عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-22, 03:00 AM   #3
مدفع الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-21
الدولة: الجنـــــوب العربي
المشاركات: 8,167
افتراضي




بقلم: محمد غالب أحمد -
في 11 فبراير 1967 أعلنت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل هذا اليوم إضرابا احتجاجياً عاماً كونه يصادف الذكرى الثامنة لإنشاء الكيان الاستعماري المسخ (اتحاد الجنوب العربي) الذي أنشأته الإدارة البريطانية يوم 11 فبراير 1959 والمكون من سلطنات ومشيخات وإمارات ما كانت تسمى بمحمية عدن الغربية بدون سلطنتي القعيطي والكثيري في حضرموت وسلطنة المهرة حيث كان لكل سلطنة من السلطنات الثلاث علمها وحكومتها وجيشها وجواز السفر الخاص بها.
وفي يوم 11 فبراير 1967 تحرك مئات الطلاب مشياً على الأقدام من كلية الشعب (الاتحاد سابقاً) باتجاه مدينة الشيخ عثمان لتنفيذ قرار الإضراب الشامل وقبل تحركهم قاموا بإنزال وإحراق أعلام الاتحاد المزيف في عاصمته (مدينة الاتحاد) وكانت منطقة الهاشمي هي نقطة التجمع والانطلاق فهي عرين أسود الجبهة القومية من القطاعين؛ الفدائي والشعبي.
نجح الإضراب بشكل كامل في كل مناطق عدن ولعب القطاع الطلابي للجبهة القومية دوراً بارزاً في إنجاحه.
كان الفقيد سعيد الإبي (عبدالوارث) هو المسؤول عن القطاع الطلابي في مثل هذه الفعاليات وقد تصدت قوات الاحتلال للطلاب بالضرب وبقنابل مسيلات الدموع والاعتقالات.
كانت البطلة القائدة نجوى مكاوي في مقدمة الصفوف كعادتها فتعرضت لها القوات البريطانية بشكل استفزازي صارخ. وكان الفدائي مهيوب علي غالب الشرعبي (عبود) متواجداً في نفس المنطقة ولكنه ليس مشاركاً في المسيرات الشعبية كونه من القطاع الفدائي ومع ذلك فإنه لم يقف صامتاً ورفيقته في النضال تتعرض لإهانة المستعمرين فما كان منه إلا أن اشتبك معهم مباشرة برمي قنبلة يدوية استهدفت آليتهم العسكرية بمن فيها.
وبعد أن تمكن من تحرير البطلة نجوى مكاوي من بين أيدي الجنود البريطانيين لم يكن لديه سوى المسدس حيث أطلق رصاصاته القاتلة نحوهم بنجاح تام قبل أن يلفظ أنفاسه شهيداً عملاقاً.
إنه مشهد بطولي بحق حينما يفتدي مهيوب علي غالب الشرعبي (عبود) ابن منطقة شرعب في تعز الباسلة بحياته من أجل كرامة رفيقة دربه بنت عدن الصامدة نجوى مكاوي التي يجمعه بها هدف مقدس هو استقلال الجنوب وحريته وكرامته كهدف استراتيجي. أما في ذلك اليوم المشهود فالهدف هو حرمان المستعمر وعملائه من الاحتفال بعيد اتحادهم المزيف وذلك ما تم فعلاً حيث حوله الأبطال إلى مأتم للمستعمرين وأذنابهم قبل أن يتم دحرهم وإعلان الاستقلال الناجز وغير المشروط في 30 نوفمبر من نفس العام.
وبحكم أن مهمتنا في القطاع الطلابي هي نجاح الإضراب فقد واصلنا ذلك بل إن الجو قد ازداد سخونة في مناطق أخرى من عدن بين فدائيي الجبهة القومية البواسل وقوات الاحتلال بكافة أنواع الأسلحة انتقاماً لروح الشهيد عبود. وقد كان لي الشرف إلى جانب عدد من زملائي الطلاب أن تم اعتقالنا في ذلك اليوم وعمري في بداية العام الثامن عشر حيث أودعنا سجن البحرية بالتواهي ثم سجن صلاح الدين لمدة شهرين لكننا لم نكن نشعر بأي ألم رغم قمع وضرب جنود الاحتلال لأننا كنا نستمد صمودنا من بسالة الشهيد البطل عبود وجسارته وعنفوان القائدة نجوى وشجاعتها.
ومنذ ذلك اليوم أقرت الجبهة القومية اعتبار 11 فبراير يوماً للشهداء نهاية لعيد اتحاد الجنوب العربي المزيف وإلى الأبد.
______________________________________
محمد غالب أحمد، عضو المكتب السياسي رئيس دائرة العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة مدفع الجنوب ; 2011-01-22 الساعة 03:11 AM
مدفع الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس