[عبدالله البلعسي]

تزامناً مع وصول الرئيس التركي اليمن

تشديدات أمنية تسبق زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية لصنعاء



بدأت الأجهزة الأمنية بالعاصمة صنعاء تشديدات أمنية واحتياطات لإحكام السيطرة الأمنية على المنافذ والفتحات والثغرات الموجودة في الحزام الأمني المحيط بأمانة العاصمة.

وقالت وزارة الداخلية في بيان نشره موقعها على شبكة الانترنت اليوم الاثنين إن قيادة الوزارة وجهت الوحدات الأمنية بحماية وتأمين نقاط الحزام الأمني المحيط بأمانة العاصمة بتشديد إجراءاتها واتخاذ كافة التدابير لإحكام السيطرة على الحزام الأمني.

وتضمنت التوجيهات برفع الوحدات الأمنية لحالة اليقظة وتفعيل حملات ضبط الأسلحة المخالفة والمطلوبين أمنياً وكذا السيارات المطلوبة. وأوضح مركز الإعلام الأمني إن توجيهات وزارة الداخلية للوحدات الأمنية شملت منع دخول الشاحنات وسيارات النقل الكبيرة بأنواعها إلى أمانة العاصمة ابتداء من صباح اليوم الاثنين وحتى إشعار آخر.

ولم توضح الداخلية صراحة عن أسباب التشديدات الأمنية الطارئة، لكنها تأتي قبل يوم واحد من وصول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنيتون صنعاء وتزامنت مع وصول الرئيس التركي جول إلى اليمن في زيارة رسمية بدأها اليوم الاثنين.

ومن المتوقع أن تصل غداً الثلاثاء هيلاري كلينتون اليمن في زيارة رسمية لإجراء محادثات مع مسؤولين في الحكومة اليمنية حول القضايا الأمنية ومناقشة الأزمة السياسية الراهنة بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك.

وتنشط السفارة الأميركية منذ أسبوع في بذل جهود وساطة بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك لتقريب وجهات النظر بين الطرفين بغرض الإعداد للانتخابات النيابية.

وقدم أمس الأحد عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام محمد أبو لحوم مبادرة لحل الأزمة بين المشترك والحزب الحاكم تضمنت مقترحات بتأجيل الانتخابات ودخول الطرفان في حكومة ائتلافية. ويعتقد أن المبادرة التي قد تحظى بموافقة الطرفين تلقى دعماً وتأييداً من قبل الولايات المتحدة وسفارات غربية في صنعاء.

يشار إلى إن زيارة كلينتون المرتقبة لليمن تأتي بعد إدانة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول السبت الهجمات في اليمن في الأيام الأخيرة التي أدت إلى مقتل جنود وعرض تقديم دعم إلى هذا البلد في معركته ضد تنظيم القاعدة.

ووصل حجم الدعم الأميركي لليمن وصل العام الماضي الى 150 مليون دولار وقد تقرر حسب بيانات رسمية رفعة إلى 250 مليون معظمه يذهب في دعم عمليات مكافحة الإرهاب.

وتشهد صنعاء حركة دبلوماسية نشطة، فبعد يوم من وصول وزير التنمية الألماني إلى صنعاء ولقاءه بمسؤولين يمنيين، وصل اليوم الأثنين إلى صنعاء الرئيس عبدالله غل رئيس جمهورية تركيا على رأس وفد رفيع المستوى من الوزراء وكبار المسؤولين و رجال الأعمال والمستثمرين في مستهل زيارة رسمية لليمن تستغرق عدة أيام.

وتعد زيارة غول لليمن هي الأولى له منذ توليه منصب رئاسة جمهورية تركيا في نهاية 2007.

وقالت مصادر رسمية إنه سيتم التوقيع على 10 اتفاقيات وبرامج تعاون بين البلدين على هامش الزيارة، تشمل التعاون القنصلي وإلغاء التأشيرات بين البلدين، وتبادل تسليم المجرمين والأشخاص المقيمين بصفة غير قانونية، وإدارة المناطق الصناعية، والإعلام، والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين، والتعليم العالي، والتعاون الفني والتقني.

وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح زار أنقرة في فبراير 2008م، وعقد جلسة مباحثات مع رئيس تركيا ورئيس وزراءها رجب طيب أردوغان.

وينعقد يوم غد الثلاثاء بصنعاء منتدى رجال الأعمال اليمني – التركي بمشاركة ما يقارب 200 من رجال الأعمال من اليمن وتركيا.

وبمناسبة زيارة الرئيس التركي، سيتم افتتاح النصب التذكاري التركي في العاصمة صنعاء، الذي شيد على شكل هرمي تخليداً لذكرى الجنود الأتراك الذين فقدوا أرواحهم في اليمن.

وكان نصب مشابه له قد أنشئ في صنعاء قبل نحو مائة عام إبان الحكم التركي لليمن، وأنشئ رمزاً لوصول خط التلغراف إلى صنعاء وتعز، لكنه تهدم في عهد المملكة المتوكلية التي خلفت الحكم التركي، وانتهت بقيام ثورة 26 أكتوبر في 1962.