عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-26, 08:36 PM   #2
نايف الكلدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-01-09
المشاركات: 4,299
افتراضي

بقلم: د. حسين مثنى العاقل

من حق الشعوب (المحتلة) أن تقرر مصيرها السياسي، وتختار بإرادتها الحرة والمستقلة نظامها الوطني الديمقراطي، الذي يرى فيه غالبية أفرادها ومكونات مجتمعاتها السياسية والاجتماعية بمختلف أطيافها الفاعلة والمؤثرة في الحياة العامة. فمثل هذه الشعوب وأن تباينت في حجم مساحة أرضها، أو في حجم تعداد سكانها، لا يمكن أبدا أن تقبل لشعبا آخر مهما كانت علاقات الجوار والروابط الدينية واللغوية ، أن يحتل أرضها ويهيمن ويستحوذ بقوة النفوذ وجبروت القبلي والعسكري على خيراتها ومواردها الاقتصادي، ويحاول بأساليب المكر والخداع وعربدة الاستقوى أن يطمس هويتها وثقافتها التاريخية، أو أن ينتهك سيادة أرضها، ويقصي شعبها ويستبيح حريتها وكرامتها أبنائها.. وهذه الوقائع المهينة والمذلة هي بالضبط ما حتمت دوافعها الإجرامية على شعب الجنوب الخروج الطوعي بصورة تلقائية ومفاجئة إلى ساحات الاعتصامات والاحتجاجات السلمية للمطالبة المشروعة باستعادة دولة النظام والقانون التي سلبت منه في غمرة نشوته العاصفة والصادقة للشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دولة الوحدة اليمنية المزعومة .

وبرغم حسن النوايا لأبناء الجنوب وقناعاتهم المخلصة بالتنازل عن أرضهم وثرواتهم وتجردهم من نزوات الإطماع الخاصة أو حب الذات في التملك والاستحواذ، وجنون عظمة الحكم الاستبدادي، إلا أن ما ترتب بعد ذلك الاندفاع الطوعي وهم لم يستعيدوا أنفاسهم بالطلوع إلى صنعاء قد أصيبوا بانتكاسة قاتلة لم يكونوا يتوقعون حدوثها، حيث لم يكتف الحاقدون بنظام صنعاء بتشتيت قواهم واغتيال كوادرهم وتحويلهم إلى أقلية مسلوبة الإرادة، غريبة تائهة لا تدري كيف ستكون حياتها في ذلك السرداب المظلم.. وبصورة مباغتة استعد الطغاة لارتكاب جريمة الحرب الدموية (فصار ما صار) ولا جدوى من الاستذكار، احتلت أرض الجنوب تقاسم المحتلون المرافق والمنشاءات، تسابق الفاسدون وتجار الحروب بالاستيلاء على مصادر الخيرات ومواقع الثروات.. وبعد سنوات من القهر والقمع والبطش القبلي، ها هي جماهير شعب الجنوب المنطوية بعزيمتها التواقة للحرية في إطار حاملها السياسي الحراك السلمي وقيادة مجلسه الأعلى لطرح قضيتها الجنوبية للرأي المحلي والإقليمي والدولي داعيا إلى سرعة وضرورة الاعتراف الرسمي والعلني بحق شعب الجنوب المحتل باستعادة دولة المغدور بها عام 1994 وذلك بموجب قراري مجلس الأمن الدولي رقم (924 و931).

ومن حتمية الأقدار ونواميس العادات والأعراف البشرية والإنسانية، أن يسمع المحتلين ونهابي الأرض والثروات الجنوبية، لمطالب الشعب الجنوبي الذي من المستحيل أن يتراجع أو يتهاون أمام مطالبه السياسية باستعادة حريته ودولته المستقلة، مهما كلفهم ذلك من تضحيات. وعلى الذين يراهنون على إمكانية بقاء وحدة الضم والإلحاق، بعد رحيل الطاغية والمجرم علي عبد الله صالح عن كرسي الحكم.. نقول لهم بكل مشاعر الصدق والوضوح بأن شعب الجنوب (لـــن) (ولــم) وبكل مغردات لغة الرفض القاطع، أن يقبل أبناءه الأحرار بحلول الغدر والاحتيال. وليس بمقدور كائن من كان أن يمرر عليهم أنصاف الحلول بأساليب الحوار ومفاوضات التعالي والاستقوى القبلي والعسكري.. فما اقترفه نظام صنعاء وجيوشه وقبائله وكل من ساهم وشارك ماديا ومعنويا من أبناء اليمن في عمليات النهب والسلب طوال سنوات الاحتلال الغاشم، وفي سكوتهم وتغاضيهم المشين في مناصرة قضية شعب الجنوب واستخفافهم بمطالب الحراك الجنوبي السلمي خلال أربع سنوات مضت، فضلا عن تجاهلهم من ذكر أو التعبير عن موقف واضح وصريح من حق ألجنوبيين في استعادة دولتهم في مهرجانات التغيير بصنعاء والمدن اليمنية الأخرى، له دليل قاطع على الرغبة في الهيمنة واستمرارية احتلال الجنوب. فمصالحهم وأطماع الكثير ممن انظموا إلى اعتصامات ثورة شباب التغيير (ارحـــل) ليس سوى اندفاع مع التيار ل لعلى وعسى أن لا يخسروا ما كسبوه ظلما وعدوانا في فترة حكم الطغيان..
وعليهم أن لا يخدعوا بالوحدة أو الموت لأننا في الجنوب قررنا خيار (حرية واستقلال الجنوب أو الموت) والحق لن يموت وبعده مُــــطـــــــــــــــــالــــــــــــــــــــــــ ـب .. وللجميع التحية والسلام.

__________________
نايف الكلدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس