الدم اليمني يسيل من الشمال والجنوب و"النجدة الخارجية" بانتظار "توافق داخلي" آخر تحديث:الخميس ,14/04/2011
صنعاء صادق ناشر:
1/1
سالت دماء جديدة في مناطق مختلفة من اليمن، بدءاً من شماله وحتى جنوبه، فبعد أشهر من اعتداءات قوات الأمن على المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم فوراً وسقوط مئات من القتلى في عدد من المدن، أبرزها العاصمة صنعاء وعدن وتعز، سجلت أول “بروفة” لمعارك بين قوات ووحدات عسكرية، باشتباكات وقعت في وقت مبكر من فجر أمس الأربعاء بين فرقتين عسكريتين إحداهما تابعة لقوات الأمن المركزي التي يتولى قيادتها نجل شقيق الرئيس صالح والثانية تتبع الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن الرئيس صالح قبل نحو شهر، في وقت قتل فيه شخصان وجرح عدد آخر في عدن أثناء اشتباكات وقعت بين قوات الأمن وشباب حاولوا منعها من فتح الطرقات في المحافظة المغلقة منذ سريان العصيان المدني قبل أسبوع، كما جرح عدد آخر في محافظة إب، وسط البلاد، على إثر تفريق قوات الأمن تظاهرات مطالبة برحيل الرئيس .
وتضاربت الأنباء حول عدد الضحايا في الاشتباك الذي وقع في جولة عمران، شمالي العاصمة صنعاء، فبينما يؤكد بعض المصادر سقوط أربعة قتلى، قالت مصادر أخرى أن عدد القتلى والجرحى عشرة، بينهم قتيل من أفراد الفرقة الأولى مدرع يدعى عبد الله الشرعبي، فيما توزع بقية الجرحى وعددهم تسعة بواقع شخصين من الفرقة وسبعة من القوات المهاجمة، وتبادل طرفا الأزمة الاتهامات في التسبب في الاشتباكات . وقال مصدر مقرب من الفرقة إن جنودها متواجدون في هذه المنطقة منذ الحرب الأولى مع الحوثيين العام ،2004 خاصة وأنها تربط العاصمة بمحافظتي عمران وصعدة، مشيرة إلى أن المهاجمين تم تزويدهم بدبابتين وصواريخ من طراز “لو” وقذائف “آر . بي . جي” وغيرها من الأسلحة .
وبحسب شهود عيان فإن أفراد جنود النجدة انتشروا بشكل مكثف على امتداد تقاطع جولة عمران ؛ فيما يتمركز بالقرب منهم إلى جهة شارع الستين الشمالي جنود من الفرقة الأولى، كما نشر الجيش مدرعات وآليات عسكرية بينها دبابات تابعة للفرقة على جانبي الطريق .
في مدينة عدن قتل شخصان وأصيب ما لا يقل عن ستة آخرين صباح أمس الأربعاء في اشتباكات مسلحة شهدها عدد من مديريات المدينة بين الشباب المحتجين وقوات الأمن والجيش أثناء محاولة إنهاء حالة العصيان المدني التي دعا لتنفيذها شباب “ ثورة 16 فبراير” يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع .
وذكر شهود عيان من مختلف مديريات محافظة عدن أن قوات الأمن والجيش المعززة بالدبابات والمصفحات والآليات العسكرية حاولت فتح الطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية التي أغلقها الشباب المحتجون بمديريات الشيخ عثمان والمنصورة والمعلا من خلال إحراق الإطارات ووضع الأحجار الكبيرة الحجم فيها، وقامت بإطلاق النار عليهم ما دفع الشباب للرد على قوات الأمن والجيش من أسلحتهم الشخصية، ما أسفر عن سقوط طفل يُدعى صلاح علي الخضر قتيلا بمديرية المنصورة وآخر بالمعلا يُدعى غسان عبدالقوي وعدد من الجرحى في صفوف المحتجين وقوات الأمن .
وأضاف شهود عيان أنهم شاهدوا عناصر مسلحة تقتحم بعض مدارس المحافظة الإبتدائية والإعدادية والثانوية للبنين والبنات لمنع عملية التدريس فيها وتهديد إداراتها وإجبار الطلاب والطالبات على الخروج بالقوة تلبية لدعوة العصيان المدني، كما انهم قاموا بقطع الطرقات الواصلة بين المديريات وإعاقة حركة سير المركبات، ما تسبب في حرمان عدد كبير من عمال المرافق العامة والخاصة من التوجه لمقار عملهم وطلاب الجامعات والمدارس من الذهاب لقاعاتهم وفصولهم الدراسية والاعتداء على السيارات العامة والخاصة المارة وتحطيمها لفرض حالة العصيان المدني الشامل .
من جهة ثانية قال مصدر أمني في محافظة تعز أن 8 من أفراد الأمن بالمحافظة أصيبوا بجروح مختلفة نتيجة لإطلاق قذيفة من قبل عناصر خارجة عن النظام والقانون، في إشارة إلى أنصار المعارضة . وبحسب المصدر الأمني فإن الهجوم استهدف طقماً عسكرياً كان متواجدا في النقطة الأمنية بشارع الخمسين بمدينة تعز بواسطة قذيفة ( آر . بي . جي ) أسفرت عن إصابة الجنود الثمانية، حالة اثنين منهم خطيرة، وهما بشير القيسي وعبد الله الاصبحي . وأوضح المصدر أن “التحريات الأولية حول هذا العمل الإجرامي الغادر كشفت وقوف ميليشيات تابعة لأحزاب اللقاء المشترك ورائه” .
سياسياً لا يزال اليمنيون بانتظار “النجدة الخارجية” لحل الأزمة الداخلية بين فرقاء الحياة السياسية، حيث لا تزال دول مجلس التعاون الخليجي بانتظار رد المعارضة الرسمي المتعلق بالمبادرة التي أعلنتها دول المجلس في العاشر من الشهر الجاري . والتقى سفراء دول مجلس التعاون بصنعاء مع أمناء عموم أحزاب المعارضة وشركائهم واستمعوا إلى استفساراتهم حيال بعض النقاط الغامضة في المبادرة ورؤية المعارضة لها ومعالجتها، خاصة ما يتصل بالنقطة المتعلقة بنقل الرئيس صالح سلطاته إلى نائبه والفترة الزمنية لتنفيذ عملية الانتقال . ووعدت المعارضة السفراء بمنحهم رداً رسمياً مكتوباً لنقله إلى دولهم . وتوقعت مصادر في المعارضة أن يتم تسليم رد المعارضة في غضون ساعات، وقبل حلول يوم غد الجمعة حتى لا يتم استثمار هذا الموقف من قبل السلطة في تظاهرات الجمعة لإظهار المعارضة في موقف الرافض للمبادرة وتحميلها المسؤولية في استمرار الأزمة .
وتواجه المعارضة أزمة حقيقية في هذه القضية، خاصة أن المبادرة لم تدع الشباب الذين يرفضون المبادرة بشكل كامل، ليكونوا طرفاً في الحوار، على اعتبار أن هذه المبادرة لاتلبي مطالبهم الخاصة بضرورة تنحي الرئيس صالح فوراً ومحاكمته والمسؤولين عن إهدار دماء أكثر من 120 شخصاً قتلوا في الإعتداءات عليهم خلال الأسابيع الأخيرة في ساحات التغيير . ولهذا أعلن الشباب تسيير مسيرات مليونية لرفض المبادرة إلا إذا نصت على تلبية مطالبهم، لكن الاتحاد الأوروبي فتح للشباب نافذة ليصبحوا طرفاً في أي حوار قادم .
وفي موقفه من الأحداث المتسارعة في اليمن أصدر الاتحاد الأوروبي يوم أمس بياناً دعا فيه الرئيس صالح إلى “اتخاذ خطوات بدون تأخير” لنقل السلطة، ودان سقوط قتلى وجرحى، كما أكد “ضرورة إجراء تحقيق متكامل ومستقل بشأن حوادث القتل التي وقعت بحق المتظاهرين في صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية”، وقال بيان صادر عن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي إن المجلس “يجدد التعبير عن قلقه البالغ إزاء الوضع المتدهور في اليمن، ويدين وبقوة الموجة الجديدة من القمع و العنف ضد المتظاهرين سلميا ويشجب وبشدة فقدان المزيد من الأرواح . كما يشدد على وجوب معالجة الاحتجاجات بشكل سلمي” .
ودعا المجلس السلطات اليمنية إلى “الالتزام بمسؤوليتها في احترام وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأفراد، بما في ذلك حريتهم في التعبير وضمان سلامتهم والحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء” . وأكد المجلس والدول الأعضاء أنهم سيضعون كافة سياساتهم تجاه اليمن تحت المراجعة الدائمة في ضوء التطورات . ودعا الاتحاد الأوروبي إلى “تحقيق متكامل ومستقل في جميع الأحداث الأخيرة التي أدت إلى فقدان الأرواح والإصابات، كما يجب إحالة المسؤولين عن تلك الأحداث إلى القضاء” .
وكرر المجلس دعوته الى الحكومة اليمنية وجميع الأطراف للبدء الفوري في حوار بناء وشامل وكامل مع أحزاب المعارضة والشباب، مؤكداً استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم هذه العملية . ورحب المجلس بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وقال إنه “يدرك تماماً الدور الذي يمكن أن يلعبه المجلس كوسيط، وأنه يحث الرئيس صالح على اتخاذ خطوات ملموسة ودون أي تأخير لتمكين حدوث انتقال سياسي سلمي يمكن الوثوق به في اليمن” .
من جهته دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي محمد مجور الجميع إلى “تحكيم العقل والحكمة في التعاطي مع الأحداث التي تشهدها اليمن بعيدا عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة والتوافق على رؤية تجنب البلاد الفوضى والفتن ليكون معشر اليمانيين كما عرف عنهم أهل الحكمة والإيمان”، وحث مجور في كلمته بافتتاح أعمال مؤتمر العدالة والديمقراطية واليمن الجديد الذي نظمه عدد من منظمات المجتمع المدني في صنعاء “جميع فئات المجتمع المدني وأطيافه على اتخاذ مواقف ايجابية”، معبراً عن ثقته بأن “الجهود الخيرة لجميع أبناء الوطن والمخلصين من أشقاء وأصدقاء ستؤتي أكلها بالخروج بالوطن إلى بر الأمان” .
3 سجناء في الأمن السياسي يضربون عن الطعام
صنعاء - “الخليج”:
قال أهالي ثلاثة من السجناء في إدارة الأمن السياسي بمحافظة عدن إن أبناءهم الذين نقلوا إلى سجن الأمن السياسي بتعز قد بدأوا إضرابا عن الطعام منذ الخميس الماضي، احتجاجاً على استمرار حبسهم دون مسوغ قانوني .
وناشد الأهالي النائب العام عبد الله العلفي التدخل العاجل لإنقاذ أبنائهم من خلف القضبان، والذين لا يعرفون عنهم شيئاً منذ نقلهم إلى تعز، وبلغهم أنهم يعيشون ظروفاً إنسانية سيئة .
وزير العدل: يد العدالة ستطال كل الجناة
صنعاء - “الخليج”:
تعهد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال غازي الأغبري، أن يد العدالة ستطال المتسببين في الاعتداءات التي طالت المواطنين، معتبراً أن القضاء سلطة مستقلة ولن ينحاز إلى أي طرف من أطراف الأزمة السياسية الراهنة في اليمن .
وأشار الوزير إلى أن السلطة القضائية هي جهة الفصل في النزاعات والخصومات، ما يحتم عليها التزام الحيدة والفصل في القضايا بتجرد تام، وأشار إلى أن القضاة وأعضاء النيابة يمارسون عملهم القضائي في الميدان بمهنية عالية من دون أن يكون للأحداث الجارية أي تأثير في عملهم، وأكد أنهم صمام أمان الدولة والمجتمع .
وأوضح الاغبري أن “القضاء سينظر في الدعاوي الجنائية المرفوعة أمامه والناتجة من الأحداث الأخيرة التي راح ضحيتها عدد من المواطنين بحيادية وفقاً للقوانين والإجراءات القضائية المتبعة”، قائلاً إن “يد العدالة ستطال كل المتسببين في تلك الأحداث” .
أطفال الشهداء يرسمون معاناتهم في ساحة التغيير
صنعاء - “الخليج”:
تحت شعار “أطفال الشهداء يرسمون الحياة” أقامت حركة “الوطن للجميع” معرض رسم لأطفال شهداء الثورة الشبابية السلمية في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء، شارك فيه عدد من أبناء الشهداء وأقاربهم .
المعرض الذي تضمن ورشة عمل بمشاركة الأطفال يسعى لإبراز معاناة الأطفال بلوحات تعكس مدى حزنهم وفجيعتهم بفقدان آبائهم الشهداء، كما سيعبرون من خلالها عن مفهومهم للحرية والوطن والثورة والحياة والمستقبل، وسيحاول المعرض الذي افتتح صباح أمس الأربعاء لفت انتباه الرأي العام لمعاناة هؤلاء الأطفال الذين يمثلون أحد ضحايا العنف الذي يمارسه النظام على المعتصمين سلمياً في ساحة التغيير وساحات الوطن الأخرى .
http://www.alkhaleej.ae/portal/e1d40...36b03f79f.aspx