الحقيقة لو لم تتنبه السلطات الاستعمارية اليمنية حماقة تصرفها الأهوج وسارعت بإطلاق سراح الصحفية والناشطة الحقوقية توكل كرمان التي اختطفتها السلطة الإرهابية وهي الآمنة برفقة زوجها , لتحولت إلى بول عزيزي الثاني ولعجلت وسارعت بسقوط حكم الأسرة السنحانية . وفوق هذا فان احتمال سقوط أمراء سنحان لازال واردا . خصوصا وان توكل كرمان خرجت من معتقلها أكثر قوة وصلابة إلى الشارع .
وبصلابتها ولان السجون مصنع للشجعان , فبعد ساعات من خروجها أرغمت السلطة الضعيفة الائيلة للسقوط بإطلاق سراح جميع من اعتقل بسبب وقوفهم إلى جانبها . ويأتي إطلاق سراح المناضلة اليمنية توكل كرمان وبهذه السرعة ليس بسبب قوة قبيلتها , فهي من شرعب الشافعية وكل الشوافع في اليمن ضعيفة ولا تضع السلطات لها وزنا والمثال وارد بقبائل الجعاشنة الشافعية . وإنما بسبب خروج طلاب الجامعات والصحفيين والحقوقيين وبعض من الجماهير اليمنية التي كسرت جدار الخوف فيهم ثورة الياسمين التونسية , والذي من المحتمل زيادة إعداد الملتفين حول توكل كرمان الداعية لرحيل علي عبدالله صالح وأسرته الحاكمة الفاسدة .
الصحفية والناشطة الحقوقية توكل كرمان عرفناها من خلال كتاباتها الصحفية وتقاريرها إلى المنظمات الإنسانية ومشاركاتها في الاعتصامات في صنعاء وأيضا دفاعها عن الجعاشنة المطرودين من ديارهم وكان للفضائيات الدور البارز في لمعان هذه المرأة الشجاعة التي غدت اليوم علما بارزنا في ثورة الفقراء والمهمشين من شعب الجمهورية العربية اليمنية .
وبالمقارنة بين توكل كرمان اليمنية وبين زهراء صالح الجنوبية, نجد إن المناضلة زهراء قد قدمت ما يفوق بكثير ما قدمته بنت اليمن كرمان. فزهرتنا زهراء صالح عرفتها كل سهول ووديان وجبال الجنوب عرفتها كل الشوارع والقرى والمدن الجنوبية , سارت على أقدامها أميلا وركبت الشحنات والحراثات والدواب وحتى الدرجات الهوائية , ولم يفتها مهرجان أو تظاهرة إلا وكانت مشاركة بها , كل سجون ومعتقلات عدن كانت لها ذكرى فيها . حتى صارت زهرة الجنوب أول امرأة تمكث أطول فترة في سجون الاحتلال امتدت لما يقارب الثلاثة أشهر.
ومن اجل المطالبة بخروج زهرة الجنوب خرجت الجماهير في لودر وعزان والضالع والحبيلين وعدن وكل مناطق الجنوب
ومن اجل زهرة الجنوب سقطت أول شهيدة حضرمية وجرح العشرات واعتقل المئات وأمام كل هذه التضحيات وجدنا صمتا إعلاميا عربيا ودوليا ولم نسمع فضائية واحدة تنقل أنباء اعتقال زهرة الجنوب زهراء صالح . في حين لم تمر غير ساعات على اعتقال الناشطة توكل كرمان إلا وإخبار اعتقالها تتصدر أخبار الفضائيات بينما متظاهري المشترك وكرمان لا يتجاوزوا المئات في حين متظاهري الجنوب فاقت مئات الآلاف . ما يحير هو تجاهل نشاط زهراء السياسي والحقوقي من قبل الفضائيات العربية, لا ندري هل سببه البرقع الذي تضعه على وجهها خصوصا وان الإعلام الغربي يعتبره شعار من شعارات الإرهاب القاعدي ؟ قد يكون واردا !!! لكننا نعود ونقول إن التعتيم على كل أخبار الحراك الجنوبي.
وحين الاستفسار عن تجاهل الفضائيات يأتيك المبرر بان امن اليمن يمنعهم من نقل فعاليات الحراك , وهو عذر أقبح من الذنب , فكيف للجزيرة والتي مكاتبها مغلقة في عدد من الدول العربية نجدها لو عطس الملك كانت عطسته في صدر أخبارها وهي أي الجزيرة محظورة في بلاد الملك العاطس .انه التجاهل العربي مع سبق الإصرار والترصد . فماذا انتو فاعلين ؟؟؟
تحية جنوبية لمن كانت رجل حين تحول الرجال إلى نساء , لتوكل كرمان زعيمة المسحوقين في مملكة سنحان .
وتحية لزهرة الجنوب البنفسجية زهراء صالح القائد القادم لانتفاضة نساء الجنوب .
حسين احمد معلاوي
سويسرا
24 يناير 2011 م