جمعة “الوفاء للشهداء” في اليمن تؤكد البقاء في الساحات حتى رحيل النظام آخر تحديث:السبت ,30/04/2011
صنعاء - وهيب النصاري:
1/1
اختلفت جمعة امس التي حملت عنوان “الوفاء للشهداء”، والتي ينظمها المطالبون بإسقاط النظام اليمني ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح عن بقية الجمع السابقة، بتوافد مستمر وتزاحم المصلين إلى شارع الستين القريب من ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، مع مضمون الخطبة التي ركزت على الخطاب الحماسي الطاغي، حيث حيا الشيخ صالح باتيس الثوار الصامدين المطالبين بإسقاط النظام.
وقال الخطيب في جمعة اكتظت بالمصلين أنه منذ 33 عاماً، قدم الرئيس صالح بلده للعالم بأسره، باعتباره يمناً وشعبا لا يفهم إلا لغة الرصاص والسلاح. أضاف قائلاً: “بعد 33 عاماً من الحكم المتخلف والمتسلط والظالم والطاغي يعلن صالح أن اليمن قنبلة موقوتة، ونقول من منبر الثورة إن القنبلة الموقوتة التي صنعها الرئيس صالح قنبلة منزوعة الصاعق وأن آلة التفجير هي الرئيس صالح، فإذا رحل انتهت صلاحية القنبلة”. وقال الخطيب متوجهاً بالحديث إلى الجيران من دول الخليج والعالم: “إن الشعب اليمني خرج بالملايين تاركاً السلاح بالشجاعة والإرادة والصبر والثبات وخرج أبناء اليمن عن بكرة أبيهم معلنين ثورة سلمية بيضاء مدنية”.
وقال: “أتمنى أن أقبّل كل رأس ثائر منكم لأنكم أفشلتم الاستفزازات كافة من قبل السلطة التي لا يزال أزلامها يحاولون ضربنا بالرصاص الحي في الرؤوس. قتلونا. فرقوا كلمتنا. حاولوا خلق الصراع الطائفية والمناطقية، لكن كلها باءت بالفشل”.
وهاجم الخطيب الإعلام الرسمي والعاملين فيه الذين قال إنهم “يحرفون الأحداث والجرائم التي يرتكبها نظام الرئيس صالح”، متجاهلين القتل المتعمد على حد تعبيره، وخاطب رئيس اليمن ووزير الإعلام وأركان النظام: “أين تذهبون من الطفل البريء الذي فقد بصره؟”.
وأكد في خطبتي الجمعة استمرار صمود المعتصمين الثائرين في ساحة التغيير والحرية بعموم المدن اليمنية، وقال: “لن نبارح الساحات إلا بعد رحيل هذا النظام البائد ونبغي يمناً مدنياً جديداً وحديثاً، مشيراً إلى أن، اليوم (أمس)، هو السبعين منذ بدء الثورة الشبابية الشعبية السلمية وهي دليل على الثبات والصبر”. وطلب النصر من عند الله،كما تضرع إليه أن يثبت الرجال والقلوب، وأن يعري النظام.
كما أكد أن ورقة شق الصف التي كان يراهن عليها النظام قد خسرت، وقال إن “ورقة القضية الجنوبية أصبحت منتهية، الغرض منها كان الانفصال”، موضحاً أن “إخوانكم في الجنوب ثاروا وطالبوا بقضيتهم الجنوبية طلباً لحقوقهم لأنهم ظلموا وقهروا من قبل هذا النظام الذي كانوا يعتبرونه احتلالاً، لكنهم حينما شاهدوا ثورتكم السلمية تمسكوا بالوحدة اليمنية ليقولوا هدفنا واحد ومطلبنا واحد وهو إسقاط النظام”.
ووجه باتيس رسالة شكر للأشقاء بدول الخليج على دورهم الحريص على اليمن، وقال إن “الثوار في اليمن قد حسموا أمرهم وحددوا أهدافهم ومصيرهم ولن يتزحزحوا من هذه الساحات إلا بسقوط النظام ورحيل الرئيس صالح ومحاكمته على جرائمه التي ارتكبها. نقول هذا ونحن نسمع بقبول المبادرة من المعارضة اليمنية نقول من ساحات التغيير والحرية لا شأن لنا بالمبادرات ولا بالقبول أو الرفض أو الحوار، سنبقى معتصمين في ساحاتنا وليبدأوا بتنفيذ هذه المبادرة، هل تحقق أهدافنا وترقى لطموحات شعبنا، لكننا نرى غير ذلك نهاية الأسبوع الماضي بسقوط عشرات الشهداء والجرحى”.
وقبل خطبتي الجمعة تحدث عدد من أسر الشهداء الذين استشهدوا، الأربعاء، برصاص قوات الأمن و”البلاطجة” قرب مبنى التلفزيون، منهم من تبرع بالمبالغ المالية المخصصة لهم من لجنة رعاية الشهداء، وآخر أوصى ببيع ساعته وتخصيص المبلغ للثوار، مؤكدين أن ساعة رحيل الرئيس صالح قد قربت.
كما نادوا بأسماء الشهداء المصاحبة لزغاريد النساء بعد كل اسم ينادى به من المنصة، ومن ثم شعارات تشيد بدم الشهداء وإسقاط النظام وغيرها من شعارات حماسية قبل وبعد خطبتي الجمعة وبعد الصلاة انطفأت الكهرباء لمدة خمس دقائق وتوقفت مكبرات الصوت ليجعل المصلين يرددون شعارات “ارحل”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، وبعدها تمت الصلاة على الشهداء، حيث توجه المصلون إلى مقبرة الشهداء لدفن الشهداء قبل عزف النشيد الوطني.
http://www.alkhaleej.ae/portal/b2e3c...cd547548a.aspx