عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-01, 03:50 AM   #2
عابد الله
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-21
المشاركات: 47
افتراضي

ولا يسوغُ النَّظرُ إلى هذه المسألةِ بمعزلٍ عن سياقِها الذي حصلت فيه، فإنَّ النصارى قد تجبَّروا وطغوا، والطاغوت المصري اليومَ يصارعُ للبقاءِ، وبلادُ مصرَ تغلي من أشياءَ كثيرةٍ، والكلُّ يعملُ ويهيِّء نفسَه سياسيًّا وعسكريًّا إلا أهل الإسلام وأهل السنة خاصةً، فإنَّهم ما زالت أكثر جهودهم في جوانب دعوية معينة، وفي محاولةِ مداراةِ الطاغوتِ -ومداهنتِه في أحيانٍ - وليست لهم جهود مؤثرة في أهمِّ قضايا المسلمين داخل مصر وخارجها، إلا ما ظهر مؤخرًا من (بعضِ) رموزِ الدعوةِ من توجهاتٍ طيبةٍ في جملتِها، ولعل هذا بسببِ تنبُّههم إلى آثارِ تلك المسالكِ القاصرة، وإدراكهم لبوادرِ انحرافِ بعضِ المنتسبين إلى الدعوةِ.


فمن الواجبِ على أهلِ الإسلامِ أن تكونَ نظرتُهم للموقفِ شموليةً، وأن يقارنوا بين المطلوباتِ والممكناتِ، ويوازنوا بين مصالح الأفعالِ ومفاسدِها، بالنَّظرِ الشرعيِّ الشاملِ لا بالنظرةِ الدنيويةِ القاصرةِ، وبالعملِ المدروسِ لا بردودِ الأفعالِ العاطفيةِ.


فمِمَّا يُقتَرحُ القيامُ به للتصدِّي للنصارى:
أولاً: نشرُ الولاءِ والبراءِ بين أبناءِ الدعوةِ وعامَّةِ المسلمين، وفضحُ دعاةِ السوءِ المبتدعةِ - أفرادًا وجماعاتٍ- من الذين ينادون بالوحدةِ الوطنيةِ، وينكرون العداءَ بين المسلمين والكفَّار، وبيان منزلةِ الولاءِ والبراءِ من الدين، وأنَّه من قطعياتِه التي أجمعت عليها الأمة، وأنَّه عقيدةٌ في القلبِ وعملٌ بالجوارحِ، وذلك بالأدلةِ النقليةِ والعقليةِ والنقولِ عن أئمة الإسلامِ.


ثانيًا: بيانُ عداءِ النصارى للمسلمين، وذلك بالأدلةِ الشرعيةِ، وببيانِ عداءِ نصارى مصرَ خاصةً للمسلمين فيها، وذلك بفضحِ تاريخِهم، ومخططاتِهم، وبيانِ مواقفِهم وتصريحاتِهم وأعمالِهم، ومن ذلك: ما صدر منهم من استهزاء بالدين وشعائره، وما يفعلونه من جرائمَ بالمسلمين مِن أبنائهم.
وهذا الأمرُ تابعٌ للأمر الأول وخادمٌ له، وبه تعود معاداة الكفار جذعةً وصافيةً في قلوبِ المسلمين وأعمالِهم، ويخرجُ ما شابها من بِدَع المحدثين من المنتسبين إلى الإسلام.



ثالثًا: فضحُ جرائم هذا النظام الطاغوتيِّ ومدى عدائه للإسلام، ومَن يقفُ في صفِّه من علماءِ السُّوءِ، كعلي جمعة وطنطاوي. وهذا مجالٌ واسع جدًّا لا يُحصَر بكلماتٍ يسيرةٍ.

رابعًا: الدعوةُ إلى مقاطعةِ النصارى مقاطعةً اقتصاديةً شاملةً؛ لإضعافِهم اقتصاديًّا، ولإضعافِ دعمِهم للكنيسةِ، ولزعزعةِ صفوفِهم بأن يتبرأ مِنها تجَّارُهم ومَن تضرَّر مِنهم بذلك.

وقد بدأ بعضُ الإخوة في الشبكةِ بلبناتِ هذا المشروع، وهو جهد منهم طيب، وأسأل الله أن يوفقهم فيه.

خامسًا: القيامُ بمظاهراتٍ تضغطُ على الحكومةِ وتطالِبُ بفكاكِ أخواتنا المسلماتِ، وبكفِّ يدِ النصارى، ولا يكن النصارى أغير منا على دينِهم! فإنَّ هذه المظاهراتِ ستكون إسلاميةً محضةً، ولن يركبَها أحزابُ العلمنةِ ليقطفوا ثمارَها كما يفعلون في سائرِ المظاهراتِ.


سادسًا: التصعيدُ الإعلاميُّ للقضيةِ، وتبنِّي بعض المشايخ والدعاةِ والإعلاميين المسلمين لها، وإقامةُ الحمَلاتِ الإعلاميةِ المتنوعةِ، على الشبكةِ، وفي الصحف، وفي كلِّ ما من شأنه نشرُ هذه المسألةِ.
وإيصالُ هذه المسألةِ إلى كلِّ مَن بإمكانِه التدخُّلُ فيها لفكِّ أسرِ أخواتِنا من المنظمات الإسلاميةِ والإنسانيةِ، من بابِ الاستجارةِ -ونشكو إلى الله ضعفَ الحيلةِ-.



سابعًا: الاهتمامُ في ذلك كلِّه بعامَّةِ المسلمين، فإنَّ فيهم نخوةً وغيرةً لم تفسدِها المناهجُ الباطلةُ، ولم تقيِّدها الاعتباراتُ الواهيةُ، وفيهم قوةُ ضغطٍ ليس لأحدٍ قبلٌ بها لو استُغِلَّت ووُجِّهت (وحُرِّضَتْ) ، ويصعبُ على الحكومةِ ضربُ تحرُّكاتِهم أو الحدُّ مِنها خلافًا لتحرُّكاتِ أبناءِ الجماعاتِ الإسلاميةِ.



ثامنًأ: مخاطبةُ مشايخِ الدعوةِ السلفيةِ، و(مشايخ) الإخوانِ، وغيرهم، وإطلاعهم على الأمر، ومناقشتهم فيه، فإنَّ دعوةَ المتبوعِ ليست كدعوةِ آحادِ الناسِ.
والتركيز على السلفيين خاصةً في وجوبِ الاهتمامِ بقضايا المسلمين بما يؤثِّرُ فيها، وفي ضرورةِ الاهتمامِ بإقامةِ أعمالٍ منظَّمةٍ موحَّدةٍ تجمعُ جمهورَ السلفيين، ويكون لها دورُها السياسيُّ، وثقلُها، لاستثمارِ مئاتِ الآلافِ مِن أبناءِ الدعوةِ، ولتوحيدِ جهودِهم وتفعيلِها، ولمقارعةِ أبناءِ التياراتِ الأخرى في الساحةِ، بل هم أولى، لأنَّ دعوتَهم أقربُ إلى الناسِ مِن غيرِهم؛ فإنَّ لهم قاعدةً شعبيةً عريضةً تفوق ما لغيرِهم من العلمانيين بمختلفِ طوائفهم. وهذا من (الاشتغال الواجب بالسياسةِ) ! وقد ظهرت بوادرُ توجُّهاتٍ طيبةٍ عند بعضِِ المشايخِ، فالواجبُ تشجيعُهم، ودعمُهم، وإعانتُهم على ذلك ومؤازرتُهم فيه بالرأيِ وغيرِه.



تاسعًا: تنظيمُ العملِ في هذا، بإقامةِ المجموعاتِ الصغيرةِ المتخصصةِ، فمجموعةٌ تعدُّ قوائم المقاطعةِ، ومجموعةٌ تعدُّ مطوياتٍ في الولاءِ والبراءِ، ومجموعةٌ تنشرُ كتيباتٍ ومطوياتٍ مختصرةٍ تبيِّنُ جرائم النصارى ومخططاتِهم في مصر، ومجموعةٌ تهتمُّ بالأفلامِ والتصميماتِ، ومجموعاتٌ تهتمُّ بالنشرِ في الشبكةِ، وبين العامةِ، وهكذا. ولا يحقرنَّ أحدٌ من المعروفِ شيئًا.



عاشرًا: إذا وقعَ الخلافُ في حكمِ عصمةِ النَّصارى في مصرَ، وإذا وقعَ الخلافُ في تقديرِ مصالحِ قتالِهم بحربٍ شاملةٍ ومفاسدِ ذلك، فإنَّه لا يجوز الخلافُ في إباحةِ دماءِ رؤوسِ الفتنةِ منهم، ونشَرةِ الكفرِ الساعينَ في تنصيرِ المسلمين، ومجرميهم الذين يقيمون المسرحياتِ في الاستهزاءِ بالدين، وطواغيتِهم الذين يفتنون أخواتنا وإخواننا بإكراههم على الارتدادِ عن الدين ، ومَن يَدعمُ هؤلاءِ بمالِه أو قلمِه أو تحريضِه، فإنَّ كلَّ مَن له يدٌ في ذلك إمامٌ في الكفرِ، ومؤذٍ لله ورسولِه وللمسلمين، وقتلُه حتمٌ واجب في الأصلِ.



ودفعُ شرِّ هؤلاء بقتلِهم -وإن ترتَّبَ عليه مفاسدُ- فيه مصالحُ عظيمةٌ، ففيه كفٌّ لكفرِهم وشرِّهم عن المسلمين، وفيه تقويةٌ لقلوبِ المسلمين وإشعارُهم بمعنى العزةِ، وفيه شفاءٌ لصدورِ المؤمنين، وفيه إرهابٌ لمَن يريدُ أن يعملَ بعملِهم من النصارى، وفيه حمايةٌ لجانبِ مَن يريدُ الإسلامَ من النصارى، وفيه غير ذلك كثير من المصالحِ الدينية والدنيوية.



فعلى شبابِ المسلمين أن ينتدبَ مِنهم شبابٌ باعوا الدنيا واشتروا ما عند الله تعالى، ويستجيبوا لقولِه تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ، أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ، وقولِه: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ، الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) .



ويقتدوا بمحمد بن مسلمةَ رضي الله عنه، ويفوزوا بالأجرِ العظيمِ كما فاز محمد بن مسلمة، ففي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسولَه؟) فقال ابن مسلمة: يا رسول الله، أتحبُّ أن أقتلَه؟ قال: (نعم) ، فذهب إليه؛ فقتلَه، وكفَّ عن المسلمين شرَّه .



وعلى أهلِ العلمِ إن فاتَهم أجرُ ذلك أن لا يفوتَهم أجرُ التحريضِ عليه، ولو سِرًّا أو بإشارةٍ غيرِ مباشرةٍ مما يجوزُ مِن خائنةِ الأعينِ، كما عند الحاكم وأبي داوود بسند صحيح في قصةِ مجيء عبد الله بن سعد ابن أبي سرح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال لأصحابِه: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟) فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: (إنه لا ينبغي لنبي له خائنة الأعين)، فإنَّ تحريم هذا من خصائص النبوةِ، وهو جائزٌ إن كان إشارةً بأمر جائزٍ، خصوصًا مع وجودِ المفسدةِ فيه التصريحِ به.



فرحم الله امرأً باعَ الدنيا واشترى الآخرةَ، واستعانَ على قضاء أمرِه بالكتمان، وأحسنَ انتقاءَ هدفَه من كبارِ رؤوسِ القومِ وأعظمِ مجرميهم، بقدرِ ما يدفعُ الأذى، وبلا توسُّعٍ في ذلك لم يأتِ بعدُ وقتُه.



اللهم إننا نحسن الظَّنَّ بك أن لا تعدمَ أمُّتنا شبابًا غيورًا على دينِه ودين أخواتِه وأعراضِهنَّ.



ومما يتعين على المسلمين التوبة إلى الله، والتضرع إليه بنجاةِ المستضعفين من المسلمين مع العملِ بأسبابِ ذلك، ففي البخاريِّ من حديث أبي هريرةَ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أنج عياش بن أبى ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف) .



فأنجِ اللهم أختنا عبير وسائر أخواتنا وإخواننا من سجون النصارى المعتدين، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على طواغيت مصر، اللهم اشدد وطأتك على شنودة، وعلى مبارك، وعلى حبيب العادلي، وعلى أحمد ضياء الدين، اللهم اشدد وطأتك على أحمد ضياء الدين، اللهم اشدد وطأتك على أحمد ضياء الدين، وعلى سائر من تسلَّط على المسلمين وأسلم أخواتنا إلى أهل الكفر وفتنهن في دينِهن. اللهم آمين.




وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه عجالةً "عبدُ العزيز بن شاكر الرافعي"









يوتيوب




اهـ

عابد الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس