يرقد في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الجمهورية في خورمكسر العاصمة ""عدن"" الطفل مختار منصور و المسن نجيب عبد الستار ، و حولهما حراسة مشددة من أفراد الأمن العام و الأمن الخاص التابع للشركات الأمنية .
الطفل مختار منصور ، لا زالت الرصاصة في أمعائه و لم يتم إخراجها حتى هذه اللحظة وهو بحاجه لعملية جراحية طارئة ، و إدارة مستشفى الجمهورية تقابل حالتي الجريحين بمماطلة شديده ، و بمواعيد أشبه بمواعيد عرقوب ، و الأسرة غير قادرة على تحمل تكاليف نقل مصابها إلى مستشفى خاص و إجراء العملية فيه ، و كذلك الحال بالنسبة للمسن المصاب نجيب عبد الستار الذي حدثنا أحد المستعدين للتبرع بالدم ، حيث قال : " بإن فئة دمه مطابقة لفئة دم المصاب نجيب النادرة ، و لكن مستشفى الجمهورية أرجأ سحب الدم من المتبرع حتى اليوم الآخر " أي يوم غد ٍ الإثنين .
و يرقد في مستوصف الرازي الجريح الثالث قناف زين عبدالقوي ، والذي عليه حراسة مشددة للغاية تمنع أي زيارة إليه حتى كتابة هذا التقرير ، و لم يتمكن أحد من رؤيته و معرفة حالته الصحية.
الجرحى الثلاثة ، أصيبوا عندما فتح النار عليهم عدد من المجندين الحديثين الذين تم تجنديهم بعد خليجي عشرين ، و الذي يطلق عليهم تسمية "طيور الجنة" لكونهم حديثي التجنيد و صغار في السن ، حيث باشروا بإطلاق النار على المواطنين في حي الطويلة ، في حين كان مدير قسم شرطة كريتر يتفاهم مع أبناء الحي ، و لولا عناية الله و بفضل قيام أهالي الحي بنقل مدير قسم شرطة كريتر إلى مكان آمن في إحدى العمائر ، لكان لقي مصرعه مع أعداد هائلة من أهالي الحي بهذا الرصاص الطائش الذي أصاب حتى سيارته ، ليفاجأ أبناء الحي بقيام مدير قسم شرطة كريتر بإلقاء المسؤولية عليهم و إتهامهم بإطلاق النار عليه و على الجرحى ، و هو ما نفاه الأهالي و المتواجدين في الحدث ، عندما كان مدير قسم شرطة كريتر يتفاهم مع أبناء الحي لإطلاق سراح سيارة مرور و كهرباء و قيل أيضا ً معها قطع أسلحة محتجزة لدى أبناء الحي ، و الذين أستولوا عليهم بعد قطع الطريق و مواجهات بالحجارة مع الأمن العام و المركزي .
أستقصينا أكثر عن أسباب الحادث ، و الذي يعود إلى عصر يوم الأحد ، عندما قام ملاك دراجات نارية من أبناء حي الطويله بتأجير دراجتهم في ساحل أبين لاحد ابناء الشمال ( الجمهورية العربية اليمنية ) و هو أيضا ً أحد أقرباء مدير امن الإحتلال في عدن "عبدو قيران" و بعد إستخدامها قرابة الساعات أعاد لهم دراجتهم و رفض دفع مبلغ التأجير الذي أخبروه بإنه يقدر بـ ألفي ريال ، ليعطيهم مأتي ريال و يرميها مزدريا ً في الأرض ، مما أدى إلى دخول مشادات بينهم و بينه ، تطورت إلى العراك و تدخل عدد من اصدقاء المتنفذ الشمالي إلى جانبه ، و تدخل عدد من شباب حي السعادة إلى جانب شباب الطويله ، لتقوم قوة أمنية بإعتقال ثلاثة من شباب حي الطويله بكريتر و هم فادي يزيد ، و أحمد منير ، و خالد العريقي ، و رفض مدير الأمن بعدها الإرفاج عنهم و إحتواء المشكلة ، بإعتبارهم شباب مخربين و يتبعون الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، حتى وصل الأمر إلى قيام مدير امن الإحتلال في عدن إلى تقطيع أمر بالإفراج عن الشباب كانت امرت به وكيلة نيابة عدن نورا ضيف الله .
إعداد / نصر قادري (أبو غريب)