[يافع اليافعى]

كتب / يافع اليافعي

حتي رئيس النظام التونسي المنهار , لا يعيش هذة اللحظات اسواء لحظات عمره واتعس ايام حكمه واسود صفحات تاريخه , بحكم انه ادرك ان نظامه اصبح في عداد الانظمة البائدة التي قبرت في اعمق مزابل التاريخ واكثرها قذارة , بل انه قد يكون يشعر بالسعادة ويسبح بالحمد لله ان كتب له عمراً جديداً , بعد ان اسعفه حظه بالهروب المهين , لا يجر معه ولا يسحب الا اذيال العار ولعنات الشعب التونسي الحر العظيم وفردات احذية ابنائه القديمة منها والجديدة ,وهي تطبع بصماتها على خورته ومؤخرته , ليكون عبرة حيه في قادم الايام لكل ديكتاتوري قاتل مجرم , خان امانته وغدر بامته ونكث بعهوده وتملص من وعوده , بان نفس المصير على اقل تقدير سيكون مصيره , هذا ان اسعفه حظه هو الاخر , وحملته قدماه الى ارض المطار او اقرب مهبط للطائرات للفرار الى المنفي , بعد ان اثبتت التجارب ان حفر الفئرأن لم تعد تتسع لامثال هولاء المجرمين القتله السفاحين السفاكين , الذين جزوا الاعناق وطحنوا العظام وكسروا الجماجم برصاص زبانياتهم وحاشياتهم وعوائلهم من نساء ورجال ونهبوا الثروات واستولوا على المقدرات , فافقروا شعوبهم واذلوا احرارهم وامتهنوا كرامة شرفاء اوطانهم وتنكروا لدماء الشهداء وداسوا باحذيتهم على كل تضحيات شعوبهم.
ان ما قام به الشعب التونسي من عمل جبار بازاحة نظام بلاده الفاسد يؤكد على موقلة الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي
اذا الشعب يوماً ارداد الحياة ... فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بـد لليـل ان ينجلـي ... ولا بد للقيد ان ينكسـر .

كما تؤكد حقيقة هشاشة الانظمة القمعية وكم هى رخوه تلك الارض البوار التي تشيد قصور الظلم والظلام عليها , من يصدق ان من قادت هذة الانتفاضة الشعبية العارمة هي مدينة صغيرة تسمى ( مدينة سيدي بو زيد ) , انتفضت على خلفية الاقصاء والتهميش والالغاء والبطالة والفساد , هبت هذة المدينة كالريح العاتية , فتداعت لها سائر المدن بالارداة والعزيمة , لتقعر هذا النظام , وتطهر تونس الخضراء منه وتكنسه الى مزبلة التاريخ الابدية .
لا نبالغ لو قلنا ان حراك الشعب الجنوبي الابي الذى اندلع حراكه المبارك وانتفاضته الكبرى من منبت الاحرار وام الرجال مدينة عدن الباسلة , قد اعطى فرصة للشعوب الاخرى لان تقول
لا للظلم
لا للتهميش
لا للالغاء
لا للفساد
لا للاجرام
وهذا هو شعب تونس الشقيق , يسجل اليوم اولى الانتصارت ويكتب شهادة تاريخ ميلاده الجديد وشهادة وفاة نظامه الفاسد , فتحية الحرية والكرامة لهذا الشعب
سلام من الله عليك ايها الشعب التونسى , سلام من الله وتحية مباركة .

علـي صالــح
رئيس النظام اليمني الجاهل السنحاني على عبدالله صالح هو وحده دون غيره , مرفوقاً برئيس النظام السوداني عمر البشير , هو من يعيش اسواء اللحظات وهو من يتجرع الموت كل ساعة ويلعق المر والعلقم كل ثانية , وهو يدرك ان نظامه اسواء بمسافات سنوات ضوئية عن سواءت النظام التونسي المقبور , ومع ذلك سقط بلحظة عند ما قال له الشعب كفى , يدرك على صالح انه فى اللحظه التي سيعلن فيها شعب اليمن , هذا ان كان يريد العيش بكرامة وحرية وشرف , انه سيكون سعيد الحظ ان استطاع اخذ نعليه بين ايديه وتمكن من الفرار , فهو مدرك ان ما ارتكبه من قتل ومجازر ضد شعبى الجنوب واليمن كفيلة باسقاط نصف انظمة العالم , فكيف بنظامه الفاسد القائم على حراسة من قطعان من الاوغاد وزعماء العصابات القبلية والمافيات السياسية والاقتصادية والحزبية , التي ستدفع ثمن وقوفها وانحيازها لصالح النظام الوحشي ضد ابناء الشعب , الذين اوصلوها الى ما هي عليه الان وليس النظام , كما انه يعلم ان نظامه لم يعد يملك زمام الامساك في الامور , فكل الجنوب ثائر ضده والحوثيين على ابواب صنعاء منتظرين اتفاق للمرورمن اراضي القبائل الاخرى , والجيش منهار والخزينة منهوبة والمعارضة مقاطعة الحوار معه ومن يشاهد تخبطاته في التصريحات والتصرفات يدرك ان الديكتاتور نفسه يدرك اكثر من غيره بقرب زوال نظامه والايام القليلة القادمة ستثبت ذلك .