[أبو غريب الصبيحي]

س1 _ اتعتقد ان كل ماقيل عن المناضل احمد عمر بن فريد صحيح ،وما هو السبب؟

ما قيل عن أحمد عمر بن فريد لا أعتقد إنه صحيحاً ، و لكن ما نقل عن بن فريد من إعتذاره في المحكمة أختلف الكلام نحوه و لكن أنا سأخذ إنه قال هذا الإعتذار

هذا أول سؤال في صلب القضية الجنوبية ، حقيقة كنت أعتقد أن هذه القضية قد فصلت ، و بعد هذا السؤال عرفت عن مدى تأثيرها في الشارع الجنوبي ، هذا الحدث المتعلق بالمناضل أحمد عمر بن فريد قسمت الشارع الجنوبي إلى آراء متضاربة حول ما جرى بالضبط ، لا أستطيع أن أنفي و لا أن أنسب التصريحات إلى أحمد عمر بن فريد ، رغم أن الخيار الآخر هو الذي يبدو صحيحاً ، هذه الضجة التي رافقت أحاديث الجميع بينت إلى مدى الحذر و التنبه لدسائس الإحتلال اليمني ، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوه لكسر شوكة هذا الشعب و ثورته السلمية التي اليوم باتت تهدد جميع مصالحه الخاصة ، و كما قال د / الخبجي مؤخراً : (( لا نستطيع أن نأخذ من أحمد عمر بن فريد أي موقف ، لأنه مقيد الحرية و متى ما كان حراً طليقاً نحكم على كلامه ، و لكن و هو ما زال تحت الضغط النفسي ممكن يقول أي شيئ )) .

نعم فالمسجون جميعاً نعلم إنه كالمجنون ، لماذا لم يكن بن فريد مجبراً على الإعتذار ؟ و هذا ما يفسر تحدثه بإسم زملائه المعتقلين ، و لو كانوا ينوون الإعتذار لكان جلبهم النظام الى المحكمة و أتصل بجميع وكالات الإعلام لنقل هذا العرس الديمقراطي و الإنتصار للوحدة ، هناك من قال بأنه أعطي له دواء للهلوسه من هذه الأدوية التي نراها في الصيدليات هذه الايام وأصبح يستطيع أي طفل أو عاقل شرائها ، و ربما كانوا يريدون أن يوهمونا بعد الإعتذار بأن المناضل بن فريد كان يمر بحالة نفسية ، ثم يقومون بالتخلص منه مدعيين إنه أنتحر ، لإنه صار يسبب لهم مشكله هذا البطل ، فهو رفض من قبل العفو عنه و إطلاق سراحه ، إلا بمقابل إطلاق سراح جميع زملائه في درب النضال ، يا أخي إن الآراء و التحليلات تعددت ، لكن المهم إن بن فريد نطق الإعتذار و في الحقيقة قرأت تحليلات حول الحادثة للأخ شعيفان الحدي و عدد من الكتاب و الصحفيين و تستطيعون مراجعتها فهي تحلل الوضع بدقة ، في الأخير أعتذر عن غير إرادته و هو الأمر الصحيح ، و يجب على الشارع الجنوبي أن يتهيأ لمثل هذه الأحداث ، فلا يعقل أن يظل مهزوزاً لكل ما يقال ، و قضية الشعب الجنوبي حية طالما و الشعب حي لا مرتبطة بأشخاص ، فإذا سمعنا يوماً أن بن فريد أعتذر أو غيره من رموز قضيتنا الذين حملوا قضية شعب الجنوب على عاتقهم ، علينا أن نقول لهم شكراً لأنكم أحييتم و حركتم مسيرة نضالنا لإستعادة حقنا العادل و المشروع ، و نحن سنكمل باقي ما بدأتموه فخذوا راحتكم بعد جهدكم المشكورين عليه ، لا أن نظل نرتجف أياماً و أسابيع و شهور ، أو نبدأ بعبارات التخوين و العمالة التي يهدف لها المحتل و يعزف على أوتارها ، أنا أعتقد أن المناضل بن فريد أكمل ما عليه من واجب وطني ، فلا ننكر دوره الرائد بتجييش الشارع و تحريك ركوده ضد الظلم و الطغيان و الإحتلال ، فإن شاء [ و هو لن يشاء و لن يفعل هذا أبداً ] أن يعتذر ويتفرغ لأسرته و أطفاله و فليأخذ راحته و يترك الباقي للشعب الذي سيكمل المسيرة ، و هذا الأمر لن ينكر دوره النضالي و البارز في ثورتنا الثانية نحو الإستقلال .

السبب لهذه البلبلة أعتقد إنني ذكرته و إن أضيف بأنه مخطط أمني خبيث من نظام الإحتلال لإحباط الشارع و إثارة البلبلات المناطقية التي يجيدها و لكن لن يجنح طالما و هناك من يتصدى لدعايات سلطات الإحتلال اليمنية ، و إن شاء الله يكون الجميع على قد هذه المسؤولية من واجب الحرص الوطني الجنوبي ، و أعتقد أن هذا المخطط للأسف بدايةً أستجابت له فئات شعبية جنوبية ، و لكن هذا الأمر أنتهى و عرف الجميع الحقيقة و الذي بين للجميع عن مدى قوة الإعلام الوطني الجنوبي داخلياً في تصديه و تحطيمه السريع لهذه الدعايات المغرضة ، و سقوط دعايات حزب المؤتمر و إعلامه ، و عن جدية تفاعل الفئات الشعبية مع الإعلام الوطني الجنوبي . فالقضية الجنوبية بخيره الحمدلله طالما و لديها أبناء يسهرون لرعايتها و يدافعون عنها .

في الحقيقة القضية الجنوبية اليوم وصلت إلى ذروتها ، بالحراكات الحثيثة لأبناء الجنوب المخلصين ، سواء في الداخل أو الخارج ، جميعاً عملوا ما عليهم و ما يستطيعون فعله ، و للحراك السلمي أيضاً نتائجه التي حققت نتائج كبيره للغاية ، و رئيس الإحتلال أصبح يشعر بكثير من القرف من مجرد ذكر الجنوب ، لتوالي الصفعات التي مازال يتلقاها من أبناء الجنوب المخلصين ، و آخر هذه الصفعات قناة عدن الحرة ، و قبلها مهرجان التسامح و التصالح الذي يعتبر آخر مهرجان سمح بتنظيمه في العاصمة عدن ، و بعد الصفعة التي وجهها المهرجان لرئيس الإحتلال شعروا بخطورة تنظيم مثل هذه المهرجانات ، إن الجنوب اليوم نهض و هو أصبح بكامل عنفوانه ، و هنا أعطي نظام الإحتلال بشرى ، و أقول له : قريباً لن تستطيع أبداً أن تستمتع بـ ما بنيته على شرف جرف هار ، و سينهار قريباً هذا البناء ، و سيعود الحق قريباً لأصحابه ، و غداً لناضره قريب ، لن أبوح بالموضوع و لكن أفقه ستظهر قريباً ، و ما أزيد إلا ما قاله مؤخراً الدكتور ناصر الخبجي : (( ما كان اليوم متاحاً قد لا يكون غداً ، و أحيي جميع الأبطال الصامدين و أعدهم بقرب إنتصار القضية الجنوبية )) , كما يمكنك مراجعة بيان المناضل النوبه الصادر مؤخراً .
نعم القضية الجنوبية وصلت إلى ذروتها ، و قناة عدن الحرة أعادت النشاط و الحيوية للشعب الجنوبي ، و هناك أمور لا أستطيع أن أبوح بها الآن و لكنها ستضهر قريباً وننتظر لكي لا نستبق الأمور .

بالنسبة لمحاكمة قادة الحراك السلمي و رموزه محاكمة باطلة ، و هل يوماً قالت إيطاليا بأن محاكمة و إعدام الشهيد عمر المختار محاكمة عادلة ؟ ، هل قالت إسرائيل أن الحكم على القائد مروان البرغوثي حكم عادل ؟ يا أخواني محاكمة أي أحتلال كان هي محاكمة باطلة ، إن قادتنا كانوا مواطنين عزل ، تزعموا حركات ثورية سلمية لأجل حقوق شعب يسكن حدود جغرافية محددة ، نظموا حراكهم ضمن ما سمح له الدستور الصوري و الزائف ، كانوا مسالمين و جائت مليشيات مطلوبة للعدالة بإختطافهم بعملية قرصنه ينخفض لها الجبين أستحياء ، أن تكون هذه القرصنة ممن يدعون إنهم حماة دستور و وحدة ، و هم أصلاً عصابة من مهربي الأسلحة و تجار الموت و فرقها المدمرة ، محاكمة أي نظام إحتلال باطله و يعلمها الجميع ، لكن و طالما اليمن بلد الغرائب فسيكون مختلفاً فسيعترف هذا الطاغية بلسانه ببطلانها ، من يحاكم هؤلاء الأبطال و المناضلين هم أصلاً مطلوبون للعدالة ، في عدة جرائم ضد الإنسانية و تجارة السلاح و السرقة و القتل و أمور كثيره . فالمحاكمة باطله 100% لكل قانوني درس القانون في الخارج أو في الجنوب قبل عام 1994 م .

و لماذا المحاكمة :
1- لأنهم جنوبيين في بادئ الأمر .
2- لإنهم يطالبون بمصلحة الشعب على المصلحة الشخصية .
3- لإن رصيدهم الشعبي في الجنوب أكثر من رصيد الطاغية .
4- لأنهم يهددون المصالح الشخصية و العائلية و الأسرية للطاغية و أعوانه
5- لأنه غير قادر و غير مؤهل على إصلاح مسار الوحدة و معالجة قضايا المتقاعدين و الكف عن السرقة و نهب الثروات و صياغة دستورعادل و قوي يلبي متطلبات الجماهير في الجنوب و اليمن غير هذا الدستور البائس الركيك المعدل 99 مره و غيرها من الأمور التي يتميز بها هذا النظام الرجعي المتخلف .

كل هذه أسباب لمحاكمة هؤلاء المناضلين الأبطال قادة التحرير الذين قالوا كلمة حق في سلطان جائر ، و لكن لا حياة لمن تنادي ، و عندما أروه الإجماع الوطني الجنوبي الحقيقي أقدموا على إختطافهم ليلاً كلصوص حقيرين لم يجرؤا على إختطافهم نهاراً . فالشرفاء ينشطون نهاراً و اللصوص ليلاً .

و أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة .