عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-11, 05:18 AM   #30
ali algahafee
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-26
المشاركات: 2,089
افتراضي

لدى الكاتب امرا نشم منه رائحه نفهمها ........ يريد التشكيك ليس الا .




لمعرفه المدرسه الني ينتمي اليها تاصر قحطان اقروا كل ماكتبه وشارك به حتى في منتدى الضالع

رسالة إلى السيد علي سالم البيض ( بقلم : ناصر قحطان )



عدن – لندن " عدن برس " خاص : 19 – 8 – 2009
ترقبت كما ترقب معظم الجنوبيين والكثير من الشماليين المقابلة التي أجرتها معكم قناة البي بي سي العربية والتي بثتها في 17 أغسطس. ورغم أني شخصياً ومن مراقبتي المتواضعة لما يعتمل على الساحة الإقليمية لم أتوقع مفاجآت من الوزن الثقيل فيما يتعلق بالقضية الجنوبية إلا أن معظم من تناقشت معهم حول المقابلة قبل بثها تراوحت انطباعاتهم بين راض عن مجرد الاختراق الإعلامي التي تحدثه مقابلة من هذا النوع وبين مترقب لأخبار عن تحركات السيد البيض إقليمياً ودولياً في صالح القضية الجنوبية.

إلا أني لن أخفيك سراً إذا قلت أن المقابلة لم تشكل إختراقاً كبيراً للإعلام العربي المبرمج إلى حد كبير كما أنها لم تفرح قلوب الجنوبيين المترقبين لدعم دول الجوار لقضيتهم والذي توقع بعضهم أن يأتي على يديك وعلى أيدي السادة علي ناصر وحيدر العطاس, بل أنني أستطيع القول إلى حد ما أن كثيرين اعتبروا المقابلة إختراقاً لحياة السيد علي سالم البيض الشخصية والعامة كونه رمز من رموز الجنوبيين ومن رموز القضية الجنوبية المتكونة بعد 7-7 1994 على وجه الخصوص, فكانت خسارة أكثر من كونها مكسباً.


السيد البيض, رأيت في المقابلة كيف أن مضيفك لم يعطك الوقت الكافي للإجابة على أسئلته ورأيت كيف أنه تحدث أكثر منك بشكل ينم أما عن عدم احترافية إعلامية أو عن نية مسبقة لحصرك في زاوية رد الفعل. لكني أردت لك ألا تنحصر في زاوية الرد على أسئلة مضيفك الإستجوابية فقط, أردت لك أن تستغل المقابلة لإرسال رسائل معدة بعناية لأطراف داخلية وخارجية دون الوقوع في مصيدة رد الفعل على إستجوابات المضيف ومماحاكته. فأنت رجل صاحب قضية, لك وعليك أن تستغل كل فرصة للتعريف بقضيتك.


السيد البيض, كان مضيفكم في البرنامج بعيداً كل البعد عن الإحترافية الإعلامية قريباً كل القرب من المماحكة السطحية, ورأى البعض أنه ما كان عليكم الإستمرار في المقابلة بعد أن رأيتم منذ دقائقها الأولى مماحكة مضيفكم وعدم موضوعيته وعدم إلتزامه حتى بمحاور عامة يقوم بتسيير المقابلة على خطوطها كما يجب على أي إعلامي محترف أو مبتدئ. قد يختلف كثيرون مع القائل بالإنسحاب من المقابلة وقد يتفق آخرون, لكني أرى أنه يجب عليك الإستماع إلى كل الآراء تحسباً لأي ظهور إعلامي مستقبلي.


بدأ مضيفكم اللقاء بسؤالك عن سبب الإجراءات الأمنية المشددة التي قابلها قبل مقابلتك, وسألك إن كان هناك خطر على حياتك, فأجبته :" ربما". كنت أتمنى أن أراك تقول له -على سبيل المثال - :"نعم, بكل تأكيد هناك خطر على حياتي وعلى حياة كل جنوبي يرفض وحدة الضم والإلحاق ويطالب بفك الإرتباط مع نظام صنعاء". السيد البيض, لن ألقنك ماذا تقول وماذا يجب عليك أن تقول, لكني كمواطن جنوبي كنت أتمنى أن أرى الكثير من إجاباتك بصورة مختلفة عن ما رأيته في تلك المقابلة, وذلك من أجلك ومن أجل قضيتنا.


سألك المضيف عن موقفك إذا ما أتجه قادة الحراك في الداخل والخارج إلى ترتيب آخر غير فك الإرتباط فكان ردك أنك ستبقى مع فك الإرتباط, السيد البيض أعتقد أن رداً أكثر دبلوماسية كان ليكون شيء من قبيل " أنا مع مطالب الجنوبيين على أي قرار يجمعون عليه, فأنا لست إلا واحد منهم, فلو أتفقوا على ما دون فك الأرتباط وهو ما أستبعده تماماً, إلا أني سأكون فرداً في جماعتهم" أي أني فضلت أن أراك تؤكد لمضيفك أن قرارك وخروجك إنما هو ناتج عن الإجماع الجنوبي وسيبقى كذلك على الدوام وليس قراراً شخصياً.


سألك المضيف إن كنت على إستعداد للتفاوض مع علي عبدالله صالح, فأجبت ب "لا" لأنك لا تثق به. السيد البيض, مرة أخرى, أعتقد أن رداً أكثر دبلوماسية كان ليكون " أنا مستعد للتفاوض مستنداً إلى إجماع الشعب الجنوبي مع أي شخص كان, شريطة الإعتراف بالقضية الجنوبية وشريطة وجود إشراف إقليمي أو دولي علني يضمن الجدية والإلتزام" هكذا كنت ستظهر للمتابع العربي أنك لست متعصباً وأنك تريد أن يتم النقاش حول القضية الجنوبية على مستويات أكثر إلزاماً من مجرد لقاء أو إتصال مع علي صالح.


سألك المضيف إن كانت هناك إتصالات مع دول خليجية أو إقليمية فيما يتعلق بالقضية الجنوبية, فأجبته مستشهداً بما تنشره الصحف العربية عن القضية الجنوبية. السيد البيض, حسناً, أتفق معك أنه إعلام لا يتحرك إلى بضوء أخضر, وطالما نشر حرفاً, فهو قد أستلم أمراً واضحاً بالنشر. لكن, مرة أخرى, إجابة من قبيل "هناك إتصالات على مستويات متعددة, لن نتحدث عنها الآن حتى لا نتسبب بالحرج لأي طرف إقليمي أو دولي" ثم لتدع صالح ومن معه يضربون أخماس في أسداس ويرسلون الرسل إلى عواصم الجوار.


سألك مضيفك عن سبب إختيارك لألمانيا على وجه التحديد, ثم أضاف مستنكراً كيف لك أن تنصر قضيتك وأنت بعيد آلاف الكيلومترات عن الجنوب. السيد البيض أعتقد أنه ما كان لك أن تبرر ذلك بفيزا (الشنجن) على الإطلاق. فأنت في نظر معظم الجنوبيين أكبر من هذا بكثير. أرى أن أوربا تسمح بهامش أكبر للحركة فيما يتعلق بالمعارضة السياسية كما أنها بالتأكيد ليست معرضة لإحراجات صنعاء المتواصلة. وأرى أنك لم ترد أن تحرج الدول المجاورة لليمن بمواقفك السياسية. أعتقد أن إجابة كهذه كانت لتكون أكثر إقناعاً.


سألك مضيفك بوقاحة متعمدة عن حادثة زواجك من زوجة ثانية في ظل قانون يمنع الزواج بزوجة ثانية مع الإبقاء على الزوجة الأولى, وأتضحت نية المماحكة لديه عندما خلط حادثة إعفاءك من وزارة الدفاع مع حادثة زواجك وكاد أن يستدرجك إلى التبرير لزواجك بثانية. السيد البيض لست ملزماً أمامه أو أمام أي شخص بأن تقوم بالتبرير. كان لك بكل بساطة أن تقول "أفضل عدم الإجابة على هذا السؤال" وإن ألح مضيفة بالسؤال, أعد عليه نفس الإجابة بهدوء كما رأيت عشرات السياسيين والدبلوماسيين الغربيين يفعلون.


سألك المضيف أيضاً عن ما نشرته المجلات عن إنفاقك ملايين الدولارات على زواج إبنتك, تلميحاً إلى تمكنك من أموال طائلة كان ليستمر في الحديث معك عنها حتى يضعك في زاوية المتهم الذي عليه الدفاع عن نفسه. السيد البيض, كنت أفضل إجابة على شاكلة "هذه محاولة حرق تقليدية للخصوم يمارسها صالح, لن أضيع وقتي ووقت القضية الجنوبية في الرد عليها. فقد مارسها مع أناس قبلي وسيعملها مع أناس بعدي, لكنها محاولات لن تنفي وجود قضية جنوبية على نظام صنعاء الإعتراف بها والتعامل معها".


ألح عليك المضيف عدة مرات أن تذكر له أسماء لقيادات جنوبية في الدخل تتواصل معها, بل وقام بسؤالك أسئلة مباشرة تستدعي إجابة بلا أو نعم, وألمح إلى عدم منطقية تحفظك طالما وهم يجاهرون بمطالبهم علناً. تستطيع ولك الحق أن تقول لهد بوضوح وبإختصار: " لن أذكر أسماء معينة, أنا متواصل مع الجميع دون تحفظ, وحتى وإن كانوا أسوداً في الميدان يعلنون عن مواقفهم بعلنية إلا أنني لن أسمح لنفسي أن أتسبب لهم بأي ضرر قد يأتيهم من نظام صنعاء بسبب تواصلي معهم أو تواصلهم معي".


بدأ لوهلة أنك لم تكن ملماً بأنباء لقاء قيادات جنوبية كبيرة مع القيادة المصرية, أو ربما هكذا شعرت أنا, لا بأس, أشياء كهذه قد تحدث في عالم السياسة, هناك على الدوام إجابات دبلوماسية تنجح في التعامل مع قضايا مماثلة. "لا أريد الحديث عن هذا الموضوع في الوقت الحالي, سندع الصورة تتضح أولاً ثم سنتحدث عن الموضوع". وتصلح لأشياء مختلفة أيضاً, كسؤال مضيفك, هل تقوم بإرسال أموال إلى الجنوبيين في الداخل "حسناً, لا أريد الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الحالي" ,, شكراً.


السيد البيض, ختام رسالتي إليك التي أتمنى من " عدن برس " نشرها والتي أتمنى أن يتسع صدرك لها, هو تأكيدي على أنك رجل صاحب قضية, لك وعليك أن تستغل كل فرصة للتعريف بها وحشد الدعم لها, وأن تقوم بالإستناد إلى خبرتك السياسية التي تمتد لعقود بتوجيه أي ظهور إعلامي من هذا النوع إلى ما تريد قوله أنت لا إلى ما يريدك المضيف أن تقوله أو إلى ما لا يريدك أن تقله. قالوا أن الإعلام يصنع السياسة, وأقول, الحمدلله أن الجنوبيين صنعوا بدمائهم (السياسة) وما بقي للإعلام ومن يظهرون فيه سوى أن يقومون بالتعريف بها.

فلنستمع للعطاس هذه المرة ( بقلم : ناصر قحطان ) – 2010 أثارت الزيارة الأخيرة ل ** فلنستمع للعطاس هذه المرة ( بقلم : ناصر قحطان )



– 2010
أثارت الزيارة الأخيرة للرئيسين الجنوبيين حيدرأبو بكر العطاس وعلي ناصرمحمد ورفقاؤهما لبريطانيا الكثير من الجدل بين الجنوبيين الساعين للإنعتاق من ورطة 1990 وحركت المياه الآسنة في مجرى القضية الجنوبية المشتعلة منذ أعوام. ومع تحريك المياه الآسنة حركت الزيارة العقول الآسنة كذلك التي ترفض الاعتراف بأخطائها السابقة وبأخطائها الحالية أيضاً. عقول تتعامل مع الجنوبيين من منطلق "لا أريكم إلا ما أرى". عقول تزايد على الجنوبيين بالسقف العالي في نفس الوقت التي تريد فيه أن تجني ثمار السقف المعتدل التي تحاربه وتخونه ليلاً نهاراً. عقول لم تكتفي من العنتريات التي دمرت الجنوب منذ 1967 وقبل ذلك أيضاً.

مثل حيدر العطاس منذ ستينيات القرن الماضي الصوت المعتدل في النظام الحاكم لجنوب اليمن مع اختلاف مسمياته إبتداءاً بالجبهة القومية وإنتهاءاً بالحزب الاشتراكي. فالعطاس القادم من أسرة محسوبة على النظام السياسي التقليدي السابق في حضرموت والذي تلقى تعليمه في مصر والمدني نشأة وتوجهاً كان صوت العقل والهدوء الخافت الذي لم يستمع إليه أحد وسط غبار العنتريات ودخان الأيدلوجيات التي غطت سماء المدنية التي تكونت في ذلك الوقت في الجنوب وفي عاصمته عدن خصوصاً. يذكر للعطاس الكثير من المحطات العقلانية في مسيرة الجنوب الحزينة لعل أهمها إيقاف إعدامات ما بعد 1986 وترتيب البيت الداخل بعدها.

تحدث العطاس في بريطانيا وصاحب حديثه تحركات سياسية نشطة, حاول خلالها لملمة الصفوف الكثيرة والمضطربة. تحركات حذرة لم تهتم كثيراً بحجز الصفوف الأولى في مهرجان المزايدات التي تدور حول القضية الجنوبية. كان للتحركات هدف واضح للجميع, لملمة الصفوف ليصبح لصوتها قوة وحضور في الجنوب والإقليم والعالم. العطاس لم يتوقف عن الحديث منذ 1994 وقبلها أصلا, لم يعتكف, لم ينسحب, لم يعمل مع العدو ضد شعبه على الإطلاق بل عمل على بناء جسور مع الجميع ومع الإقليم ومع العالم منذ بداية أزمة الجنوب التي كانت نتيجة عنتريات 1990 و1994 التي يقف رموزها اليوم ضده وضد تحركاته ورفقاؤه.

لنعترف, أن لا فكاك لنا بدون دعم الإقليم, ولنعترف أن حيدر العطاس هو الأكثر قبولاً في الإقليم. ولنبقى في كرسي الاعتراف قليلاً بعد لنعترف أن خصوم العطاس محروقين إقليمياً وإنهم يراهنون على العنتريات لأن ليس لديهم ما يخسروه وليس لديهم ما يقدموه أيضا. هم يعرفون ذلك جيداً, لذا فكل ما يقومون به ليس سوى حجز مواقع في الصف الأول في الشارع الجنوبي عن طريق المزايدات بالسقف العالي الذي يفتقدون أدوات الوصول إليه. ومع ذلك فقد كان العطاس عقلانياً حين سعى لعرض مشروعه السياسي المدعوم من الرئيس الجنوبي القوي علي ناصر محمد عليهم. مشروع يتناول كل مفرداتهم, لكن بعقلانية وبهدوء وبسعي نحو الإجماع.

ماذا سنكسب يا ترى لو خسرنا دعم دول الخليج والإقليم, ماذا سنكسب يا ترى لو ضغطنا على حيدر العطاس وعلي ناصر محمد حتى يصرحوا من داخل عواصم عربية نعول عليها بأنهم مع "الاستقلال" ضد "الاحتلال" وضد "المجرم" "السنحاني" "الزيدي" علي عبدا لله صالح. أعلم أن العطاس وعلي ناصر سيكسبون تصفيق أصحاب العنتريات وسيخسرون وسنخسر معهم خلال دقائق تعاطف إقليمي نسعى لتقويته ونحتاج إليه وسنحتاج إليه في الفترة القادمة. سألوا معارض كردي كبير مرة في لقاء على الهواء مباشرة, هل أنت مع استقلال كردستان أو مع بقائها في الكيان العراقي, نظر يميناً ويساراً, إلى تركياً وسوريا ربما وقال: أنا مع بقاؤه "الآن".
ومع ذلك, فالعطاس في لقاؤه في بريطانيا لم يتحدث عن إسقاط نظام صنعاء, لم يتحدث عن فيدرالية, لم يتحدث عن سقف منخفض, لم يتحدث إلا عن جمهورية اليمن "الجنوبية" الشعبية. تلك الوليدة المعاقة التي قتلها أصحاب العنتريات بطمس هويتها الجنوبية. تحدث عن استعادة دولة وكيان سياسي عمره أكثر من مائة عام, تحدث عن اعتذار النظام الذي حكم الجنوب عن أخطاؤه في حق الجنوب والجنوبيين, تحدث عن إقصاء التيارات الوطنية في عام 1967, تحدث عن تشكيل قيادة جماعية, تحدث عن كسب الإقليم الذي طالما خسرناه بسبب أصحاب العنتريات والأيدلوجيات اللذين لجئوا إليه بعدها, تحدث عن تمثيل متساوي للمحافظات "الست" ذلك التمثيل الذي يراه أصحاب العنتريات محرماً على محافظة بعينها, فهي ليست إلا مدينة بلا شعب.

*لم يشتم العطاس أحد ولم يخون أحد ولم يحاول فرض رأيه على أحد. طرح العطاس مبادرة سياسية عمل عليها طويلاً, طرحها للنقاش وأرسلها للكثير ممن يحسبون علينا كـ"رموز". طرحها كمشروع لا كفرمان يتم تسريبه من تحت ستارة مخملية ليصلنا عبر وسيط يبحث لنفسه هو أيضا عن مقعد في الصف الأول عن طريق بيانات السقف العالي فقط ولو على حسابنا وحساب آمالنا وعلى حساب الدماء التي تسيل على أرض الجنوب كل يوم. إخوة الجنوب, كفى, قد آن الأوان, استمعنا لكثيرين أضاعونا وأضاعوا تاريخنا ووطنا وهويتنا, كثيرين دمروا أرضنا وحرقوها وأحرقونا معها, فلنستمع للعطاس هذه المرة.
*



يكفي إقصاء لعدن والعدنيين ( بقلم : ناصر قحطان )

عدن – لندن " عدن برس " خاص : 5 – 9 – 2010
تردد في الفترة الأخيرة وعلى نطاق كبير بين ناشطين جنوبيين وقادة سياسيين أن من أهم أسباب فشل التواصل بين القيادات الجنوبية التاريخية للإتفاق على مبادرة موحدة للخروج بحلول للقضية الجنوبية يتم عرضها على الإقليم والعالم وقبلها على الداخل المتعطش لتوحيد القيادات, تردد أن من أهم الأسباب هو رفض قيادة تاريخية معينة وتيار يلتف حولها وجود أي تمثيل لعدن وللعدنين في هذه اللقاءات. فهذه القيادة مصرة على أن عدن أرض فتحها الثوار بعد 1967 لتصبح عاصمتهم ولا يجب أن يعترف بها كمكون مستقل كما أنهم يصرون على أن الهوية العدنية هوية غير موجودة ولا يجب الإعتراف بها.

ومنذ فترة ليست ببعيدة, أثارت إنتخابات حزب جنوبي في أوربا الكثير من الجدل حول نفس الموضوع بعد أن نجح تيار معين داخل الحزب في الإنتخابات فكان الرد الوحيد على هذا النجاح من التيار الآخر هو أن الناجحون في الإنتخابات ليسوا جنوبيين بل هم شماليين مستوطنين لعدن, دون الدخول في نزاهة الإنتخابات مثلاً أو في طريقة إجراءها, فهذه أشياء يبدو أنها لم تهمهم أصلأً. الطريق التقليدي الأسرع والأقصر هو نفي الآخر. يتكلم العدنيون كثيراً عن ممارست إقصائية تمارس ضدهم منذ 1967 وعادت لتنشط الآن من جديد, فهم ليسوا جنوبيين وأرضهم ليست إلا مدينة بلا شعب لشعب بلا مدينة.



قد نتفهم وجود مظاهر عنصرية مختفية هنا وهناك بين مكونات الشعوب, أشياء كهذه تحصل في أرقى الحضارات وفي أعتى الديمقراطيات, لكن الأمر يصبح مثير للقلق وللإستغراب عندما تصدر ممارسات كهذه من رئيس دولة سابق ومن محيطين به. القلق من العقلية التي أدرات الدولة الجنوبية ما بعد 1967 وعن ما هو قادم نحو عدن عند إستعادة الدولة الجنوبية. ليس للعدنيين ذنب في أنهم عاشوا في كيان مستقل إسمه "عدن" لفترة من الزمن كانت كافية –بمساعدة عوامل جغرافية وتاريخية وإقتصادية- لتأسيس هوية خاصة بهم كما هو الحال مع كل مناطق الجنوب التي عاشت في كيانات مستقلة لقرون.



ليس من المعقول ولا يجب أن يكون من المسموح أن تفشل لقاءات قمة جنوبية يعد لها لأشهر فقط بسبب وجود أشخاص محسوبين على عدن يرفضهم طرف ما في هذه اللقاءات, ليس من المعقول ولا من المقبول أن تنتظر قيادات تاريخية فرصة لقاء قيادة أخرى لأيام بل لأسابيع ليكون السبب المعلن المخفي هو وجود "عدانية" مع القيادات الساعية للقاء. أنكم فتحتم باب واسع أمام صنعاء للعب على وتر الأحقاد الجنوبية العتيقة. أنظروا للتركيبة السكانية للقيادات الحكومية في عدن الآن, سترون أنها تنتمي لمناطق جنوبية في أغلبها. يسثتنى منها عدن وأبناء عدن, في خطة ممنهجة لتسعير هذه الأحقاد بين أبناء الجنوب.



شكراً لمبادرة العطاس-ناصر الأخيرة فقد رأينا فيها إصرار على أن تتشكل أي قيادة جنوبية قادمة من ممثلين للمحافظات الست بالتساوي, وللتذكير فأن المحافظات الست هي المهرة وحضرموت وشبوة وأبين ولحج وعدن. رأينا في مبادرة العطاس-ناصر إعتراف بإقصاء الكثير من التيارات السياسية الوطنية بعد 1967, وهي تيارات نشأ معظمها في عدن وحظيت بدعم وتأييد أبناء عدن حينها. هذه قيادات ناضجة عرفت كيف أن الإقصاء وعدم الإعتراف بالآخر يؤدي إلى إضعاف الجبهة الداخلية ويسمح لدخول الأعداء من فتحات كبيرة بحجم الوطن, فتحات دخلوا منها سابقاً ويدخلون منها الآن وسيتمرون في الدخول منها في المستقبل.



لوجه الله, ومن أجل الجنوب ومن أجل أبناء الجنوب وأجيال الجنوب القادمة, توقفوا عن إقصاء عدن, توقفوا عن إنكار عدن, أعترفوا بها وبأبنائها (العدانية) الجنوبيين اللذين تنغرس جذورهم في ترابها وبحرها وجبالها. أعترفوا بتاريخ عدن العتيق الذي مسح من الكتب المدرسية في الدولة الجنوبية. وتذكروا أن عدن هي موروث الحضارة والمدنية في الجنوب الكبير. تذكروا أنها بقت مفتوحة أمام كل من التزم بناموس القانون والمدنية والتسامح وقبول الآخر. تذكروا أن العدانية لم يقتلوا أحد ولم يسحلوا أحد في شوارعها ولم يأمموا أملاك أحد. من أجل الجنوب, لا تجعلوا من عدن حصان طروادة ضد الجنوب وسعيه نحو إستعادة دولته وهويته.

لإيقاع بـ " العدني" مرة أخرى ( بقلم : ناصر قحطان )


صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 12 – 1 – 2010
المناضل الجنوبي "العدني" جمال عبداللطيف عُبادي سليل أسرة الثقافة أصحاب مكتبة الحاج عُبادي (دار الكتب العربية) العتيقة في سوق الطويل التاريخي في مدينة عدن حاضرة الجنوب المغدور بها وبأبنائها على مر العصور على أيدي الإخوة قبل الأعداء* أوقع به في مكيدة أخوية رائعة. وكأن التاريخ يعيد نفسه في رفض منح "العدني" صفة المواطنة الجنوبية الكاملة رغم كل كل ما قدمه ويقدمه للجنوب الوطن.


جمال عبداللطيف عُبادي الذي ساهم في تحريك عدن وأبنائها مع إخوتهم من باقي مناطق الجنوب مع فعاليات الحراك الجنوبي. جمال عبداللطيف عُبادي الذي ساهم في احتواء مناضلي ومواطني أبناء الجنوب من خارج محافظة عدن حين قدومهم إلى محافظة عدن. جمال عبداللطيف عبادي الذي زرته في بيته الصغير في سوق الطويل ورأيت كبار المناضلين "يقيمون" فيه حين نزولهم في عدن. جمال عبداللطيف عُبادي أوقع به.

جمال تواصل عدة مرات مع رئيس جنوبي سابق عندما كان في الهند مع عدد من المصابين الجنوبيين اللذين تولى جمال بمساعدة آخرين من أبناء عدن والجنوب جمع تبرعات لعلاجهم بل وسافر معهم إلى الهند لترتيب علاجهم وما يرتبط به من إقامة وزيارات للأطباء وعمليات. تواصل جمال مع الرئيس السابق أستمر حتى علم جمال بإضافة إسمه إلى قائمة شخصيات جنوبية تقرر القبض عليها وترحيلها إلى صنعاء لحظة القبض عليها.

قال الرئيس الجنوبي لجمال عبداللطيف عُبادي* لا ترجع إلى اليمن* الجنوب في حاجة إليك من الخارج* هناك العديد من الأنشطة التي نحتاج لك فيها. لا تقلق سنعمل على إخراجك إلى دولة أوروبية وسنتحمل كافة التكاليف منذ هذه اللحظة. إلا أن الرئيس الجنوبي عاد وأشترط تواصل جمال معه عبر شخصية جنوبية لجأت إلى دولة أوروبية بعد خروجها من اليمن. وأستبشر العدني خيراً لأنه على علاقة طيبة بتلك الشخصية الجنوبية.

إستبشار جمال "العدني" كان له سبب آخر* وهو أن تلك الشخصية الجنوبية من المفترض أنها قد عانت ما عانت من الملاحقة والإعتقال والتهديد بالقتل* فبالتالي سيكون أكثر تفهماً لوضع جمال عبداللطيف عُبادي. لاحقاً لم يؤدي التواصل مع الشخصية الجنوبية إلى أي خطوات عملية في قضية عُبادي* كما أن لجوءه إلى كسر "الفرمان" والقيام بالإتصال المباشر مع الرئيس الجنوبي لم يثمر* لأن الرئيس رفض الرد على إتصالات عُبادي.

أشعرت الشخصية الجنوبية عبادي بعدها أن بقاءه في الهند يصعب عملية إخراجه إلى أوروبا ويفضل سفره إلى مصر* فسافر عبادي إلى مصر. هناك* عاد التجاهل سيد الموقف حتى لجأ عبادي للتواصل مع صحفي وناشط جنوبي مقيم في بريطانيا للتواصل مع الرئيس الجنوبي* وكانت نتيجة هذا التواصل إرسال الرئيس الجنوبي لمبلغ لعبادي بشكل مؤقت مع إستمرار وعد إخراجه الوشيك إلى أوروبا ليعود التجاهل مرة أخرى.

في مصر* حاول عُبادي التواصل مع الرئيس الجنوبي ولكن دون جدوى. فشلت كل محاولات عُبادي وبدأ النفس المناطقي يطفو على السطح. كان عُبادي يشاهد المناضلين والجرحى من أبناء المناطق الجنوبية الأخرى يستلمون مبالغ تساعدهم على العلاج والإقامة لحين إنتهاء أزماتهم. وشاهد بعضهم يتلقون مبالغ كبيرة تتجاوز إحتياجاتهم من الرئيس الجنوبي. بينما بقي عُبادي وأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وإبنه يعانون لتوفير إيجار السكن.

أستمر عُبادي كعادته في التواصل مع المناضلين الجنوبيين ومع الجرحى والمصابين المتواجدين في مصر بل أنه تولى استقبال وترتيب علاج جريح جنوبي بطلب من وسيط الرئيس الجنوبي. بدأ بعدها الوسيط بتغيير لهجته مع عُبادي بل وأخبره بأن عليه تدبير أمر خروجه من مصر بطريقته الخاصة وأنه لن يتمكن من ترتيب دعوة السفر له أو من ترتيب بيان بنكي للحصول على التأشيرة. وأرسل له مبلغ من الرئيس الجنوبي.

بعدها علم عُبادي بسفر الجريح الجنوبي مع شخص آخر إلى أوروبا بمساعدة وسيط الرئيس الجنوبي دون إشعار عُبادي أو مساعدته على السفر معهم. يأس عُبادي من الرئيس ومن وسيطه بعد ما تأكد أن "عدنيته" هي التي تتسبب في حظر المساعدة له. فحاول الخروج من مصر بطريقته الخاصة وبمساعدة بعض الخيرين من أبناء عدن والجنوب. وكانت كل محاولة من المحاولات التي لم تنجح تفقده شيء من المال الذي كان في أمس الحاجة إليه.

بعدها بدأت أعين النظام اليمني بملاحقة عُبادي ومضايقته في مصر فخرج منها إلى دولة عربية وهناك علم أن الرئيس الجنوبي أرسل له مبلغ من المال لم يصله. حاول عُبادي الإستفسار عن المبلغ أو عن ترتيبات إخراجه كما وعده الرئيس الجنوبي فأبلغه الوسيط بعد عناء أن المبلغ قد أرسل له عبر وسيط آخر. تواصل عُبادي مع الوسيط الآخر فأبلغه بعدم إستلام أي مبلغ. فعاد عُبادي إلى وسيط الرئيس الذي تهرب من الرد عليه.

اليوم* عبادي مطلوب في الداخل. ملاحق في الخارج. كل ذنبه أن قيادات معينة ما زالت تعيش في أفكار ما بعد 67 وما زالت ترى العدني ناقص الجنوبية* ما زالت ترى في العدني أرض عدن فقط دون إعتبار ما عليها من رجال ومن تاريخ . العيب كل العيب لمن وعد عُبادي وأخلف وعده* العار كل العار لمن أستثمر قضية عُبادي لجيبه الخاص. أرجو أن يتدارك المعنيين الأمر قبل أن نخوض في أسماء وتفاصيل لا نود الخوض فيها.

http://dhal3.biz/vb/showthread.php?p=230942
__________________



استعادة دولة الجنوب
ali algahafee غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس