السلاح للتعبير عن مطالبهم إلى التظاهر الحضاري السلمي ، تحولاً ربانياً يجب على نظام صنعاء الإصغاء إليه بدلاً من مجابهته بالعنف .
مثلاً هناك بعض الأمور التي تثير إنتباه المراقبين ، مثل : عدم اللجوء إلى إستخدام العنف ، بعد الإعتقالات الإستفزازية للقياديين الجنوبيين ، و كيف أستمر الحراك الشعبي الجنوبي و تصعد بعد إعتقال قياداته ؟ و من يقوم بتنظيمه ؟ .

لا شك أن هناك جهود جباره تبدل بعيداً عن الأضواء و الأعين ، و أصحاب هذه الجهود هم ذاتهم من يقود هذا النضال السلمي بعيداً عن الظهور و البحث عن تزكيات و إمتداح أنفسهم .
و مما لا شك فيه أيضاً أن هؤلاء هم من جعل أبناء شعبنا الجنوبي يحتكم إلى مفهوماً جديداً بالنسبة لهم ، و هو "ضبط النفس " ، و عدم إستخدام العنف الذي يريد نظام الإحتلال منه ذريعةً لضرب الحراك الجنوبي سياسياً و عسكرياً .
إن إستخدام العنف من قبل تكوينات الجنوب القبلية ، كرد فعل على إستشهاد أبنائها بشكل بلطجي من قوات الإحتلال اليمني ، أمراً طبيعياً يكفي لتفجير الوضع في الجنوب ، إن عدم إستخدامه له دلالة كبيره على أن هناك قوى خفية عن الإعلام ، تدير الحراك الداخلي بشكل مدروس و دقيق ، و بإشراف دولي لبرنامج الحراك الذي يعدونه .
يشار إلى أن تسليم قتلة الشهيدين الصوملي و حافظ لسلطات الإحتلال ، يأتي في هذا البرنامج المدروس ، حيث كانت هناك توقعات بالقصاص الشعبي من قتلة الشهيدين ، و شكل تسليمهم إدانة للنظام اليمني أمام الرأي العام الداخلي و الخارجي ، حيث تعامل محتجزي الجنود مع سلطات الإحتلال و ما يسمى بالسيادة الوطنية ، و كان الرد من نظام صنعاء تعاملاً يدل على أن هناك فعلاً إحتلال . لعدم محاكمة و تسليم بقية القتلة الى العدالة .

ما نريد إيصاله بأن مستقبل الجنوب السياسي ، لن يكون بيد تلك الجهة التي تعمل ليلاً و نهاراً و جهاراً بحثاً عن قدم موطأ لها في ثورة الجنوب الداخلية ، و التي ما فتئت مؤخراً إلا و هاجمت غالبية قيادات الجنوب في الداخل ، لتزيحه من طريق مستقبلها السياسي ، مستخدمة ً بعضاً من عناصرها التي بثت و أثارت في نفسياتهم الشعور الذاتي و التزكيات و المجاملات الجنوبية التقليدية ، و كذلك لن ينال هؤلاء الأفراد مهما كانوا و كانت مناطقهم أكثر مما يستحقونه ، إنما المستقبل بيد الشعب الجنوبي المكافح ، و في أيدي أمينة و عقول أكثر رزانةً و رصانة ، و هي التي تسهر الليل و تعمل في النهار لأجل الجنوب ، و تنظيم حراكة بعيداً عن الأضواء و التزحلق خلف المناصب الوهمية ، و البحث عن أنصار و أتباع .
فمن يناضل لأجل الجنوب الأرض و الإنسان و القضية ، ليس عليه أن يمن على وطنه ، و يقول أنا كنت و عملت ، لإن نضاله و عمله لم يكون من أجل أحد ، إنما من أجل الحفاظ و الدفاع على هويته و هوية أبنائه ، و لأجل الدفاع أيضاً عن الكرامة و العزة ، و لأجل مستقبل مشرق أفضل له و لشعبه و لأهله و أبنائه .
إن هناك رؤى سياسية مستقبلية خافية عن العيان ، لكي لا يتكرر تاريخ التصفيات ضد أي من سيسمون "بالإنتهازيين " أو "الرجعيين " و حماية حقوق و صون كرامة كل جنوبي ، و عدم تكرار أيضاً تسليم مناضلي الثورة الحقيقيين أو" المزعوميين " مهاماً في الدولة لا يستحقونها ، أو بتعبير صحيح لا يملكون مؤهلاً ليكلفوا بها.
لقد قادنا هذا التفكير الضيق في السابق إلى هاوية الصراعات و تدمير البلد في مدة أقصاها 23 سنة من فترة نيل الإستقلال عام 1967 و قيام جمهورية اليمن الجنوبية و حتى عام 1990 حين قامت الوحدة الطوعية بين العربية اليمنية و اليمن الدمقراطية ( الجنوب العربي ) .
فيا نشطائنا الجدد إعملوا بإخلاص لأجل وطنكم و شعبكم و أهلكم في الجنوب ، فلا يوجد هناك فراغ سياسي و إداري في دولة الجنوب بعد الإستقلال ، فالكراسي كلها شاغرة منتظرة خيرة كوادرها التي ستبني الوطن .

فأفيقوا الآن وأتركوا الأحلام ، فالأحلام ظل مستمر زمنها ، إلا إنه لا بد أن يفيق منها المرء !!!.
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم
علي هيثم الغريب

لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة
عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)

التعديل الأخير تم بواسطة أبو غريب الصبيحي ; 2008-11-26 الساعة 04:13 PM
أبو غريب الصبيحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس