صالح يحرز هدفا ثمينا بسبب خطأ دفاعي من محمد قحطان
كتب: عادل الأحمدي
نشوان نيوز السبت 26-03-2011
كان أمس الجمعة يوما لم يدر في خلد أسوأ كوابيس تحالف المشترك المعارض في اليمن.. فجأة عادت الكرة إلى أقدام علي عبد الله صالح، وهو على وشك المغادرة، نتيجة خطأ ارتكبه لاعب خط الدفاع في أحزاب المشترك الكابتن محمد قحطان، انتهزه صالح وأحرز هدفا ثمينا في مرمى المشترك. (ولن نقول في مرمى الشباب)..
بعد الجمعة الدامعة التي قدم فيها المعتصمون عشرات الشهداء ومئات الجرحى انهال التعاطف الداخلي والخارجي مع الشباب ومطالبهم، وبات رحيل الرئيس صالح عن كرسي الحكم قاب قوسين أو أدنى.. وأصيب حزب المؤتمر بنزيف حاد جراء الاستقالات المحتجة على مقتل الأبرياء. وتتوجت هذه التسارعات بإعلان الساعد الأيمن للرئيس اللواء علي محسن تأييده وحمايته لثورة الشباب اليمني.
هناك نقطتان هامتان لا يعرفها الكثيرون في سياق هذه القصة:
الأولى هي أن المؤتمر والمشترك اتفقوا يوم الخميس السابق لجمعة المجزرة بشكل غير معلن عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تعلن السبت.. لكن المجزرة نقضت الاتفاق.
النقطة الثانية هي أن الرئيس صالح بعد تزايد الضغوط إثر المجزرة وانضمام محسن، بعث موفدا (لا داعي لذكر اسمه) الى قادة المشترك يهددهم بأن بيت كلٍّ منهم مستهدف في حال مزيد من التصعيد المؤدي لقلعه الفوري.
ومباشرة بعد هذا التهديد غير المعلن قام قحطان بالرد عليه بشكل معلن وعبر قناة الجزيرة من الشباب سيصلون الى غرفة صالح في جمعة الزحف.
الكثيرون استغربوا تصريح قحطان واستاءوا من نبرته وتملكهم الخوف من تداعيات حدوث ما هدد به الرئيس من حرب أهلية عندما يقوم أنصار صالح (المدنيون) بتحويل أنفسهم الى درع بشرية للحفاظ عليه من الجماهير الزاحفة من ساحة التغيير إلى القصر الواقع بين النهدين. (وهو ما صرح به ياسر اليماني لاذاعة صنعاء ظهر اليوم التالي).
استاء شباب مستقلون (وحتى مشتركيون)، من تصريح قحطان وبادروا عصر الأربعاء الى إعلانها جمعة "رحيل"، وليس جمعة "زحف".. وانداحت الاستنكارات في فيسبوك من تصريح قحطان من الشباب أنفسهم. واستغل صالح الفرصة وذكر قحطان بالاسم يوم الخميس مستدرا حمية أنصاره وجعل يده تنفق يمنة ويسرة من أجل حشد مليوني يرد به على قحطان، ويستعيد به لياقته البدنية، ويمسح به بعض آثار المجزرة.
كيفما كانت دوافع ووسائل الحشد إلا أنه هدف صحيح يسدده صالح في مرمى منافسيه، في ملعب السبعين، وفقاً لمعايير الفيفا.
الآن؛ ينبغي على المشترك ألا يستعجل في الوصول إلى مرمى صالح من جديد.. وذلك لأن المشترك لم يزل متوترا نتيجة هذا وان حاول التقليل من أثره، والتوتر هو نقطة الضعف المؤكدة لدى الطرفين والتي لا يمكن اختراق منطقة الثمانية من قبل الخصم المنافس إلا عبرها. إذ على الجميع ألا ينسوا أنهم لازالوا يلعبون في الوقت الأصلي. وعلى الشباب ألا يمسهم أي يأس أو فتور، فلقد حققوا الكثير حتى الآن، إذ أصبح صالح نفسه موافقا على الرحيل المبكر، ويريد فقط أن يكون له بصمة فيمن سيخلفه.
|