حياك الله اخت هنادي
من خلال كل ردودك عرفت انك لم تفهميني .
اختي في فرق كبير بين تدخل المسجد وتسمع محاضرة دينية وتغرق عيونك بالدموع وبين ان تخرج من المسجد وتواجه الواقع المرير ويمكن تتعارك مع اول واحد وتسعى للدنيا سعي الوحوش في البرية وتبيع اخرتك بدنياك بيع النهابة.
من السهل ان افتي وانزل كتاب من الف صفحة عن شروط الوضوء بينما انا اتوضى بحنفية من ذهب.
بينما كانت المدينة المنورة فيها بئر واحد كان نصفه لمسلمين ونصفه ليهودي وبالكاد كانوا يجدون ماء الشرب.
فمن اين جاء تعقيد الدين للناس ولماذا الناس لايهتمون بالتقيد بالاوامر والنواهي الاسلامية؟
لان مايطرح على الناس من فكر وتشريعات اسلامية لاتحتمل ولايمكن تطبيقها في الواقع.
فيضطر الناس الى اهمالها والانغماس بالكذب واللف والدوران والنصب والخداع والغش وما الى ذلك.
لماذا الناس لاتتبع مايقال؟
لان مايقال فيه تشدد لايمكن ان يطبق في الواقع ليس لانه خطاء في النصوص ولكن الخطاء يبرز من فهمنا للنصوص.
وقد غفلنا عن شيء اساسي ان عقل الانسان ليس فيه الكمال والكمال لله وحده.
واغفلنا ان القرآن صالح لكل زمان ومكان وقيدناه بما قاله الاولون لزمن مضى منذ عهود موغلة في القدم ولم نطبق النص مع زماننا .
لماذا اختلف العلماء في التفسير ولماذا المذاهب الكثيرة ومن يستطيع ان يؤكد انه هو على الحق طالما والعقل الانساني فيه القصور.
اختي الكريمة:
الحياة مجاهدة لان النفس فيها الشر وفيها الخير{ ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها . قد افلح من زكاها وخاب من دساها}
مناط التدين مناطا نسبيا فيمكن ان تتعادل نسبة الخير والشر كمثل اهل الاعراف.
ومنهم من تكون نسبة الخير اكثر من الشر ولا يخلوا اي انسان من شر ولكن الاختلاف بالنسب فقط.
ولو يحاسب الله الناس بما فعلوا لما جعل عليها من دابة.
ولهذا قلت لك من السهل ان تقول للناس اعملوا كذا وكذلك ولكن الواقع يرغمهم على عدم التقيد ولهذا نجد الافات الكثيرة بالناس ونجد التناقض الكبير بين الايمان وتطبيق الايمان في الحياة والسبب هو التعقيد فيما نقول والتساهل فيما نفعل.
واعود للسؤال الذي طرحته سابقا وهو لماذا تغرق عيون المسلم بالدموع عن ايمان وخشوع حقيقي وهو يسمع عن الله والجنة والنار والخير والحق ويخرج من المسجد يتعارك مع اول انسان يختلف معه وكأنه ليس ذلك الخاشع قبل هنية؟
انه الفرق بين الكمال المفروض والواقع المزيف .
ليس الخلل في النص ولكن الخلل في فهمنا للنص يا اختاه ولهذا قلت ماقاله الامام علي ان القرآن حمال اوجه لان فيه الكمال وتفسيراتنا دائما تتحرك ضمن النص وعلى قدر ثقافتنا وبيئتنا وقدراتنا وبديهياتنا والتي هي الاصل ناقصة عن الكمال.
اتمنى انك فهمتيني صح وليس بالطريقة التي رديتي علي بها سابقا.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
|