بعد لقاء مع الأحمر أخفق في حل الأزمة
الرئيس اليمني يؤكد «ثباته» في الرئاسة: مستعد لتسليم السلطة لكن إلى أيدٍ أمينة
يمنيون يشيّعون أحد ضحايا القتلى الـ 52 الذين قتلوا الأسبوع الماضي في صنعاء (ا ف ب)
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| صنعاء - من طاهر حيدر |
عمّ العاصمة اليمنية صنعاء ازدحام بالقبائل الموالية والمعارضة لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن، ولم تجد غالبية السيارات مكانا لسيرها.
وقام الآلاف من الموالين للرئيس علي عبدالله صالح بعمل خط سير قسم المدينة إلى أربعة أقسام، والتوجه إلى ساحات تحيط بالعاصمة قبل ان يتوجهوا إلى الصلاة في ساحة التحرير والسبعين، بينما خُصص جامع الصالح للصلاة للنساء المؤيدات، في حين توجه آلاف من المعارضين إلى ساحة التغيير قبل ان تزدحم بهم الساحة والشوارع المؤدية اليها.
واكد الرئيس علي عبد الله صالح امس، انه «ثابت» في وجه الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيله رغم انه مستعد «لتسليم السلطة الى اياد امينة»، وذلك في خطاب القاه امام حشود صخمة من مؤيديه في صنعاء.
وجاء ذلك (ا ف ب، د ب ا)، بعدما اخفق لقاء عقد مساء اول من امس، بين علي صالح واللواء علي محسن الاحمر الذي اعلن انضمامه الى الحركة الاحتجاجية في التوصل الى حل للازمة في البلاد، حسب ما افادت مصادر سياسية.
وقالت المصادر القريبة من الطرفين ان علي صالح والاحمر «التقيا مساء الخميس في منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور بحضور رئيسي مجلسي النواب والشورى (...) في محاولة لرأب الصدع ومنع انشقاق المؤسسة العسكرية وبحث آليات تسليم السلطة».
وتابعت المصادر ان «اللقاء اخفق في نزع فتيل الازمة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين».
وفي خطابه امام الحشود المؤيدة له، قال صالح «نحن معكم، ثابتون ثابتون (...) وصامدون امام كل التحديات».
واضاف فيما كانت الحشود تهتف «الشعب يريد علي عبدالله صالح» ان «هذا استفتاء شعبي على الحرية والديموقراطية والشرعية».
ويواجه الرئيس اليمني حركة احتجاجية متصاعدة منذ نهاية يناير تطالب بانهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما.
واعلن عشرات الضباط انضمامهم الى «ثورة الشباب»، في وقت يجري اللواء الاحمر مشاورات لتشكيل مجلس انتقالي، حسب ما اكد مطلعون على هذه المشاورات.
وتحدث علي صالح بينما كانت حشود ضخمة متجمعة في ساحة قريبة تطلق هتافات مناهضة له.
ووصف الرئيس بعض المعارضين له بـ «المغامرين والمتآمرين»، قائلا ان هؤلاء «يريدون ان يحصلوا على السلطة من فوق جماجم الشهداء والاطفال».
وقال بعد اسبوع على مقتل العشرات في صنعاء «لسنا بحاجة الى السلطة، لكننا بحاجة الى تسليم السلطة الى اياد امينة (...) لا الى اياد حاقدة وفاسدة ومتآمرة». وتابع: «لا يمكن ان تسلم السلطة الى قلة قليلة»، متوجها الى المحتشدين بالقول «انتم الذين تستلمون السلطة».
واحتشد منذ الصباح مئات آلاف اليمنيين في صنعاء للمشاركة في صلاة الجمعة ضمن تجمعين منفصلين للمعارضين والمؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح بعد اسبوع على مقتل 52 محتجا.
وتجمع المعارضون لعلي صالح في ما اطلقوا عليه «جمعة الرحيل» في ساحة امام «جامعة صنعاء» حيث يعتصم الآلاف منذ 21 فبراير، فيما احتشد مناصرو النظام في ساحة قريبة بدعوة من الرئيس.
ونصب الجيش وناشطون معارضون حواجز عند مداخل ساحة التجمع قرب الجامعة، حيث قاموا بتفتيش الداخلين الى مركز الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ يناير.
وعلى بعد نحو اربعة كيلومترات نصبت الشرطة من جهتها حواجز عند مداخل التجمع المؤيد للرئيس اليمني.
واطلق الجيش عقب انتهاء كلمة علي صالح الرصاص في الهواء لوقت قصير لمنع انصار النظام من الاقتراب من المحتجين في صنعاء.
وحاول انصار النظام المحتشدون في شارع قريب من ساحة يتجمع فيها المنادون بانهاء حكم علي صالح، الاقتراب من المتظاهرين الخارجين من «ساحة التغيير»، الا ان عناصر الجيش المنتشرة في المكان اطلقت النار في الهواء لمنعهم.
وقتل 52 متظاهرا واصيب اكثر من 120 قبل اسبوع امام «جامعة صنعاء»، بعدما هاجم المعتصمين مسلحون قال المتظاهرون انهم يؤيدون النظام.
واعلن المعتصمون اول من امس، ان «يوم الجمعة المقبل (أمس) سيكون يوم الزحف في حال لم يغادر علي صالح الحكم خلال اسبوع».
وكان علي صالح اعلن عشية تظاهرات الأمس، انه سيدافع عن نفسه «بكل الوسائل الممكنة» ودعا العسكريين المنشقين الى «العودة الى جادة الصواب».
وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مساء الخميس «سنتمسك بالشرعية الدستورية ونحافظ على امن واستقلال وسلامة اراضي الجمهورية اليمنية بكل الوسائل الممكنة». وتحدث الرئيس اليمني في لقاء مع ضباط الجيش والشرطة الذين ما زالوا موالين له ودعاهم الى «اليقظة» عشية تظاهرة الجمعة.
واتهم الرئيس اليمني أحزاب «اللقاء المشترك»، المعارض، بارتكاب خطأ بسبب انشقاق الجيش قائلا: «لاشك انهم ارتكبوا خطأ كبيرا كون المؤسسة العسكرية هي مؤسسة وطنية كبرى لكل الوطن وهي فوق كل الأحزاب، مهمتها ليست حزبية ولا سياسية وإنما مهمتها الحفاظ على الشرعية الدستورية».
ومنح العفو عن الجنود المنشقين قائلا: «نحن حريصون على سلامة المؤسسة العسكرية وتماسكها ولهذا نعلن العفو العام عن الذين ارتكبوا هذا الخطأ يوم الاثنين في بعض الوحدات من بعض القادة او بعض الضباط اما الجنود فلاذنب عليهم».
وفي الكلمة امام قيادات من الجيش والامن ليل الخميس - الجمعة، اعتبر علي صالح الانشقاق في الجيش في إطار النزق، وبرر الانشقاق قائلا: «لنفترض لهم مبررا بان أحداث يوم الجمعة التي أدمت قلوب كل اليمنيين - ولا احد يرضى بها دفعتهم إلى ذلك».
واعترف بسقوط صعدة والجوف قائلا «إن المشاريع الانفصالية بدأت تطل برأسها في بعض المحافظات الجنوبية وكذلك المشاريع الامامية بدأت تظهر وفقا لما حدث في الجوف وفي صعدة وفي مأرب وفي بعض المديريات وهذا مشروع إمامي انفصالي بالتكاتف والتعاون مع أحزاب اللقاء المشترك وتنظيم القاعدة وهنا تكمن الخطورة، نهب للمعسكرات واحتلال بعض المجمعات الحكومية من قبل أحزاب اللقاء المشترك ومن قبل تنظيم القاعدة ومن قبل الحوثيين، وهم لديهم تجربة وخبرة من حرب صيف 94 لنهب المعسكرات و بالذات التجمع اليمني للإصلاح عندما نهب المعسكرات في المحافظات الجنوبية والشرقية والآن يوجه عناصره بالتعاون مع بقية أحزاب اللقاء المشترك والحوثيين أيضا للتقطع ومواصلة الهجمات على بعض المعسكرات وذلك لسحب اسلحة الضباط والجنود ونهب المخازن التابعة للقوات المسلحة».
واتهم «المشترك» بالتسبب في ارتفاع الأسعار «و ما يحدث اليوم من أزمة في البلد... ازمة في شحة المعروض من الغاز والمحروقات والديزل سببها أحزاب اللقاء المشترك... لماذا هم مسؤولون عنها؟ لأن عناصرهم قامت بقطع الطرق، وتفجير انبوب النفط واستهداف ابراج الكهرباء من اجل إيجاد ضجيج في الشارع اليمني ولكي يحملوا الدولة المسؤولية، ونحن نحملهم كامل المسؤولية لأنهم هم الذين يقومون بقطع الطرق هم الذين احتلوا بعض المجمعات الحكومية هم الذين فجروا أنبوب النفط هم الذين رموا أبراج الكهرباء».
وعن موافقته بالنقاط الخمس الاخيرة لـ «المشترك» قال: «دعوناهم للحوار ويرفضون الحوار كلما دعوناهم إلى الحوار سدوا كل الأبواب، تعالوا نتحاور تعالوا نبحث كيف تنتقل السلطة سلمياً وكلما حاورناهم قبلنا بالخمس نقاط ارتفع سقف المطالب قلنا تعالوا في إطار ارتفاع سقفها نتحدث معكم لا يمكن باي حال من الأحوال ان السلطة والنظام السياسي ان يقدم نفسه الى المشنقة في كل الأحوال تعالوا للحوار السياسي وننتقل بالسلطة سلميا عن طريق المؤسسات الدستورية، تتحملوا كامل المسؤولية اذا سفكت قطرة دم».
وتابع ان «قيادات المشترك اختفت»: قائلا: «نحن نعرف ان معظم القيادات ستختبئ وتدفع بهؤلاء الشباب المغرر بهم وهم مختفون في بيوتهم في مساكن اخرى مختفون تماما حتى نحن نبحث عنهم عبر الهاتف لا نجدهم»، مضيفاً: «نحن ندعو الشباب الى تقديم رؤاهم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ونحن على استعداد للحوار والتفاهم معهم وعليهم ان ينشئوا لهم حزب الشباب بدلا من ان يسيرهم أصحاب اللقاء المشترك، قوى سياسية أخرى».
وعن الزحف الى دار الرئاسة قال: «لقد سمعتم تصريحات اللقاء المشترك ممثلة بالاستاذ الحصيف صاحب اللغة الراقية والرفيعة محمد قحطان انه سيواصل الزحف يوم الجمعة ويصل حتى الى غرف النوم، هذه لغة راقية وهذه هي لغة التجمع اليمني للاصلاح هم معدون خططا لمهاجمة المعسكرات الان هم محاصرون البنك المركزي في عمران ومحاصرون البنك المركزي في مأرب والجوف ومحاصرون البنك المركزي في صعدة ويريدون نهب ودائع البنك المركزي هذا هو اللقاء المشترك الذي يناضل سلميا من اجل التغيير والتداول السلمي للسلطة».
وفي حضرموت توصلت لجنة محلية بعد كر وفر بين الحرس الجمهوري وعدد من أفراد الجيش بقيادة محمد علي محسن إلى صلح بين الاطراف.
وفي صعدة، ساد الهدوء المحافظة بعد التوافق على تعيين تاجر السلاح المعروف فارس مناع بمنصب المحافظ، بحضور مندوب الحوثيين.
ووفقا لمكتب مناع، فان «ابو علي الحاكم» حضر ممثلا عن الحوثيين، وانه بارك «ما توصل إليه الاجتماع، وقدم استعداد الجماعة في التعاون لما فيه صالح المحافظة.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=26032011