يبدو ان الاخ بن عفرير غير راض على الطريقة التي يفكر بها بعض نشطاء
الحراك رغم ان الفضل يرجع لهم وعلى راسهم بالطبع الشاب الملهم والمخلص أحمد عمر بن فريد ،
والسبب ليس أمر شخصي بينه وبين هؤلاء ولكن مرجع ذلك في اعتقادي الى طبيعة الفكر والثقافة
التي يحملها كل منهم ، وبن عفرير مثقل بالماضي بكل اوجاعه ومآسيه ، لا زال يحمل أوزار الحقب
الدموية الجنوبية منذو فجر الاستقلال ولازال مسكونا بتلك المآسي وأسيرا للمرحلة القاسية
من عمر الدولة الجنوبية ، لذلك يرى في تفكير الشباب انه خارج عن المنطق وفيه الكثير من العاطفة والحماس
والنرجسية ، كما أشار في مقاله .
لكن نقول للاخ بن عفرير ، لا يجوز اسقاط تجارب جيل عاش في مرحلة معينة ونلبسها لجيل آخر منبت الصلة بتلك المرحلة
بكل مثالبها وسيئاتها الثقافية والفكرية والسياسية ، فهذا الجيل أو شباب الحراك السلمي ينظرون الى المستقبل بتفاؤل
ومتحررين من الماضي وأن كانوا يعرفون عنه لكنهم لا يريدون ان يجعلوا منه عائقا او مستنقعا يغرقون فيه ،
بينما الاجدى والاوجب هو الانطلاق بروح صافية ونظرة للامور بواقعية والعمل على بناء هوية جنوبية
تحفظ لقضية الجنوب وجودها الى اليوم الذي تتهيأ فيه الظروف داخليا وخارجيا لانتصارها .
الشباب في الحراك الجنوبي بذلوا جهودا جبارة حتى اوصلوا الحراك الى هذا المستوى من الثورة ، ورغم الاخطاء وهي
مسالة واردة لاسباب تتعلق للاسف بالماضي وتجارب الماضي المريرة حيث تجاذبت الحراك بعد نهوضه مجموعة من قوى
الماضي وخلقت حالة من التشظي والانقسامات التي نراها اليوم .
انتصار قضيتنا تتوقف على قدرة الشباب في التحرر اولا من الماضي وهذا سيتم اذا تخلت الضباع المجروحة والآيلة للفناء
من بعثرة أمور الحراك وجره الى ادغال التاريخ المظلمة ، ويأتي بن فريد في طليعة الشباب الذي يحاولون الدفع باتجاه
بناء ثورة جنوبية معاصرة خالية من أدران الماضي والانطلاق قدما الى الامام بثبات وعزيمة عالية .