[منصور زيد]

الكتابة في المنتدى بشأن قضية مثل الجنوب تستلزم من الكاتب ان يمتلك قدر من الواقعية وقدر من المرونة
وحتى الذي ينقل الاخبار - اذا جاز التعبير – وهي في معظمها تخمينات ليس الا ، يجب ايضا عليهم ان يفهموا مهمتهم ودورهم بكل سلبياتها وإيجابياتها .
وما نراه هنا من البعض يدعو للتعجب ، إذ هم يريدون ان تكون مشاركات الاخرين وتفاعلهم معهم مطابقة لامزجتهم تماما ، وإلا سوف إما التهديد بالانسحاب من المنتدى وإعلان الزعل ( الحرد ) أو تجاهل حوار الاخرين معهم وكأن الواحد منهم يتحدث مع نفسه ويكتب فقط من أجل يرى نفسه ، ولا يعلم ان مثل هذه الساحات الحوارية ما هي الا لتبادل الافكار والآراء والحجة تواجه الحجة ، وإذاكان احد الاطراف قد استطاع ابراز حجته يتوجب على اخر الاعتراف بها وبخطا رايه ، وليس في ذلك نقيصة او عيب ، بل العكس تماما ، فإن الاعتراف يزيد المرء قوة وثقة بالنفس ، ويمهد للإخوة اصحاب القضية الواحدة مزيد من الثقة بعضهم ببعض .
لكننا هنا بصدد ، حالات تشبه لعب الجهال ، الذي يريد نصدقه بكل ما يكتب ، والذي يريد فرض وجهة نظره واعتبارها هي الحقيقة والآخرين ما هم الا متآمرين ، وعملاء يخططون لاسقاط القضية وضياعها ؟؟
لماذا النظرة السطحية للامور عند البعض ؟ واضرب لكم مثالا واضحا من واقع الاحداث ، فقط هذا الاسبوع جرى الترتيب للقاء يافع الشهير وكلنا باركنا وأيدنا أي لقاء بين ابناء الجنوب وهي الخطوة الملحة اليوم قبل غد ولكن البعض هنا استطاع ان يحول المنتدى الى مترس يطلق من وراءه قذائف الاتهام والتخوين والتآمر ضد الذين لم يحضروا وحاولوا ان يصورا للقارىء ان قادة الحراك عبارة عن فريقين ، الاول وهم المخلصين والشرفاء والابطال والفريق الثاني هم المختلفين المتىمرين على الجنوب وعلى مصير الجنوب مع سلطة صنعاء والمشترك .
هذا التصور يبدوساذجا وسطحيا يثير الضحك والسخرية في نفس الوقت ، فيه من التسرع والاندفاع ما يدعو للندم والحجل ايضا . امس تطلقون عليهم اقذع الكلمات واليوم يجتمعون مع اخوانهم بعقول مفتوحة وصدرو منشرحة واضعين مصلحة الجنوب هي الاسمى والاولى . فماذا تقولون عنهم اليوم عندما يتم ان شاء الله توقيع محاضر الاجتماعات واوراق العمل وكل ما يلزم من أجل القضية الجنوبية ، هل سيظلون في نظركم متآمرين ومندسيين مع السلطو والمشترك .
ولهذا لا يجوز التسرع واطلاق الاحكام العبثية والمسالة بحاجة الى تأني وترك مساحة للتفاهم والتوافق وتبادل الرأي والاستماع الى الآخر ، وقد نتأخر في انجاز بعض المهام لكننا في الاخير نصل الى المبتغى وذلك خير من قطع الطريق نهائيا على الجميع من تحقيق ذلك .