[عرين الاسود]

وماذا بعد أيها
واقع الأمر أنه قد تراكمت مجموعة خطيرة من الأزمات .. لكنها تمضي بعشوائية ودون وجود أفعال مخططة .. لكنها من حيث المبدأ دحضت كثير من الأفكار التي نعدها في حكم المسلمات .
إن هناك قضايا يجب أن تطرح بإلحاح ؛ لأن الظروف الموضوعية قد نضجت لطرحها على الطاولة , بل وانتشر الإحساس بأننا قد وصلنا إلى لحظة انفصام تاريخية بين القديم والجديد .. ولأن التجربة التاريخية تعزز ما نقوله ونسطره لأنها أوجدت الرصيد كما محصت المواقف .. وهذا يعني بالضرورة أن نكون إيجابيين في معالجة القضايا بمجموعها والقضايا العالقة بشكل خاص ويتخذ فيها قرار بإجماع ؛ لأنها ستكون عملية تاريخية ونضالية في مجال التحرر عامة والتحرر السياسي خاصة .. والأمر الهام أنه بعد اتضاح الهدف الاستراتيجي هو كيفية الانتقال واختيار الخطوات التكتيكية , مع تعديلات طفيفة أو قد تكون متكاملة وعميقة حسب الأوضاع القائمة والتي ستنشأ حينذاك .. في تعديل الكثير من الأوضاع الداخلية لدينا وعلى المستوى الاقليمي والدولي إن بذلنا جهودا بعزم وصدق وإخلاص لنتمكن من حل القضايا الجوهرية العالقة .. وهذا يتطلب أيضا إعادة النظر في سياسة الحراك السياسي والدبلوماسي وملحقات النضال كافة بتواز وتناغم وميزان وتقييم كافة أشكال النضال باتفاق كافة المكونات المختلفة لتحديد مستقبل البلاد والعباد .

مهما يكن فلابد من أن نبدأ بالبداية .. وإن وجد هناك نوع من التضامن الخارجي فلا نريده كنوع من الهبة والإحسان .. حتى لا ندخل في دائرة الابتزاز السياسي .. والتاريخ يسطر الملحمة وعلينا أن نحسن كتابة هذا التاريخ وإلا فإن التاريخ لا يرحم .