[شمالية حداوية]

حين خاطبتك أنك تتنباء للمستقبل من خلال قراءتك للواقع ... فبصراحة لأني اريد ارسال كلمة لم أرد أجعلها بقسوة تحليلها احتراما لك وتقدير لا متناهي ... لكني أحتاج الآن أن أضعها نظراً للتطور الحاصل في الشارع الجنوبي ... إن قراءتك أستاذي متمكنة وسليمة تحليلاً وتنبؤاً .. لكنها قراءة الخائف من تكرار فشل واسقاط لايمكن تحمله .. إنك أستاذي القدير تخشى أن تكون توحد المسيرات أو الشعارات معاناة جديدة تبعد القضية عن مسارها نتيجة ما ألم بها في الماضي .. وتسبب الإنهزام الداخلي في نفوس أصحابها كصورة مكررة لتاريخٍ مَّا .. وبالتالي سترفض مسبقاً أن تتعاطف مع أي تحالف شمالي .. مهما يكن .. وليس ذلك فحسب بل تخشى أن تكون المسيرات هذه تصب في مصالح شمالية متجاهلة للمصالح الجنوبية ....
ولكن د. رفيق هل لك أن تقف برهةً أمام الآتي / من هو العائق الذي وقف أمام المصالح الجنوبية ... ما هي الآفة التي دمرت الوحدة ونحت بها منحى الفساد .. من هو مصاص الدماء والكرامات والجهود الجنوبية الذي مثَّل وشوه بالوجود الجنوبي على الأرض الشمالية والعكس ... إنه الفساد الحاكم ودستوره وحامليه من رجال ومفكرين وعلماء ... وجهلة ... وكلهم سيسقطون بسقوط النظام الحالي ... وكل ظلمٍ سيصبح اليوم مطلباً وشعاراً .. إن كتابةً بالمنتدى اليوم جعلتني لا أميل الى هذا الرأي الذي يتعارض مع أغلب التوجهات الجنوبية ... بل يجعلني أكثر تمسكاً به ودعوةً اليه .. إنها كتابةٌ تصف الشباب الجنوبي في شوارع عدن الذين خرجوا ثائرين ... يقبلون الرصاص الذي سينتشلهم إلى أحلامهم .. وبكل لغات الغضب يصرخون .. يسلطون أشواك نداءاتهم ضد الخصم الأكبر والمفسد الأعظم ... وكلب الوحدة الذي حكم جغرافية اليمن الحالية بدستوره الخاص المتشبع جهلاً ومقتاً وسرقة وانتهاك وسيطرة وإرهاب .. وركن العقل والحكمة وقتل الود .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد العدني

اعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين تتزايد بين الشباب المعتصمين سلميا ،وانتم تبحثون عن نوع الشعارات والاعلام التي ترفع ، الا يعبر هذا عن ضحالة الافكار ،وتحجر العقول ،الا يكفيكم الدم المراق على الارصفة والطرقات ،الا يكفيكم ان الناس يعبرون عن اراءهم وتطلعاتهم ،ويعمدون ذلك بالدم ،وانتم لا يهمك سوى ماذا يقولون وماذا يرفعون ؟ الا تستحوا على انفسكم حتى في هذه اللحظات ؟..اتركوا الشباب ودعوهم يقولون ماذا يريدون ويعملون ماذا يقررون ،واصمتوا احتراما للدم المراق .او اخرجوا انتم من جحوركم وقولوا ماذا تريدون وارفعوا ماذا تحبون ولن يعترض احد عن ذلك .

أنا اكثر وقوفاً اليوم مع اولئك الشباب وفي صفهم سأنتمي ... مهما كانت شعاراتهم ... وكلنا معهم سننتمي .... هل تعلم لماذا؟
لأنهم مثقفون ... لم يثوروا قبلياً ولا نزوة لمجاراة الشارع ... ولم يثورو ليعارضوا من يثور معهم بل ثارت فيهم ثقافة مايريدون حقاً ولن أخيبهم ... ولا ينبغي أن تخيبهم .. ولا أضنك فاعلاً .. بل من هذة اللحظة نعلن إنتمائنا لهم ومعهم ... وندعو كافة الجهات التي بيدها تقديم العون الطبي أو المادي أو الإعلامي الى الوقوف معهم والدعوة الى مساعدتهم ... ولن تنطفئ اصواتهم بانتزاع أرواحهم بل سيبقى كل صوتِ فيهم يشعل ثورةً لا تنطفيء وحلماً بالحرية لا ينام ... وكل قطرةٍ شريفةٍ من دمائهم ستكون ناراً على منجنيقنا لتخترق قلاعهم .. وتسقطهم أسواء سقوط ..
... وكلنا فداءً لهم ...
... أما وقد نهضوا فوالله لن نستكين حتى ينالوا مايريدون ...
وليس شباب تونس ومصربأكثر رجولةٍ منهم ولا أشد بأساً منهم ولا أوسع ثقافةً منهم ... ولا أشد جواعاً وأكثر ألماً .. بل هم من غذتهم صرخات الرفض للمجهول سنين طوال والذي كان النظام يغرقهم فيه .. ويِؤذيهم بكل ألوان العذاب كلما نطقت أفواههم .. ويصادر حرياتهم ويقتل أنفاسهم ليبقوا صاغرين .. أما وقد علت أصواتهم فوالله لن نكون الا معهم .