مسيرات ليلية في اليمن لإرهاق قوات الأمن آخر تحديث:الثلاثاء ,19/04/2011
صنعاء - “الخليج”:
1/1
تزايدت في الفترة الأخيرة المسيرات الليلية التي ينظمها المطالبون بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح، بعد أن كانت تخرج عصراً وتضم عشرات الآلاف من المعارضين، الأمر الذي شكل قلقاً مضاعفاً لقوات الأمن التي بدأت تتعايش مع هذا النمط الجديد من التظاهر بعد سنوات طويلة من حظر تظاهرات ليست فقط ليلية، بل وحتى أثناء النهار . لكن التطورات التي حملتها الاحتجاجات الأخيرة من قبل مناوئي الرئيس صالح، جعلت مثل هذه الأمور ممكنة، فلم تعد التظاهرات الليلية مقتصرة على المناطق الساحلية الحارة، مثل حضرموت وعدن والحديدة، والتي تنظم مثل هذه المسيرات في الليل، بل امتدت إلى المناطق الجبلية ذات الطقس البارد .
خلال الأسبوعين الأخيرين عمد المعتصمون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، إلى الخروج من ساحة الجامعة بعد صلاة العصر ليطوفوا عدداً من شوارع العاصمة وأحيائها المكتظة بالسكان، مستغلين بعض القضايا الساخنة . ففي صنعاء يخرج المتظاهرون في بعض الأحيان تضامناً مع أعمال العنف التي تستهدف المتظاهرين في تعز، وفي حضرموت يخرج المعتصمون إلى الشوارع تضامناً ضد العنف الذي يطال متظاهري صنعاء، وتعز تخرج تضامناً مع أهالي عدن، والحديدة تخرج تضامناً مع سكان تعز، وهكذا لا يخلو يوم من تظاهرة صباحاً، وليلاً في أي محافظة يمنية، حيث توحد المتظاهرين قضية واحدة تتمثل في إسقاط النظام ورحيل الرئيس .
وكانت أكثر القضايا مدعاة لخروج المتظاهرين في مسيرات صباحية وليلية خلال الأيام القليلة الماضية، تلك المتصلة بما ورد في خطاب صالح الجمعة الماضي، والذي انتقد فيه موضوع الاختلاط بين النساء والرجال في ساحات التغيير، حيث كانت أغلب التظاهرات نسائية .
ودفعت هذه التظاهرات حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إلى إخراج مناصريه ومؤيديه بين وقت وآخر لإظهار أنه لا يزال لاعباً رئيساً في المعادلة السياسية في البلاد . فدفع بعشرات الآلاف منهم للخروج الى الشوارع في مختلف مناطق البلاد لتنظيم تظاهرات مؤيدة للنظام ولبقاء الرئيس صالح حتى نهاية ولايته الدستورية المنتهية العام ،2013 إلا أنها لا تأخذ هذا البعد والزخم الجماهيري الكبير ، كما يحدث في صفوف المعارضة التي تبدو أكثر إصراراً على الاستمرار في الخروج إلى الشوارع واستقطاب مزيد من الأنصار كل يوم بعكس الحزب الحاكم الذي يقصر تظاهراته على يوم الجمعة . ويوم اول أمس عندما حاول إخراج تظاهرة في عدن لم يتجاوز عدد المشاركين فيها ألفي شخص .
وطوال الأيام الماضية لم تحدث خلال التظاهرات الليلية مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، إلا أن الأمر اختلف مساء أول أمس، عندما اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري في شارع الجزائر، حيث استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، الأمر الذي خلف العشرات من الجرحى في صفوف المتظاهرين وفي صفوف الجنود على السواء .
وعاش المعتصمون في ساحة التغيير ليلة حزينة بعد أحداث الأحد، حيث اكتظ المستشفى الميداني بعشرات الجرحى الذين وصلوا لتلقي العلاج . وبحسب أحد الأطباء المستشفى فإن المئات من المصابين ازدحموا في المستشفى ولم يستطيعوا معالجتهم جميعا حيث تم إرسال بعضهم إلى مستشفيات قريبة والبعض تم أخذهم إلى خيم الساحة، فيما كان الكثير منهم ممددا في ساحة المسجد وداخله في مشهد مؤلم .
ويوضح الطبيب نفسه أن نحو 20 حالة مصابة برصاص حي، فيما هناك أكثر من ألف مصاب بالغازات السامة الناجمة عن القنابل المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الأمن لتفريق المتظاهرين . ويؤكد المحامي والناشط خالد الآنسى أن هناك إصابات خطرة بالرصاص الحي وبعضها مصاب بالخناجر والجنابي، قائلاً إن الأمن المركزي حاصر المصابين في جامع الرحمن وفي العمارات والشوارع الفرعية، كما قام الأمن بالاعتداء على سيارات الإسعاف .
ما هو جديد في هذه المواجهات هو استخدام قوات الأمن مياه المجاري كوسيلة جديدة لتفريق المتظاهرين . ويقول أحد المصابين ويدعى صالح علي إن “الأمن رش عليهم مياه المجاري وأطلق الرصاص الحي من رشاشات والى جانبهم بلاطجة بزي مدني”، ويؤكد قائلاً “لم نكن نحمل سلاحا ولم نقم بأي عملية تخريب كنا نصيح فقط سلمية سلمية ثورتنا سلمية، ونؤكد للنظام أننا لن نتراجع أو نتوقف إلا بسقوط هذا النظام المجرم ومحاكمة المتسببين في الجرائم ضدنا” .
من جانبها تلقي السلطات الرسمية باللائمة على المتظاهرين الذين قاموا برشق قوات الأمن بالحجارة وإحداث أعمال شغب وفوضى من خلال عمليات تكسير محال تجارية وغيرها، وأن ذلك أدى إلى جرح 14 من الجنود “جراء تعرضهم للاعتداء والرمي بالأحجار من مجاميع من المشاركين في مسيرة غير مرخصة وفقا للقانون نظمتها أحزاب اللقاء المشترك وشارك فيها الآلاف من المعتصمين أمام بوابة جامعة صنعاء” .
http://www.alkhaleej.ae/portal/7d272...6f7075afd.aspx