في البدء هناك خطأ منهجي في تقييمك للإشتراكي ومحاباة واضحة ربما تقصد منها الوصول للخلاصة التي تريد الوصول لها
فأنت وضعت ماجرى من حسنات وإنجازات في عهد حكم الحزب الإشتراكي وضعتها كإنجازات للإشتراكي كحزب وأردت أن تحسبها لصالح الحزب ككيان موجود حينها وإمتداده اليوم وتجاهلت دور الأفراد
لكن حين تطرقت للسيئات والنكسات في نفس العهد حملتها لأفراد وبرأت الحزب ككيان سياسي موجود حينها وله إمتداد اليوم من المسؤلية عنها وتحمل نتائجها وعواقبها ووضعها كجزء من رصيد حكمه وحملتها لأشخاص وفغقط لاشخاص
وهذا للاسف منطق منحاز
فأما أنك تشخصن السيئات والحسنات أو تحملها للكيان السياسي الذي أرتكبت بإسمه الحسنات والسيئات أم الحسنات للإشتراكي والسيئات لأفراد وقيادات فيه إعتبرتهم يتحملون المسئؤلية فقط على السيئات لتبرئة الحزب من مسئؤليته فتلك مرة أخرى إنحياز واضح لتبرير الوصول للخلاصة التي تريد أن تصل لها في موضوعك هذا
المهم ولكي لانطيل دعني أعلق على الفكرة نفسها وعلى الطرفين الـ ضد والـ مع الإشتراكي اليمني
الظاهرة البارزة والواتضحة عند الطرفين أنهم مع أوضد الإشتراكي بعقلية الماضي وبالعيش في الماضي وبالحديث عن الماضي بل وبنفس منطق ولغة وظروف الماضي
وللاسف هذه أيضا مشكلة فالماضي أصبح ماضي والحديث عن الإشتراكي اليوم كإجترار للماضي وكنسخة كربونية مطابقة للماضي حديث خاطىء تماما سوءا لمن يتحدث ضده أو معه سوءا لمن يريد أن يحمله المسئؤلية للسيئات أو لمن يريد أن يمنحه رصيد الحسنات
نحن اليوم في القرن الـ 21 والدنيا تغيرت كثيرا وشمل تغييرها الإشتراكي والبعض لايريد أن يشمل الإشتراكي بالتغيير من مؤيديه وخصومه بل وحتى من قياداته
وما كان ضرورة لو فرضنا صحة الأمر في وقت ما بقاءه على نفسه شكله مع تغير الزمن لا يجعله ضرورة اليوم بل ربا مجرد بقاءه حتى لو تغير قليلا يعتبر ككارثة وإعاقة للإنتقال نحو المستقبل
الإشتراكي اليمني كان يجب أن يتغير ويتغير كثيرا بل ربما كان يجب أن يحل لأنه أستنفذ أسباب وجوده في وقت كان لزاما ذلك وكانت هناك أفكار بهذا الخصوص حتى عند قيادة الإشتراكي ولم يكونوا يخافون التغيير الطبيعي والواجب حينها
لكن جرت ظروف حالت دون ذلك ثم لاحقا واليوم تحديدا ولأنه أضعف من أن يتحمل التغيير الجذري ترى بعض قياته يخشون مجرد التغيير أو الحديث عنه لأنهم يعلمون ربما أن التغيير في ظل كل هذا الأمراض فيه وفي ظل ضعفه وعدم وجود فعليا كحزب وفكر لا كتعصب شخصي وإنتماء متعصب شخصي لكيان وهمي يعلمون أن ذلك ربما سيعني وفاته لأنه فعليا فكريا وأيديولجيا وكحزب سياسي لا وجود له ولا لأفكاره التي لازال يبناها رغم أن لا أحد ينتمي له اليوم على اساسها قط لذلك هم يحاول الإبقاء على المهلهل بهلهلته لكي لايعدمونه نهائيا ولكي لايتمزق نهائيا
مع أنه كان لزاما عليناعند إنتهاء مرحلة ما ولطيها و للإنتقال نحو المستقبل ولإنهاء تلك المرحلة وإسدال الستار عليها بحلوها ومرها أن نصفي بقاياها وأشكالها التي تعيق هذا الإنتقال نحو المستقبل والتي تربطنا بالماضي شكلا ومضمونا لنصنع شيء جديد يتناسب مع حاضرنا ومانريده من مستقبلنا ولو كان بنفس أشخاص تلك المرحلة لكن بأدوات وأفكار جديدة ويظهور تغييرا الزمن يهم فكرا وعملا وحتى أشخاصا ولو على الأقل في كيانهم الحزبي الخاص ليقنعوا الناس أن الموجود شيء جديدة مستفيد من إيجابيات السابق ومنقطع عن سلبياته ومتخلي عنها وقادر على التخلي عنها بلا تردد
إشتراكي اليوم ليس إشتراكي السبعينات ولا الثمانيات ولا حتى التسعينات لاشكلا ولا مضمونا فلايصح الحديث عنه كذلك
الإشتراكي اليمني لم يعد ضرورة للجنوبيين بل أصبح عقبة وعقبة كأداء أمام نضالاتهم كونه وضع نفسه خيارا وحيدا أمام الخيارات الجنوبية المتعددة والتي لاترى العودة للماضي بنفس أشكالها
ولكونه أيضا يمثل عقبة فكرية أمام إنخراط فئات كبيرة من الشعب الجنوبي في الحراك السلمي فكريا ونفسيا وتاريخيا
وكونه أيضا عقبة فعلية تذكر العالم والإقليم ويستخدمه خصومنا للتذكير بمرحلة مرت والتخويف من تكرارها وتكرار عقلياتها وسلوكياتها
وإن كان من إعتراض على الإشتراكي فالإعتراضات كثيرة ومنها الربط الذي لم يستطع التخلص منه حتى الأن بينه وبين اليمننة لا إعتراضا على إشتراكيته أو يساريته أو فكره فالفكر لا مشكلة فيه كفكر شخصي إلا إن تعارض مع الهدف العام كتعارض الربط بين اليمننة وبين إعتبار الجنوب وطن حر مستقل ونهائي للجنوبيين
نحن أخي في القرن الواحد والعشرين ولا يمكننا أن نختار بين أنظمة بائدة أو أن نكرر تجارب ماضوية أيا كانت حتى لو أردنا فتلك لها زمنها ونحن في زمن مختلف
نحن نريد نظام حر ديمقراطي عصري يتناسب مع لغة العصر ويساير تطوراته
نريد أن ننتقي الحسن من كل مرحلة أيا كانت ونتخلى عن سيئاتها
نريد أن نوجد خيار مختلف لا أن نختار بين سيئين أو بين خيارين معلبين كما هما كمجموعة واحدة نأخذها كلها أو نتركها كلها
ثم وهو الأهم نحن في مرحلة تحرير وطني ولسنا في مرحلة تنافس خيارات أيديولوجية أو شعارات حزبية أو إنتماءات ضيقة
وهذه المرحلة تقتضي التحالف الشعبي كشعب وكأفراد شعب لا كتكتلات سياسية أو أيديولجية
تقتضي التخلي عن تفاصيلنا وارانا الشخصية وقناعاتنا الأيديولجية لنؤسس لخطوط عامة لوطن يجمع الجميع
تقتضي التخلص من كل الخطاب الايديولجي التفصيلي الذي قد يعبر عن هذا لكنه ليس باضرورة يعبر عن قناعات
تقتضي التحدث بمفهوم الوطن الجنوبي ومايجمع كل الجنوبيين تحت خيمة الوطن الجنوبي لا مايجمعهم تحت خيم متفرقة
تقتضي ضرورة فك الإرتباط بين الإشتراكيي وغير الإشتراكيين فك الإرتباط بين وجودهم كجنوبيين وكمواطنين وكمناضلين جنوبيين في حراك جنوبي شعبي شامل وبين إصرارهم على الوجود كتكل حزبي يمثل حزب يمني داخل الحراك وهذا ينطبق عليهم وعلى غيرهم لكل من ينتمي لكيان سياسي يمني أو أو كيان فكري أو مجتمعي يمني الإنتماء له بصفة فردية وطوعية - فلا يعقل أن تزعم أنك تريد أن تفك الإرتباط بين بلدين وأنت لاتستطيع فقط أن تفك إرتباطك بقيادتك اليمنية في صنعاء ووجودك ضمن هذه الكيانات اليمنية يعطي شرعية ويوضح فعليا وجود ماتسمى وحلة ولو بالحد الأدنى توحد ( اليمنيين ) على أساس الأحزاب المعارضة اليمنية التي لها جناحين كما يقولون -
وإختصار ولكي لا أطيل رغم أني فعليا أطلت ورغم أن لدي أيضا الكثير مما لم أقله
إختصارا نحن اليوم لسنا في مرحلة الضرورات لا الشخصية ولا الحزبية ولا ضرورة وجود تكتل ما
نحن في مرحلة ضرروة واحدة وحيد هي إتحادنا وتوحدنا وتجمعنا وتوافقنا كشعب وكأفراد شعب يجمعنا هدف واحد وحيد هو إستعادة وطننا المحتل وتجمعنا مواطنتا الجنوبية فقط
هذه هي الضرروة الوحيدة في مرحلة كالتي نمر بها وكل ما سواها لايعد إلا وسيلة والوسيلة ليست أهم من الغاية إن كانت تؤخرها فمبالك إن كانت أصلا تمنع تحققها
ومن لم يستطع أن يتخلى عن الهامشي عند عموم الشعب لتحقيق الهدف الأعظم فذاك يعين أما أنه غير مدرك لطبيعة الهدف أو أن ا,لويات الأهداف لديه تختلف كثيرا عن أولويات شعب الجنوب وأنه مستعد ليستبدل وطنا حقيقيا بوطن وكيان أو شيء وهمي ويعين أن وجوده في صفوف الشعب وفي مقدمة مناضيه لأجل إستعادة الوطن ستكون بكل تأكيد عائقا أمام هذه الإستعادة فهو مستعد للتخلي عن الوطن لأجل ما دون بكثير في أي لحظة تتعارض مصالح الوطن الجنوبي مع مصالح ما يراه أهم منه
وباب يجيك منه الريح سده واستريح
افلا يستحق الجنوب سد جميع أبواب الريح لأجله بل وإحكام سدها
تحياتي ومحبتي