الموضوع: أخشى أن ندفن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-21, 09:36 PM   #1
ابو معجب
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-02
المشاركات: 14
افتراضي أخشى أن ندفن

احب ان انقل إليكم الذي اعتبره يوضح كثير من الأمور ما نشاهدها اليوم




أخشى أن ندفن بين ميداني التحرير والتغيير
يقول: تشارلز بيروس
(لا في الزمان ولا المكان أو الظروف ، وإنما في الإنسان يكمن النجاح)

إن شعاري الوحدة والتغيير هما نتاج العقلية الشمالية بامتياز ولم يأتيا بطريقة ارتجالية وإنما بطريقة مدروسة ومحكمة تعكس دهاء ومكر هذه العقلية وتعاملها مع مجريات الأمور لتوظفها في خدمتها لهضم ودفن الهوية الجنوبية إلى الأبد . وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها. فالشعار الأول جاء في القرن العشرين مع زخم القومية العربية والاشتراكية وأدى إلى ضم وإلحاق الجنوب تحت مسمى عودة الفرع إلى الأصل ، والشعار الثاني في القرن الواحد والعشرين تماشيا مع الأحداث التي شهدتها وتشهدها بعض الدول العربية بهدف إسقاط النظام مقابل الحفاظ على الجنوب . والاستقالات التي تساقطت على صنعاء كالمطر من أولاد الأحمر وغيرهم هي دليل على ما ذكر أعلاه . وبكل أسف فأن الباب الذي تم الدخول منه للقضاء على الجنوب هو باب الفرقة بين الجنوبيين التي أبرزت حب الذات الجنوبية كالتسونامي في أبشع صورها على حساب القضية الجنوبية طيلة الفترة الماضية. ولكن هذه المرة يراد دفن الجنوب عبر الشارع من خلال رفع شعار إسقاط النظام في كل من صنعاء وعدن . ولمن لا يعلم فأني أقول له بأن علي عبد الله صالح على استعداد أن يرحل من السلطة مقابل بقاء الجنوب في وحدة الاحتلال.

صحيح إننا في الحراك نؤيد إسقاط النظام ولكن نتمسك بحق تقرير المصير الذي كفلته لنا الشرعية الدولية من خلال قراري مجلس الأمن عام 1994. كما قال الشاعر محبوش (تاريخ ناصع وأهله اخلصوا لندثاره وصبح بدار القرار).

بين وهم شعاري الوحدة والتغيير اختفاء الحراك الجنوبي من عرش الأحداث لتحجب أشعة الشمس عن المواطن والأرض الجنوبية. أن العالم شهد تغييرات كبيرة منذ انهيار المعسكر الاشتراكي الذي حاول طيلة سبعين عام تغيير هويات الشعوب باسم الأيدلوجية ، تحت شعار " الحزب شرف وضمير وعقل الشعب". فهذا الانهيار أدى إلى اختفاء الأيدلوجية وظهور الهوية ، بعكس ما صار للجنوب. فما صار للجنوب يعتبر من مفارقات الزمن وقلة الوعي فقد تم افطامنا عن هويتنا الجنوبية بشعار " لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية " إلى أغنية "عاد الزمان وعادة عدن" أي عاد الفرع إلى الأصل واليوم يهل علينا شعار إسقاط النظام وأغنية " عشت يا شعبنا الحر الغضوب البقاء والإرادة للشعوب... اليمن من شماله للجنوب ثأر من أجل تغيير النظام" . وللأسف الجنوب على مدى خمسين عام يدور في فلك الشمال حتى جاء مذنب الحراك ليعود كوكب الجنوب إلى مدارة الصحيح.

انهيار المعسكر الاشتراكي ولد نظام عالمي جديد وفي الوقت نفسه ساعد حكام الدول العربية بزيادة قبضتهم على شعوبهم ولأول مرة يصبح هناك تزاوج بين السلطة ورأس المال ، مما نتج عنه مولود مصاب بعاهات عقلية ، ومن جهة أخرى ولد حركة بركانية في باطن المجتمعات وحذرت مراكز الرصد الدولية عن هذا البركان في تقاريرها. وظلت حركة البركان تبحث عن فوهة لتبث حممها ، فكان جسد البوعزيزي بمثابة فوهة البركان الذي حطم سفينة بن علي التي أبحرت على صدور التوانسة 23 عاما ، ثم امتدت لتحطم هرم مبارك الذي هو الأخر مكث على صدور المصريين 30 عاما .

وواصلت موجة التغيير سيرها من شاطئ البحر الأبيض المتوسط لتعم تقريبا كامل خريطة الشرق الأوسط ، لكنها خلطت الأوراق في الجنوب إلا أنها حملت شيء إيجابي وهو اختفاء الذاتية الجنوبية المتعفنة وعسى أن يكون اختفاء سرمدي ، والسلبي منها أنها جلبت لنا طابور خامس تسلل ليخطف الحراك الجنوبي الشعبي وأهدافه النبيلة التي قدم ويقدم من اجلها الدماء لتروي الهوية والتاريخ الجنوبية التي حاول ويحاول البعض منذ عام 1969 أن يسقينا هوية وتاريخ مزور نتج عنه ما نحن اليوم فيه.
أن المتابع للأحداث في الجنوب سيرى بأنه قبل رفع شعار إسقاط النظام بفترة قصيرة ، تأسست في عدن لجنة أطلق عليها ( اللجنة الشعبية لحماية الوحدة) رئيسها محسن الشرجبي بدعم من السلطة والمعارضة بهدف إسقاط القضية الجنوبية قبل إسقاط النظام. ومن أطلع على برنامج هذه اللجنة لن يستغرب لماذا ومن كان وراء رفع هذا الشعار في الجنوب. وأجزم بأن الأغلبية الساحقة من الشباب الذين رفعوا هذا الشعار ليس على إطلاع بهذا المخطط . ويراد مننا أن نقبله من خلال المراحل النفسية التالية : الصدمة ، الإنكار، الغضب ثم التقبل. وللعلم بأن برنامج هذه اللجنة يتركز نشاطها على شريحة الشباب في الجنوب وبذات في العاصمة عدن.

أن اليوم ليس أمس وإنما يأتي بعده الغد ، والغد بكل تأكيد سيحمل لنا الأمل وعودة الأرض والهوية إلى أصحابها الحقيقيين التي وقف في وجها الأصدقاء قبل الأعداء ، بل والتي احتضنتهم وفضلتهم على أولادها.

إننا بكل تأكيد نؤيد حركة الشارع في اليمن الشمالي ضد الطاغية وأعوانه على الرغم من عتابنا الكبير من عدم تفاعلهم مع قضيتنا العادلة ، لأن قضيتنا ليس مع علي عبد الله صالح وإنما مع عقلية تجسدها ما يسمى بأحزاب السلطة والمعارضة . صحيح أننا ندعم كافة الشعوب العربية بما فيها الشعب الشمالي ، لكننا متمسكين بحقنا الشرعي وهو حق تقرير المصير.

الخلاصة:
* يجب يدرك كل جنوبي حريص على قضيته بأن الحزبية السياسية في الشمال تحط رحاها أمام الروابط العشائرية والقبلية والمناطقية والطائفية والشطريه. وخير دليل موقف التيار الشمالي في الحزب الاشتراكي من القضية الجنوبية .

* حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي هو صاحب شعار إسقاط النظام ، قد تأسس بعد إعلان الوحدة مباشرة من التيار القبلي والتيار الديني ولهذا أطلق عليه تجمع ، يجمع بين التيارين. أما كلمة إصلاح لم تأتي من فراغ وإنما أتت انطلاقا من نظرة التيارين للجنوب.

أولاً باعتبار الجنوب فرع عاد إلى الأصل ولهذا يجب إصلاح مفهوم الوحدة من وحدة بين دولتين تحت مبرر الحق التاريخي عودة الفرع عاد إلى الأصل.

وثانياً يعتبر شعب الجنوب ملحد ويجب إصلاحه وفتوى 1994 التي هي سارية المفعول حتى يومنا هذا تبرهن على ما نطرحه.

والذاكرة القريبة تحتفظ لهذا لحزب مواقف خبيثة وقذرة تجاه الجنوب أثناء الفترة الانتقالية ابتدأ بالاغتيالات ثم جسدها بالفتوى واليوم هذا الحزب مرة أخرى يتربع على الأحداث وهو من يحرك الشارع تحت شعار إسقاط النظام.

* أن من يراهن على حميد الأحمر فأنه واهم ، لأن حميد الأحمر يحمل نفس العقلية وهو عضو الهيئة العليا للإصلاح وعلى اتفاق مع علي عبد الله صالح للأسباب عدة منها: أولاً حميد يعتبر شيخ علي عبد الله من الناحية القبلية والمذهبية والمناطقية والشطرية. ويدرك جيداً بأن وقوفه إلى جانب علي عبد الله يعني نهاية حكم حاشد. لهذا تم توزيع الأدوار بينهما. ووقوفه إلى جانب المشترك من ناحية الروابط الشطرية. وهو يسعى إلى بقاء دور حاشد في الحكم ولكن يجب دفن القضية الجنوبية وجميع تصريحاته تؤكد ذلك.

* يجب بث ثقافة أساسها الهوية الجنوبية . وإن من دخل في الوحدة مع الشمال ليس الحزب الاشتراكي وإنما دولة الجنوب . الاشتراكي اليوم لم يعد قراره بيد الجنوبيين وإنما بيد الشماليين وتعتبره السلطة والمعارضة الحبل السري الذي يربط الجنوب بالشمال وهذا ما لا يدركه بعض الجنوبيين .
* وأقول للقريب قبل البعيد ما قاله مارتن لوثركنج ( وفي النهاية لن نتذكر فقط كلمات أعدائنا بل أيضاً صمت أصدقائنا)

* وللقيادة التاريخية أقول لهم ما قاله اينشتاين ( إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه). وما قاله تشرشل ( كثيرون ارتقوا سلم المجد إما على أكتاف أصدقاءهم أو على جماجم أعداءهم). أما بلوتارك يقول ( يظهر معدن الإنسان في الطريقة التي يصمد بها تحت وطأة المحن).

* إما لشعب الجنوب أقول له ما قال تشارلز بيروس في بداية المقالة ( لا في الزمان ولا المكان أو الظروف , وإنما في الإنسان يكمن النجاح).... إلى اللقاء
د. خالد عبد الله محمد
16 مـارس 2011
ابو معجب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس