[مجنون شبوة]

سالم بامدوخ يكتب : ظمِئـتُ لنور الاستقلال ولن أرتشف سواه
الكاتب : سالم بامدوخ
البريد الإلكتروني : [email protected]



من الطبيعي ان يختار المرء طريقة النضال التي يريدها هو بحسب قناعاته الشخصية التي تصور له بان النضال بهذه الطريقة سيكون صائبا دون سواه ... لكن من غير الطبيعي هو ان يصر المرء على تمسكه بالهدف المنشود من نضاله ويحاول فرضه على الأغلبية بطريقة ديكتاتورية دون أدنى اعتبارات لمشاعر ورغبات وإرادة هذه الغالبية الساحقة من بني جلدته وزملائه في درب النضال المشترك .. وقد لاحظت بعض الرفاق يواصلون عنادهم وإصرارهم على رفض فكرة إستيعاب وفهم ماتريده الغالبية الساحقة من جماهير شعبنا الجنوبي والتي تهتف في كل فعالياتها وبأعلى صوت وبكل وضوح منادية بالاستقلال وإستعادة الدولة ومع ذلك تجدهم يتجاهلون كل ذلك .



في حين يلاحظ المتتبع لمسيرة الحراك النضالية ان الجماهير الجنوبية لاتتردد أبدا في تقديم التضحيات الجسام تلو التضحيات في سبيل تحقيق الأهداف التحريرية التي يرفعها الحراك الجنوبي والتي جاءات تلبية لإرادة جماهيرية تولدت ذاتيا في الجنوب من رحم المعاناة التي يعيشها شعبنا بسبب قبول ثمة سفهاء وسماسرة منبطحين من أبناء جلدتنا - من الرفاق وغيرهم - قبولهم بوضع الاحتلال القائم ويسمونه بدون حياء ( وحدة ).. قبولهم بوضع - احتلال قائم - لايستوعب اي مفاهيم سامية لمصطلح ( الوحدة بين شعبين ودولتين شقيقتين ) ولا يعترف ولايقبل هولاء المحتلين الغجر - نظاما وشعبا - بغير مفهوم ( الفرع العائد إلى الأصل ) ...


ولايسعنا هنا إلا ان ندعو هؤلاء الرفاق الذين نحترم البعض منهم كثيرا ، ندعوهم إلى الإبتعاد عن الترويج للمشاريع الوحدوية الناقصة والتي تهدف بشكل واضح لعرقلة الحراك وتفتيت وحدة الصف - بعلم البعض منهم وبدون علم بعضهم - ندعوهم إلى الجلوس مع أنفسهم والتفكير بعمق في عواقب الإصرار على تجاهل الإرادة الجنوبية التواقه إلى الحرية والاستقلال .. هذه الإرادة الشعبية التي لاتعرف لغة المستحيلات اواليأس اوالإحباط وقد أثبتت هذه الإرادة الشعبية العربية مدى تأثيرها ومقدرتها على تحقيق أهدافها مهما كانت ولكم في الإرادة الجماهيرية التونسية والمصرية خير مثال . ونقول لهم أننا مانزال في أنتظار عودتهم إلى صف الحراك وخيار الأغلبية الجنوبية ان كانوا يحترمون الديمقراطية ومفاهيمها المقدسة ولن نذهب بهم إلى المقصلة ولكن في الوقت نفسه من حقنا ان ندافع عن أهداف ثورتنا بكل ما أوتينا من قوة .



بالأمس كان الرفاق يرددون شعارات ثورية منها: لنناضل من أجل الدفاع عن أهداف الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية .. ومن خالف هذه الأهداف يذهبون به إلى الجحيم .. كحق من حقوق اي ثورة اوحركة في الدفاع وبقوة وبكل الوسائل المتاحة لها للحفاظ على أهداف الثورة وتحقيقها بدون عراقيل برغم إفراط الرفاق في الدفاع عن ثورة أكتوبر..



وفي أعتقادي أنه جاء اليوم الذي يفرض نفسه على الحراكيين للدفاع عن ثورة الحراك الجنوبية المجيدة .. لاسيما وان حراكنا الجنوبي يشهد اليوم معترك ومخاض صعب وبحاجة إلى فرز حقيقي لراكبي موجة الحراك وإبعاد هؤلاء النفر عن الحراك بالطرق السلمية .. فلست هنا محرضا على نهج العنف بيننا كجنوبيين ولكننا في وضع صعب ومرحلة نضالية معقدة وبحاجة إلى حلول سريعة لتجاوز هذه التحديات الصعبة التي تعيشها ثورتنا الجنوبية.

يمر الحراك اليوم بمرحلة معقدة ووضع صعب أصبح فيه المناضل عميلا والعميل مناضلا والمتمسك بخيار وإرادة جماهير الجنوب التواقة إلى الحرية والاستقلال وإستعادة الدولة مشبوها .. في حين يمنح صك الشرف كل مصفق ومؤيد لإستمرارية وضع الاحتلال القائم تحت مشاريع ناقصة وحجج واهية وغير مقبولة جماهيريا .



نقول للرفاق الذين رفع البعض منهم شعار الاستقلال في العام 94م لمواجهة قوات الاحتلال اليمنية والحيلولة دون اجتياح دولة الجنوب .. نقول لهم أنكم رفعتم شعار الاستقلال انذاك في وقت لم تنضج فيه بعد إرادة الجماهير في الجنوب .. حيث لم تكن جماهيرنا أنذاك بالوعي الكافي لرفض الوحدة من حبها الجنوني في تحقيق حلم الوحدة ولان مدة ثلاث سنوات غير كافية لمعرفة طبيعة الشريك وعقليته وطريقة تفكيره لهذا كانت إرادة الجماهير الجنوبية تقف مخدوعة مع الوحدة أنذاك.. ولهذا كنتم تسيرون عكس التيار في العام 94م برفع شعار الاستقلال .. واليوم نرى البعض منكم يسير أيضا عكس التيار ويرى بان خيار الاستقلال لن ينجح بحجة أنه أثبت فشله في العام 94م ولهذا تجده اليوم يتمسك بالوحدة في التوقيت الخطاء وينسى او يتناسى أنها مضت 21 سنة على هذه التجربة الوحدوية المؤلمة والفاشلة .. والتي كانت فترة كافية لنضوج الإرادة الجنوبية التي أصبحت اليوم تتمسك بقوة في خيار حراكها السلمي المتمثل بالاستقلال وإستعادة الدولة وندعو كل الرفاق إلى أحترام هذه الإرادة الشعبية الجنوبية وتفصيل مواقفهم وقناعاتهم بناء على هذه الإرادة الجنوبية .



في الأخير نبارك للحراك الجنوبي أنجازاته النضالية والمتمثلة بإنتصاراته المتتالية في كل مدن الجنوب المحتلة والتي هزت فعالياته السلمية مضاجع المحتل الهمجي وجعلته يعيش حالة من الهستيرياء والتخبط في تعاطيه مع فعاليات الحراك وندعو كل أنصار الحراك وكافة منتسبيه إلى رص الصفوف وتوحيد كل الجهود وتسخير كل الطاقات والإمكانيات للمساهمة الفاعلة في إنجاح فعالية جمعة الغضب 11 فبراير شباط 2011م كما ندعو المتظاهرين إلى نبذ بلاطجة نظام الاحتلال والمكلفين بإثارة الفوضى والعنف والتخريب فهذه بلادنا الحبيبة الجنوب ونحن لا نريد ان نستلم بلادنا وبنيتها التحتية مدمرة كما يريد الاحتلال . لابد وان نسعى جاهدين لإنجاح فعالية جمعة الغضب بصورة سلمية لكي نوصل للعالم رسالة قوية وصورة تعكس إرادة شعبنا الجنوبي ومدى تمسك هذا الشعب وإصراره على تحقيق أهداف الحراك الجنوبي المتمثلة بالاستقلال وإستعادة الدولة .
إذا الشعبُ يوما أراد أنفصال
فــلا بــدّ أن يســتجيب الطغاة
وإذا الوضع صورة لوضع احتلال
فلابد للحراك ان يحقق مبتغاه
ويصعد ثورته بالسلم او بالقتال
ولابد للعالم ان يسمع صداه
فلا وحدة رغم أنف الرجال
ظمِئـتُ للنور ولن أرتشف سواه
* رئيس تحرير موقع شبوة برس الموقوف من قبل سلطات الاحتلال اليمنية