[شمالية حداوية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حادي العيس

كسب الجنوبيين خليجي (20) سياسيا واقتصاديا ..مبروك

سياسيا : خلال فترة التحضيرات لكاس الخليج 20 شهدت الساحة على صعيد الداخل صراع عنيف وتجاذبات ومشادات
أعطت بعدا سياسيا لدورة الخليج أساسه القضية الجنوبية بحيث جعلت النظام اليمني يعيش في ظروف صعبة أحرجته أمام الداخل والخارج وحتى أنه يتصرف بطريقة هستيرية على كآفة الأصعدة . حيث أنه كان يعتقد بأن الجنوبيين سوف يلزمون الصمت ولكن ما حدث هو العكس أحرق الجنوبيين أعصاب النظام وجعلوه يقدم تنازلات في قضايا أخرى .
على الصعيد الخارجي كان المكسب أكبر بكثير حيث أن هناك كثيرين لا يعلمون عن القضية الجنوبية ولا يعلمون أن هناك كانت دولة معترف بها دوليا ومن خلال خليجي 20 ذاع صيت القضية الجنوبية في الخارج وأصبح اسم الجنوب وعدن على وجه الخصوص يلعلع في سماء الخليج وأصبح الحديث في كل مجالس الخليج الشعبية ناهيك عن الرسمية يدور حول الجنوب ودولة الجنوب وعن ماضي عدن وتاريخها وعن أهل الجنوب وما يتعرضون له وعن معاناتهم وكيف كانت دولتهم سابقا وكيف توحدوا وكيف تنازلوا وكيف تم الغدر بهم ..الخ وبهذا عرف الشعب الخليجي ما لم يكن يعرفه وأصبح يعلم بالقضية الجنوبية ويعلم بتاريخ الجنوب . حتى أن الشعب الكويتي أصبح بين مؤيد ومعارض الحضور من أصله وجعل الشعب الكويتي يتساءل عن موقف الدولة الجنوبية من غزو الكويت وموقف الشمال وأصبح الحديث يتمحور حول عدم المشاركة .

اقتصاديا : تحققت في عدن بنية تحتية رياضية تم من خلالها إنشاء عدد من الملاعب الحديثة وشبكات للطرق والفنادق هي مهما كان تعتبر مكسب للجنوبيين وهي نوع من استعادت بعض أموال الجنوب المنهوبة وقد أعادها الله بتلك الطريقة إلى عقر دارها .

تخيلوا معي لو أن خليجي 20 لم تكن في عدن وانعقدت في صنعاء ماذا كنا سوف نقول . لعلنا كنا سنقول عكس ما نقوله اليوم.. وثانيا : ماكنا لنحقق تلك المكاسب ولكن البرود سيد الموقف . ولكانت هذه النقاط التي كسبناها لصالح القضية لاشيء ...... ويكفينا أن شعوب الخليج عرفت قضيتنا وأصبحت عدن الجنوبية كما ذكرها بعض مذيعي الخليج بهذا الاسم في برامجهم وعلى الهواء مباشرة .
ومن هنا على شعب الجنوب أن يرحب بأهل الخليج وبالفرق الخليجية حتى تكتمل الصورة ويتم نقلها عبرهم إلى بلدانهم عند عودتهم ويرسمون هم أيضا صورة أخرى طيبة عن الجنوب وشعب الجنوب ونكون بالتالي حققنا مكسبا ثالث .ويكفي عدن ذلك التشريف والذي سوف يضع الجنوبيين وعدن بعد التحرير ضمن مجموعة دول وعواصم الخليج وصاحبة خليجي (20) . قال تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).

نعم
كنت موفقاً في مجمل تحليلك
واسمح لي أن ازيد .. بأن عدن جغرافيا وتاريخيا ليست بحاجة الى خليجي 20 من ناحية المكانة الجغرافية
والمستقبل الاقتصادي الواعد .. فإن تك ترنحت إبَّان الحروب واسقط وجودها من لا يستحقها على خارطة أعظم العواصم .. فهي لازالت تمتلك كل مؤهلات الحضارة والأصالة , لكنها نالت جزء من حقها عبر الاصلاحات العامة استعداداً لخليجي عشرين .

بالنسبة لخليجي عشرين وكيف استحق الحراك كأس بطولته .. فهذا أمر أستطاع الحراك نفسه
وبسب عزيمته واصراره وسياسة السلم التي لا يزال قواده ومفكروه متمسكين به .

فحين كان يترقب الجمهور والسياسيون والمحللون أين ومتى سيحط خليجي عشرين رحاله , ووسط تلك الممحكات السياسية والإعلامية بين المتنافسين مع اليمن في الداخل والخارج أُجبرت اليمن على الوقوف في وجه الرافضين والمستنكرين والمتسائلين وإعتمدت أخيراً إبراز عضلاتها العسكرية عبر إرسال 30,000 جندي الى الجنوب مشيرةً بذلك إلى جهوزيتها العسكرية لأجل خليجي عشرين ..
وصُعق الإعلام لهذا الخبر .. وظهرت تساؤلات محرجة بقدر ما تكون مُفحمة .. تدور جميعها حول ..
هل إحتاج كأس خليجي خلال عقدين من الزمن إلى جاهزية عسكرية أم إلى حضور جماهيري ؟!

ثم شاهدنا كيف تلى ذلك السيل العسكري توارد أنباء في الإعلام اليمني حول ضرب طوق أمني حول عدن فكان هذا صعقاً من نوع آخر . فهذا سلوك لم يسبق له التاريخ .. ذلك أن اليمن تواجه جهات متعددة وهي الحوثيين والقاعدة والحراك وكلها جبهات كانت ولازالت تسبب لها القلق على مختلف الأصعدة ,
لكنها فعلياً أثبتت أنها تخشى الحراك بإدعائها أنها تخشى على خليجي عشرين منه عبر رسائل إعلامية متقطعة .. ورغم أنه الجبهة السلمية الوحيدة بعكس القاعدة والحوثيين . فكل الحراك داخل اليمن عبارة عن مسيرات ومظاهرات سلمية ترفع خلالها صور لشهداء ومعتقلين .

وبرغم تعتيمها الإعلامي على مشروع الحراك فإنها تسلط كل هذا الجهد ضده ..؟ إنها بذلك خدمت الحراك من حيث لا تعلم .. واعترفت عبر مجموعة من السلوكيات العسكرية واللهجات السياسية .. أنه مجتمع وليس جماعات وأنه على حق وليس على باطل وأن له نتائج يثق في الحصول عليها .. بل وأنه حقاً يُخشى من الحليم إذا غضب .

ولم تتراجع اليمن في قراراتها .. بل زادت تمسكها بالقضاء على الحراك في أعين الخليجيين عبر تكثيف عمليات الإعتقلات وزيادة النقاط الأمنية في المناطق الجنوبية .. وكم تمنينا أن تكون أكثر حكمة في التعاطي مع الأمور وأن تسلط الجهوزية العسكرية لمن يبطن ويظهر الحرب وتعد الجهوزية الحوارية لمن يخطو خطواته مغلوباً على أمره لا يردد سوى الشعارات السلمية .

عموما إذا كانت احد منجزات كأس خليجي الإبهار وإثارة التساؤلات فقد فاز الحراكيون بكأس خليجي عشرين قبل أن يبداء ... وقد نرى في تقبلهم لخليجي عشرين إحدى الخطوات نحوى أهدافهم , طالما وأنه سيقام لا محالة .. فكم نرجو استغلاله والمتابعة من خلاله لخطى السير المرسومة .