[عبدالله البلعسي]

بقلم : المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.

كنت قد كتبت مقالة في 28/12/2010م بعنوان( د.عدنان الجفري ـ محافظ عدن ـ وثمن الحقيقة) وأشرت أن المواقف المتزنة التي يتخذها الجفري تجاه الحراك السلمي الجنوبي ورفضه لأعمال القتل ضد التظاهرات السلمية, وتصريحاته بما تعانيه عاصمة الجنوب عدن, ستجعل سلطات صنعاء تقوم باغتياله أو في اقل الأحوال إقالته, ولم تمض شهران حتى حدث ما توقعناه, سوى محاولة الاغتيال أو الإقالة. وكذا واقع الحال محافظ حضرموت الأخ احمد سالم الخنبشي. فبعد أن قرأت له تصريحا يرفض فيه إطلاق النار على المتظاهرين عرفت أن موقفا سوف يتخذ ضده. ولكن المفاجأة كانت كبيرة أن يتم إقالة أربعة محافظين جنوبيين ولأربع محافظات جنوبية( عدن, أبين, حضرموت, لحج) ومحافظ خامس هو محافظ الحديدية. ثم تبعته إقالة محافظ المحويت, وهما محافظتين شماليتين. وكان الهدف من إقالة المحافظين الشماليين حتى لا يقال أن الإقالة اختصرت على الجنوبيين. حتى أن الرئيس صالح تراجع عن إقالة محافظ أبين مراعاة لعدة اعتبارات.

لقد ظل صالح يتفاخر أن المحافظون منتخبون, وهذا يعني انه لا يحق له إقالتهم, ولكنه أقالهم بحجة أن محافظاتهم تشهد اضطرابات, والحقيقة أن محافظات أخرى تشهد اضطرابات مثل صنعاء وتعز, والبيضاء, ولم تتم إقالة محافظيها. وهذا يدل على نظرة سلطات صنعاء الدونية للجنوبيين, وأنها لا توجد أي ديمقراطية في ظل حكم الرئيس صالح , فهو دكتاتور يتحكم بكل شيء.

إن إقالة المحافظين الجنوبيين الهدف منها تعيين محافظين آخرين سيقومون بما رفض المحافظون السابقون القيام به, وهو قتل وإبادة شعب الجنوب, حتى يكونوا هم المسئولون عن هذه الإبادة أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بعد وجهت كثير من المنظمات الحقوقية تهم ارتكاب الجرائم بحق الإنسانية في الجنوب لبعض القيادات العسكرية والأمنية المقربة من الرئيس صالح.

نقول للمحافظين الجدد وكل القيادات الجنوبية الموجودين في السلطة عليكم أن تتعظوا من واقع من سبقكم من الجنوبيين بما فيهم المحافظون المقالون, بان كل جنوبي مهما كانا مخلصا لسلطات صنعاء الاستعمارية, فهي لن تثق به, لأنها تعتبر كل جنوبي خائن, وهذه النظرة من المسلمات لديها. ولدى كثير من مثقفي ونخب ومواطني شعبها. ولا نستبعد أن الرئيس صالح ذات يوم يقدم على إقالة نائبه عبدربه منصور هادي, ورئيس حكومته علي محمد مجور, في سبيل بقاءه في الحكم. بل سوف يخرجهما من السلطة بتهم بشعة تظل تطاردهما طوال حياتهما. وعلى سبيل المثال عندما ظهرت أصوات تندد بمجزرة يوم الجمعة الأسود في عدن كثير من الأوساط السياسية في صنعاء كان ردها جاهزا بأن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي هو المشرف الأول عن الأوضاع في عدن. وبهذا الرد تكون هذه الأوساط تحمله مسؤولية المجزرة.

وهنا نسأل هؤلاء الجنوبيين الموجودين في السلطة ومنها مجلسي النواب والشورى لقد استنكرت أصوات شمالية كثيرة المجازر التي ارتكبت بحق شعب الجنوب. بل أن بعضهم قدم استقالته من الحزب الحاكم والبرلمان.. هل لديكم قليل من النخوة والكرامة تجعلكم تقفوا إلى جانب شعبكم