اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو سهيل
لولا الثورة المسلحة لما كانت حقيقة الجنوب كما نراها اليوم
هذه العبارة تكفي دليلا على مغالطات ياسين عبدووو نعمان أو لنقل ربما تكفي على أنه يرى الأمور على غير مايراها شعب الجنوب
انا ما كنت يوم حزبيا ولن اكون والمقالة التي قالها ياسين ولا الثورة المسلحة لما كانت حقيقة الجنوب كما نراها اليوم هي ليس كما فهمها البعض لان القصد الحقيقي والفلسفي منها هو انه لولا ثورة اكتوبر المجيده التي انتجت دولة جمهورية اليمن الجنوبي والتي اهتمت ببناء الانسان الجنوبي والذي كان عصارة جهد هذه الدولة ما كان اليوم قد خرج الشارع تحت راية الحراك السلمي ليقول لا لطمس هويتي ونعم لا ستعادة دولتي لان الفكر الذي اوصل الانسان الجنوبي للقيام بثورته السلمية ماهو الا جزء من البناء الحقيقي الذي ارسته ثورة اكتوبر المجيدة لشخصية الانسان الجنوبي الذي هو اليوم حامل شعلة الحرية بطريقة عصرية تكاملاً وامتداداً للثورة الأولى التي ضحي ابائنا واهلنا للقيام بها من اجلنا لنكون رجال حقيقين نعرف متى نرفض سحقنا وذلنا والله ولي التوفيق والهداية
|
أخي الكريم أسمح لي أن أختلف معك تماما فيما تقوله
فكلامك من وجهة نظري غير سليم مضمونا وإن كان هناك فيه شيء وحيد سليم شكلا
فنعم لولا ماجرى بعد ثورة أكتوبر من ماسي لما وصلنا إلى مانحن عليه اليوم ولن أطيل هنا لأذكرك بتفرقة صف الجنوبيين وتقسيمهم مناطقيا والحروب الأهلية ولا بالخلافات البنيوية التي عصفت بنا كشعب وكيان سياسي ولا بتزوير تاريخنا وهويتنا
ولن أضيف جديدا بتذكيرك بإفقار شعب الجنوب ونزع ملكيته لكل مافي وطنه حتى حين حانت لحظة إحتلال الجنوب لم يدافع عنه الأغلبية لأنهم لايمتلكون فيه مصلحة وملك يستقتلون لأجله في حين أن غيرهم ولأجل مصالحهم في الجنوب تقاطروا يقاتلوننا
أما بناء الإنسان الجنوبي فلا داعي لأقول ما لا أريد أن أقوله حاليا فيعد هذه الثورة للاسف وبسبب ماحصل شاهد إختفاء النخبة الجنوبية الفاعلة التي كانت لها قيمة في كل أصقاع الأرض والتي كانت حاملة الفكر والقلم قبل أن يخرج غيرهم من تحت أبقارهم ليتجهوا للجنوب كمفكرين لايحملون فكرا وعد فقط للخمسينات والستينات وحتى ماقبلها بعشرات أو مئات السنين ونخبها في كل المجالات أدبية وفكرية وعلمية وتجارية وحتى فنية .. الخ وقارنها بنخب الثورة المزعومين لتعلم الفرق بين الثرى والثريا ولتعلم أي إنسان بنته مرحلة مابعد الثورة
ولن أضيف جديدا إن قلت لك أن ما وصلنا له وصلنا له بعد 20 عام من ماسميت الوحلة وبعد 13 عام من الإحتلال بالتالي بعد فترة على التخلص من أدران وأمراض مابعد الثورة من الجسد الجنوبي
وسأخذ من ردك رد عليك فهذا الشعب العظيم الذي أستطاع أن يقيم ثورة ضد الإنجليز حينها وهو في كيانات سياسية متفرقة كدليل عظمة له ولإرادته ودليل أن بذور القوة تكمن فيه و من داخله ولم تأتيه من فكر أو وهم هذا الشعب العظيم ولولا ماحصل بعد أكتوبر لما أستطاع أحدا في الكون أن يأخذ شبرا من أرضه
وإن كان من دلالة لثورة أكتوبر فهي عظمة الجنوب وشعب الجنوب
وإن كان من دلاللة لمابعد أكتوبر فهي أنه بعده رغم توحدنا في كيان سياسي واحد كنا متفرقين ولم نكن قادرين على حماية أرضنا وأنشغلنا بقتال بعضنا البعض
فتخيل هذه الخامة الجنوبية المتوحدة حتى قبل أن تتوحد في كيان سياسي كيف أحالها مابعد أكتوبر إلى طوائف متقاتلة
تخيل هذا الشعب العظيم كيف أضحى كحصيلة لمنجزات الثورة
وإن كان من إبن شرعي لمابعد أكتوبر كمنجز فهو ضياع الجنوب
أما الثورة الثانية والحراك السلمي فهي إبنة الشعب الحقيقي الشعب الذي صنع أكتوبر بكل مكونات الذي أستعاد ذاكرته وأزاح عنه مصائب ونكسات مابعد أكتوبر
ولايمكن أن تعتبر أن بعد 20 عام مايحصل هو نتاج أكتوبر بل على العكس نتاج أكتوبر هو ماتلاه مباشرة
أما مايحصل اليوم فهو دليل صحة وعافية الجسد الجنوبي الذي صنع أكتوبر والذي أستعاد عافيته بعد تخلصه من المرض الذي أصابه
هذا الجسد المتعافي وأصحاب الأرض الحقيقيين ومكوناتها الطبيعية هم كانوا عبر العصور حامينها من غزوات مغول العصر وحين تم تغييبهم وزرع الفرقة بينهم وإستبدال الوطن والهوية بالأوهام سقط الجنوب
هؤلاء كجنوبيين من مختلف الإتجاهات هم من أعادوا الجنوب من المستعمر الأول قبل أكتوبر وبأكتوبر وقبل ماتسمونها منجزات أكتوبر وهؤلاء ومن كل الإتجاهات هم من سيعيدون الجنوب من المستعمر الثاني بعون الله
أما منجزات أكتوبر فربما كانت هناك منجزات فعلية لكنها للاسف تأكلت من اليوم الأول للثورة ولم يقم الحزب إلا وكانت ثورتنا قد أستبدلت بثورتهم أو بثورهم ولم يقم الحزب إلا وشعب الجنوب مشتت وخيرة أبناءه أما قتلى أو مشردين أو معتقلين أو مهمشين لا رأي لهم في حين يحكمهم الغريب الجاهل
أما اليوم فلم يبقى منها شيء غير التغني بها بل أن بعض مايعد منجزات أصبح بفعل الوقائع اليوم مصائبا يتمنى حتى محققوها لو أنها لم تتحقق
الحراك اليوم منجز لأصالة شعب الجنوب ودليل على قوته لا دليل على منجزات مابعد أكتوبر وخصوصا مابعد الإشتراكي اليمني
وأخيرا أخي إن كنا صامتين ولانريد فتح ملفات الماضي فذاك لأننا نعتبره ماضي فيه الخير وفيه الشر وفيه الجيد وفيه السيء وهذه المرحلة ليست مرحلة مناسبة للمراجعات التاريخية
لكن إن اراد البعض إستغلالها للكذب والدجل ولتحويل صمتنا إلى مكاسب له لم تكن من صناعة يده بل وعبرها يريد الإساءة لنا وإفساد حاضرنا ومستقبلنا وعبرها يريد تنفيذ مخططات أسياده بإعادة تفريقنا من جديد خلف أيديولجيات وهمية عفى عليها الزمن ولايستطيع تطبيقها في امكان وجود مقره الرئيسي ولا مع حلفاءه إن أراد ذلك أو غيره فلن نسكت قط فنحن هنا لانكون نتحدث عن الماضي بل عن الحاضر والمستقبل والذي لن نسمح لهم بتضييعه كما ضيعوا ماضينا العظيم
تحياتي