عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-15, 05:43 AM   #2
Ganoob67
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-16
المشاركات: 1,744
افتراضي

و هنا الترجمة.... و يسمح بنقلها إلى أي موقع جنوبي و لا يُشترط ذكر مصدر الترجمة...


اليمن الموحد في مفترق الطريق بين الشمال والجنوب
من أبيغال سميث فيلدينغ
عدن : 12 يناير 2011


محظات البترول في صنعاء... مصاعب في كل مكان

في مدينة عدن الساحلية المتهالكة، الفقر والبطالة المتفشيان في صفوف الشباب يغذيان الاستياء السياسي و يذكيان حركة إنفصالية متنامية ، حيث يتطلع الجنوبيون بحنين الى الزمن الذي كانت لهم فيه جمهورية خاصة بهم.

الحزب الاشتراكي الذي حكم الجمهورية الديمقراطية الشعبية في جنوب اليمن توحد طوعا مع اليمن الشمالي في عام 1990 ، لكن التوترات أدت إلى حرب أهلية في 1994، إنتصر فيها الشمال ليصبح الشريك المهيمن.

"في 1994 كان هناك صراع بين ثقافتين، و خسر الجنوب كل شيء "، يقول مراد الحالمي المسؤول الإجتماعي في عدن الذي يعمل في قضايا البطالة.

يرى كثير من المراقبين المتخصصين في شؤون اليمن أن الغضب والمشاعر الانفصالية المتفجرة الآن في الجنوب تشكل تهديدا أكبر للاستقرار في البلاد من الحرب ضد تنظيم القاعدة، التي تحظى بتغطية أفضل، و يجعل التدهور الاقتصادي التوتر أكثر سوءا.

البطالة، وخاصة في صفوف الشباب، بلغت حدا هائلا. حتى مكتب الاحصاءات الحكومية في عدن يقدره بحوالي 40 في المائة بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 حتي 24 عاما.

على الرغم من أن معدلات البطالة بين الشباب هي مشكلة في جميع أنحاء البلاد، حيث الفساد يعيق الاقتصاد من السعي إلى خلق فرص عمل لسكان يتزايد عددهم بسرعة فائقة، إلا أنه كان لها صدى أكبر مع وجود المظالم السياسية في الجنوب ، ومتجذرة أيضا في شعور مختلف تماما للهوية.

"هذه المشاكل الاقتصادية موجودة في كل مكان الجنوب لا يختلف كثيرا "، كما يقول جلال يعقوب، نائب وزير المالية. ويضيف "لكن الناس في الجنوب يريدون العودة الى نموذج اقتصادي حيث كانت الدولة تقدم كل شئ".

في ظل النظام الاشتراكي، وفرت الدولة فرص العمل للكثير من السكان، فضلا عن خدمات التعليم الجيد نسبيا ودعم المواد الغذائية. نظريا، كان ينبغي أن يأتي القطاع الخاص لسد الفجوة بعد عام 1994، ولكن كما هو الحال في بقية اليمن، الفساد، سوء مناخ الاستثمار والموارد الشحيحة منعت الإزدهار.

ليس فقط أن إرتفاع معدلات البطالة يؤدي إلى عدم الاستقرار، ودفع الشباب إلى الجريمة والتطرف، و لكنه يغذي أيضا الكراهية نحو الشماليين الذين يُنظر إلهم بإزدراء ( صاروا يعرفون ب "الدحابشة" - أي الناس الذين يروجون لمصالحهم الخاصة فقط)، و يُحملهم كثير من الجنوبيين المسؤولية المباشرة عن بطالتهم.

"انه من الصعب بالنسبة لي كيمني جنوبي الحصول على وظيفة حكومية "، يقول احد خريجي كلية التجارة العاطل عن العمل و الذي لا يرغب في الكشف عن اسمه. و يُلاحظ الجنوبيون بشكل أكثر خوفا من تداعيات إجراء مقابلات إعلامية من الناس في الشمال. ويضيف "حتى المحافظ لا يملك سلطة مقارنة بالشماليين"

ويقول محللون ان هناك بعض الشرعية للشكوى المتكررة بأن معظم الوظائف الحكومية القليلة أصلا يستحوذ عليها الشماليون ذو الواسطات. و الاعتقاد السائد هو أن الجنوب مهمش عن فرص الاستثمار والتنمية لأن الحكومة المركزية ليس لديها مصلحة في تشجيع جنوب قوي ومزدهر على الرغم من إستفادتها من موارده النفطية الكبيرة.

ومع ذلك، يقول عبده سيف، من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العاصمة صنعاء، إن عدم وجود نشاط اقتصادي كبير في الجنوب هو من أعراض المشاكل التي تعاني منها البلاد ككل، وليس نتيجة لتمييز متعمد. و يسأل "ماذا يمكن أن يفعل السياسيون إذا كان الاقتصاد لا ينمو؟".

سواء كانت لدوافع سياسية أم لا، الوضع المتدهور في الجنوب يغذي شعور واضح بالتذمر ضد صنعاء، يمكن للانفصاليين – و كذا القاعدة -- إستغلاله.

منذ ولادته في عام 2007 الحراك الجنوبي، وهو تحالف غير متجانس ، سعى في البدء إلى المطالبة بمزيد من الحقوق للجنوبيين، صار الآن يدعوا للانفصال و أصبحت المظاهرات ، الاشتباكات مع قوات الأمن والقمع أكثر إنتشارا.

وتغطي لوحة الإعلانات في المبنى الذي يقع فيه مكتب السيد الحالمي صور فوتوغرافية لجنوبيين يُعتقد أنهم قتلوا على أيدي قوات الأمن. و أما خارج عدن فيمكن رؤية رسوم كبيرة على الجدران لأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

"انها ليست مسألة البطالة، انها مسألة الفساد وعدم المساواة في المواطنة"، تقول عفراء الحريري، الناشطة في مجال حقوق الإنسان. "الجوع والفساد سوف ينتجان بالتأكيد انفجاراً".



المصدر: صحيفة "الفاينانشال تايمز" العالمية
The Financial Times


__________________
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
Ganoob67 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس