[محمد خميس]

المكلا اليوم / كتب: أنور باسلوم2011/4/9


استغربت ذلك الهجوم المكثف والغير مبرر من قيادات الحراك الجنوبي أصحاب مشروع فك الارتباط في الداخل والخارج على تصريحات دولة المهندس حيدر ابوبكر العطاس, والتي عبر فيها عن خياره الأول بقيام دولة يمنية موحده - مشترطاً - في إطار دولة مدنية حديثة الحبيب ابن الحبيب وحفيد الحبيب, صلوات ربي وسلامه علية علمنا كما عهدناه حصيفاً في كلامه ومتزناً في تصريحاته, واقعياً في حديثه, ميال إلى شعبه وأهله وإخوانه في الجنوب فعلاً وقولاً.
لعله التسرع والانفعالية بسبب الظروف القائمة هما السبب وراء ردة الفعل تلك فما قاله السيد العطاس هو مربط الفرس وتشخيص حقيقي وواقعي للازمات التي تعصف بنا منذ حرب 94م الغاشمة على الجنوب وحتى قبلها في فترة الاغتيالات الممنهجه ضد الكوادر والقيادات الجنوبية وليس عندما نطق أبو الهول في الشمال في فبراير من العام الحالي.
غياب ألدوله المدنية العصرية والحديثة هو السبب الحقيقي وراء ظهور مشروع فك الارتباط حتى أصبح واقعاً في الجنوب ومطلب وحيد للغالبية من الجنوبيين.
لم يجاف السيد العطاس الحقيقة بذلك الاشتراط ولو إنه أشترط لبن العصفور لكان ذلك هيناً وبسيطاً على السلطة الحالية وحتى القادمة, إما الدولة المدنية فهو شرط إعجازي وثامن المستحيلات في دولة المليون شيخ ومليون عقيد وستين مليون قطعة سلاح, وبواقع شيخ وعقيد لكل عشرين مواطن ومن لم يجد مواطنين يتمشيخ عليهم, نصب نفسه شيخاً للحجر كحالة شيخ الجبل في المكلا والانكى من ذلك إن بعض مهندسي الإسكان - من أبناء الشمال - يشترطون توقيع هذا الشيخ المبجل عند التقدم بطلب الحصول على قطعة ارض في جبل ديس المكلا العتيد.
دويلات المشايختاريا هي عبارة عن جزر متناثرة في إطار ألدوله الحالية ولكل دويلة أو جزيرة حدود وقوانين خاصة ويدير شئونها شيخ بطريقته الخاصة وبوسائل بعضها اختفت وانقرضت من العصر الجاهلي كما حصل في تعز عندما طرد احد المشايخ سكان مديرية كاملة من نساء ورجال وأطفال وكبار السن واستولى على ممتلكاتهم ومدخراتهم وعندما هرول هؤلاء المفجوعون إلى العاصمة صنعاء علهم يجدون من يستمع أليهم وينصفهم قوبلوا بصمت أهل القبور على الصعيد الرسمي وحتى البرلماني المضحك والمبكي معاً هو أن هذا الشيخ عضواً في البرلمان وقيادي في حزب الحاكم وشاعراً وأديباً, فنعم الأدب ونعم الشعر أما عن السجون الخاصة في هذه الدويلات فحدث ولا حرج.
وبالنسبة للمليون عقيد وربما أكثر فليس المقصود هنا الصورة النمطية لحملة هذه الرتبة من أصحاب القلوب والأيادي البيضاء من أمثال العقداء أحمد باجوه وحسين هاشم وسالمين باصريح وفهمي محروس والشهيد العامري وسالم بن سالم وبن حريز وغيرهم من حماة القانون ولكن هناك قائمة طويلة من العقداء من الخارجين عن القانون, وحصلوا على هذه الرتبة عن طريق اختطاف السياح ومن ثم إطلاق سراحهم بعد أن تمنحهم السلطات رتب عسكرية وأمنية مختلفة لهم ولأقاربهم وجيرانهم وجيران جيرانهم, وهناك عقداء بالوراثة وعقداء عن طريق الهبات والمكارم الانتخابية وشراء الولاءات والذمم.
إن يصدر في الصين والكوريتين ومعهم اليابان قراراً ملزماً بجعل اللغة العربية لغة رسمية في تلك الدول وإن تحول الولايات المتحدة الأمريكية تسميتها إلى الجمهورية الأمريكية الإسلامية أمور اقرب إلى التصديق والاستيعاب والممكن من قيام دولة يمنية مدنية خلال الألف عام القادمة.
خير الكلام ما قل ودل وفي كلام السيد العطاس القول الفصل وما يصلح أن يكون عنوان وخارطة طريق لمستقبل مشرق ملبياً لطموحات وآمال أهلنا في الجنوب, والمطلوب هو قراءة التصريح بتأني وهدوء وبعيداً عن الانفعالية, والله من وراء القصد.