عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-27, 04:06 PM   #1
أبوزيد الضالعي
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-11-11
المشاركات: 212
افتراضي حسينيات خليجي 20


حسينيات خليجي20
السبت 27 نوفمبر-2010
أبوزيد الضالعي

لم تكن افتتاحية خليجي 20 بما تعكسه من صورة عن الفشل اليماني وانحطاط هذا الشعب وقيادته إلا رسائل موجهه تخفي وراءها ما تخفيه من كذب ونفاق وتسول. فقد أتحفنا حفل الافتتاح ببكائيات ولطميات لم يكن الغرض من ورائها إلا تصوير هذا النظام على أنه هو الضحية وأن كل من يقاومهم خفافيش الظلام كما يدعي رئيسهم دائما. فسبحان الله كم يهوى هذا النظام البائس التزوير والتلفيق وقلب الحقائق. ولك أن تتخيل الجلاد وهو يحمل سيفه وكرباجه واقفاً يتباكى أمام جثث وأشلاء ضحاياه ليتهمهم بأنهم هم من اعتدى عليه أو أنه هو من يدافع عن نفسه أمام ضحيته التي جردها حتى من أبسط حقوق الإنسانية ومقومات الكرامة بل ويطلب يد العون والمساعدة ليتسنى له قتل مزيد من الأطفال والنساء وهدم البيوت على ساكنيها وقصف القرى وهي آمنة مطمئنة بحجج واهية وغطاء صهيوني.

يعتبر خليجي 20 محطة عابرة أمام شعب الجنوب سبقتها محطات ومطبات ماضية ظن خلالها المرجفون أنها نهاية الحراك الجنوبي. وكم حاولوا إلصاق الفشل بحراكنا والتشكيك في ثورتنا، إلا أن شعبنا كان دائما أقوى من الأحداث التي اعترضت طريقه. ولم تكن كل تلك العثرات بما تحمله من صعوبات إلا سحابة صيف مرت على جبال الجنوب الصامدة لتثبت للجميع صلابة قضيتنا ومشروعية حقوقنا ومطالبنا.

نعم لقد استطاع هذا النظام أن يسيس حتى الرياضة لصالحه، وقد استطاع أيضا أن يوهم البعض وليس الجميع بأن نظامه لازال يمسك بزمام الأمور على أرض الجنوب وأن دولته لازالت قائمة فوق ترابه. ولكن ما يثير الاستغراب بالنسبة لكثير من الضيوف الخليجين هو إدعاء النظام بأن البلاد آمنة وأن الأمن في الجنوب مستتب بينما الواقع يعكس غير ذلك حيث يلحظ كل من زار عدن تحول المدينة الآمنة إلى ثكنة عسكرية وانتشار عشرات الآلاف من الجنود والآليات العسكرية. وما يناقض ادعاءهم أيضاً تصريحات الرئيس اليمني نفسه في معرض حديثه عدة مرات قبل خليجي 20 أن اليمن تعيش في حالة حرب وذلك محاولة منه لاستجداء مزيد من المساعدات المالية والعسكرية في حربه المزعومة ضد القاعدة، تلك التي تظهر على السطح ثم تختفي حسبما تتطلبه حسابات النظام وأجندته الداخلية والخارجية.

وفي المقابل حاول الجنوبيون بشتى الوسائل والطرق إيصال رسائلهم ومناشداتهم لجيرانهم الخليجيين عل وعسى أن يجدوا آذانا صاغية لأناتهم ومعاناتهم ولسان حالهم يقول إن لم تكونوا معنا فلا تكونوا علينا، وإن لم تتسع قلوبكم لتضميد جراحنا فلا تساهموا في قتلنا أو تشاركوا في تعظيم مصيبتنا.

فكم كانت قلوبنا ترنوا إلى إخوتنا في الخليج وهم أهل الجوار وتربطنا بهم ذكريات الأخوة والوفاء، فنحن على الأقل لم نطعنهم من الظهر ولم نفرح باجتياح دولة خليجية شقيقة أو نطبل لمن تبجح ببطولاته أمام شعب الكويت المسالم عام 90 وهدد بسحق كل الدول المجاورة له. بل إننا صدحنا بأعلى أصواتنا يومها دون خوف أو وجل ووقفنا معهم رغم أن شريكنا في الوحدة يومها كان على علم مسبقا بخطة احتلال الكويت إن لم يكن أصلا شريكا فيها. ولم يخفي حينها هذا الشريك وقوفه ضد قرار مجلس الأمن بإدانة الاعتداء على الكويت ليطلقها مدوية بأنه يقف مع الجلاد العراقي ضد الضحية الكويتي ليرد المعروف لهذا البلد "الكويت" الصغير بحجمه الكبير بمواقفه العروبية والذي كان له فضل كبير على اليمن بشطريه آن ذاك من جميع النواحي وعلى كل المستويات.

ويالسخرية القدر عندما يأتي نظام صنعاء اليوم ليتبجح بتسمية دورة الخليج باسم شهيد الكويت الشيخ فهد الأحمد الصباح والذي اغتالته أيادي الغدر العراقية عرابة النظام اليمني الشمالي، فأي وفاء ذلك الذي يقدمه شريك القاتل لأهل المغدور! فصدق من قال "يقتلوا القتيل ويمشوا بجنازته"..

إن ما يهمني اليوم كجنوبي ليس تداعي القوم علينا أو تجاهلهم لمعاناتنا أو حتى صمتهم المطبق عن ما يجري لنا كجنوبيين من قتل وتشريد وتهميش وسلب للحقوق وهدر للكرامة ومصادرة لحقوقنا الإنسانية والتي كفلتها لنا الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وذلك منذ احتلال أراضينا عام 94 وحتى لحضة كتابتي لهذه الأسطر. ولكن الذي يؤرقني هو دورنا اليوم نحن الجنوبيين قيادة وشعبا في الداخل أو في المهجر وما ينبغي علينا أن نقوم به كردة فعل أولاً على ما يجري في وطننا هذه الأيام من استباحة للأرض وقتل للمواطنين والحملة الشعواء من اعتقالات واعتداءات على أبناء الجنوب وقيادات الحراك نساء ورجالا بل حتى أطفالاً.

إن ما يقض منامي كجنوبي أن كل ما جرى ويجري في الجنوب وضد شعبنا وقضيتنا لم يحرك في قياداتنا ورموزنا شعرة ولم يدفعهم حتى لاتخاذ خطوات جريئة وقوية على الأقل لرفع معنويات هذا الشعب الصامد أمام العواصف التي تضرب به من كل جانب وكأن الأمر لا يعنيهم أو أن نصاب الشهداء لم يكتمل بعد حتى يبدؤوا في توحيد صفوفهم ولملمة شتاتهم وقيادة سفينة الحراك إلى بر التحرير، وليس فقط الاكتفاء بإصدار بيانات صحفية وتنديد وشجب.

ولنا في القضية الفلسطينية عبرة فلا حياة في هذا العالم المتوحش والذي تحكمه المصالح لمن ينادي ويصرخ دون أن يحسن اللعب بالأوراق أو يجيد طرق الأبواب واحداً تلو الآخر حتى يصل إلى الطريق الصحيح.

نحن لم نطلب منهم أكثر من أن يلتئموا تحت سقف واحد ورأي واحد ورؤية واضحة تتناغم بل ولا تقل عن ما يصبوا إليه الشعب الجنوبي بجميع أطيافه اليوم وهو تحقيق الاستقلال التام وقيام دولة الجنوب وعاصمتها عدن.

أما آن الأوان لرص الصفوف؟ ألم يحن الوقت بعد لنقف جميعا في خندق واحد ونلبي رغبة الشعب الجنوبي ونجسد مبدأ التصالح والتسامح الذي رسمناه سوياً؟ إذا لم تحترم قيادات الجنوب في الداخل أو الخارج معاناة الجنوبيين ولم تقف موقفا حازما تجاه قضيتنا جميعا فهل ننتظر من جيراننا أو من المجتمع الدولي وشعوبه النظر إلى قضيتنا بعين الرأفه وهم لم يسمعوا بها إلا النذر اليسير مما تناقلته وسائل الإعلام العالمية من أخبار يشوبها الكثير من التدليس والتزوير وينقصها الكثير من الحقائق والوقائع والتي يحاول النظام اليمني بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة أن يخفيها عن العالم.

لن يرحمنا التاريخ ولن تغفر لنا الأجيال القادمة إن لم نمض بقطار التحرير مضياً نحو الهدف الذي تشرئب إليه أنظار جميع الجنوبيين نساءهم وأطفالهم شيوخهم وشبابهم. إننا نناشدكم بدماء الشهداء وصرخات اليتامى وآهات الأرامل وأنات الثكالى. نناشدكم باسم الأرض والإنسان أن تقفوا مع شعب الجنوب أو أن تتركوه وشأنه يجابه ما يخفيه له المستقبل وما تحمله له الأيام.

أبوزيد الضالعي

أبوزيد الضالعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس