[عبدالله البلعسي]

مظاهر عصيان مدني في المحافظات اليمنية وتفاوت في صنعاء آخر تحديث:الأحد ,08/05/2011


صنعاء - عادل الصلوي:

1/1






شهد العديد من المدن اليمنية مظاهر عصيان مدني جزئي تمثل في إغلاق المحال والمعارض والمؤسسات التجارية والأسواق العامة لخمس ساعات من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا بدءاً من يوم أمس السبت في تصعيد لافت للفعاليات الشعبية الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم باتجاه تمديد الأيام المحددة للالتزام بالعصيان المدني من يومين في الأسبوع إلى ثلاثة أيام .



وتفاوتت مظاهر الالتزام بتنفيذ تصعيد العصيان المدني الجزئي تلبية لمطالب المعتصمين بساحات التغيير من مدينة لأخرى حيث تصدرت تعز، وعدن، وأبين والحديدة قائمة المدن الرئيسة الأكثر التزاما بالتقيد بالساعات المحددة لإغلاق المحال والمعارض التجارية والأسواق وتعطيل مظاهر الحركة العامة والتي شملت كافة أرجاء هذه المدن، فيما شهدت محافظات مثل البيضاء، شبوة، الضالع، حجة، حضرموت، المهرة، صعدة، الجوف ومأرب التزاماً نسبياً بالتقيد بالساعات الخمس المحددة لسريان العصيان المدني تمثل في إغلاق جزئي للمحلات والمعارض والأسواق العامة في أنحاء متفرقة من هذه المدن، بخاصة المناطق المتاخمة لمخيمات الاعتصام الاحتجاجي المنتصبة في الساحات العامة .



وانحسرت مظاهر سريان العصيان المدني الجزئي في العاصمة صنعاء في عدد محدود من الشوارع التجارية والأسواق العامة مثل شوارع تعز، الرباط وشارع الرياض الذي يعد ثاني أشهر الشوارع التجارية في العاصمة . فيما قوبلت دعوة تطبيق سريان مظاهر العصيان المدني لساعات محددة بدءاً من يوم أمس السبت تجاوباً متفاوتاً من قبل التجار وأصحاب المحال التجارية والخدمية في شارع جمال عبد الناصر، الأشهر في صنعاء، تمثل في مبادرة عدد من أصحاب هذه المحال بإغلاق محالهم ومعارضهم خلال الساعات المحددة لسريان العصيان المدني الجزئي واستمرار آخرين في فتح محالهم وممارسة الأنشطة التجارية اليومية خلال ذات الساعات .



وتشهد الأوساط الممثلة للقطاع الخاص في اليمن انقساماً حاداً في المواقف المعلنة إزاء التعاطي مع السياسة القائمة وتداعياتها المتصاعدة، بخاصة ما يتعلق بالدعوات الخاصة بتطبيق سريان العصيان المدني التي تقابل بالرفض والمعارضة من قبل بعض الأوساط التجارية والمالية المؤيدة للرئيس علي عبدالله صالح وشرعيته الدستورية لاعتبارات تتعلق بتوصيفها لمثل هذه الدعوات بأنها تتقاطع مع مصالح التجار وجمهور المستهلكين وتمثل تصعيدا باتجاه تعطيل مظاهر الحياة العامة، ما يفاقم من تداعيات الأزمة الاقتصادية القائمة والمزمنة .



واعتبر عبدالرحمن مهيوب الدبعي، أحد كبار تجار المواد الالكترونية في العاصمة صنعاء، والذي يتصدر المواقف الرافضة والمناهضة لدعوات تطبيق والعصيان المدني بالعاصمة في تصريح ل”الخليج” أن “التعاطي الايجابي من قبل بعض التجار في العاصمة صنعاء مع دعوات المعتصمين بساحة التغيير بفرض سريان مظاهر العصيان المدني الجزئي يعد بمثابة إسهام من هؤلاء في دعم التوجهات الهادفة إلى خلق المزيد من أسباب التأزيم للأوضاع في البلاد وأن المتضرر الأول من تطبيق العصيان المدني هو الأسر البسيطة والفقيرة والتي سيمثل العصيان الجزئي بداية لمعاناتها التي ستزيد مرارتها مع تصعيد العصيان ليصبح كليا” .



وأضاف قائلاً: “لا أحد سيستفيد من العصيان المدني سوى السياسيين في أحزاب المعارضة الذين يجتهدون في تأجيج الشارع والشباب المعتصمين بحي الجامعة والتحريض على العصيان المدني، فهناك أسر بسيطة تمثل غالبية الشعب اليمني هي من ستتضرر من العصيان المدني” .



من جهتها أعلنت اللجنة التنظيمية لشباب ثورة التغيير عن تدشين المرحلة النهائية من الفعاليات الشعبية الاحتجاجية الهادفة إلى إسقاط النظام الحاكم بدءاً من الأسبوع الجاري، وأكدت اللجنة في بيان حصلت “الخليج” على نسخة منه رفض شباب الثورة للمبادرة الخليجية أو أية مبادرات مماثلة لا تنص صراحة على التنحي الفوري للرئيس علي عبدالله صالح، معتبرة أن توصيف الأوضاع القائمة في البلاد بصفتها أزمة سياسية بين طرفين يعد قفزا غير مقبول عن الحقائق وسيقابل بحزم وتصعيد من قبل ثورة الشباب في اليمن .



وطالب البيان الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤوليتهما في ممارسة الضغوط على الرئيس علي عبدالله صالح لحثه على التنحي الفوري عن السلطة والكف عن التمادي في المراوغة والتسويف .

http://www.alkhaleej.ae/portal/d7c89...a119ec6b6.aspx