[السّلامي]

بعد أن عجزت سلطات الاحتلال في أقناع العالم بصلة الحراك بالقاعدة أو بما يثبت خروج الحراك عن نضاله السلمي المكفول شرعا في القوانين المحلية والدولية والإنسانية ، نجدهم هذه المرة قد وجدوا في خليجي 20 مناسبة لفبركة ما يحلو لهم من اتهامات في إطار حربهم المعلنة على أبناء الجنوب وحراكهم السلمي مستهدفين بذلك تشويه صورة الحراك السلمية والمقبولة دوليا وفي الشارع الجنوبي عبر اتهامه باللجوء للعنف بدءا من السيناريو الحالي الذي بدأت فصوله بتفجير نادي الوحدة.

ولكن المتتبع لسياسة سلطات الاحتلال البوليسية مع معارضيها أو أعدائها سيستنتج أن تفجيرات نادي الوحدة ليست إلى حلقة في سلسلة من حلقات العنف والقتل الذي تقوم به أجهزة الدولية الأمنية لخدمة أغراض سياسية لتصفية معارضي نظامهم.

ما تشير له الدلائل والسرعة في المحاكمة وسرعة تحديد المتهمين يؤكد بأن الأمن القومي وقيران هم من قام بتفجير نادي الوحدة.؟؟؟؟ قد يبدو ذلك غير منطقي !!!..فكيف بالجهات التي مطلوب منها أن تحفظ أمن خليجي 20 أن تقوم هي بنفسها بتنفيذ عمليات مستبقه تستهدف منشأته... هذا بحد ذاته سيعطي دليل على عدم كفاءة تلك الأجهزة عن تأمين سلامة عقد خليجي 20 في عدن؟ كما يبدو من حماسهم الإعلامي لاستضافته؟؟؟

والحقيقة التي يتطلب عدم إغفالها في تفسير ما يجري في اليمن في الظرف والوضع السياسي الحالي هي: أن سلطات الاحتلال لا يهمها عقد خليجي 20 في عدن ...فنجاح خليجي 20 من عدمه لن يعفي دولة الاحتلال من مواصلة حربها على القاعدة والتي أبدت عجزها في تحقيق أي تقدم يذكر.
من ناحية أخرى ليس من صالح الدول المعنية بمحاربة القاعدة أن تجد سلطات الاحتلال ذريعة لتوجيه المعركة إلى أعداء آخرون بديلا عن القاعدة.

وحتى لو افترضنا أن خليجي 20 سينعقد في عدن...فماذا سيحصل ؟ ستكون الأنظار ووكالات الأعلام جميعها في عدن وسيظهر مدى قوة الحراك الذي لن يتخلى عن التمسك بقضيته الجنوبية حتى داخل الملعب... ستتعالى الهتافات من جماهير المشجعين ..بالروح بالدم نفديك ياجنوب! ماذا سيفعلون هل سيطلقون الرصاص على المشجعين ؟ قد يفكروا بعدم السماح للجنوبيين ولأبناء عدن بدخول الملعب، وهنا ستظهر قضية الجنوب..فقضية الجنوب لا يمكن حجبها في مهرجان بهذا المستوى وحتى لو بقوا الناس في بيوتهم فذلك سيتطلب عشرات الآلاف من العسكر لإرغام الناس للبقاء في بيوتها والالتزام "لحضر التجول" كل تلك الاحتمالات ستظهر مدى البشاعة التي تتعامل بها سلطات الاحتلال مع عدن وأبنائها.


لذلك فأنني أعتقد أن سلطات الاحتلال لا ترغب في استضافة خليجي 20 لأنه سيكشف عورتها...ما نشاهده من تحضير لا يتعدى الهبر للفلوس المخصصة للاستضافة ...حيث لا يستطع أحد مجاراتهم في الهبر وتكسير الشوارع وبناء البرادورات في شوارع ملئيه بالبلاليع.


سيناريو تفجير نادي الوحدة أعد من قبل سلطات الاحتلال ويستهدف توجيه التهمة للحراك. وكان قيران يخطط بعد اعتقاله للطلاب المتهمين من أبناء الضالع أن يقوم بدك العمارة التي يسكنون فيها كما تفعله إسرائيل وذلك لخلق حالة من أجواء الإرهاب ومن ثم أرغام الطلاب على الاعتراف أنهم مذنبين . لكنه تراجع عندما وجد استياء من وجهاء الضالع المقربين من سلطات الاحتلال ومطالبتهم له بمحاكمتهم مدنيا إذا كان لديه ما يثبت التهمة.

المخطط المفبرك من سلطات الاحتلال يشتمل على مكالمة سيفجرونها كقنبلة في المحاكمة تقول بأن فارس أستلمها من شلال علي شائع يطلب من فارس تنفيذ التفجير!!!!! مثل هذه الفبركات تتطلب محاكمة سرية وبسرعة ولذلك لم يتحملوا حضور ممثل الجزيرة....لأن السيناريو المرسوم للمحاكمة كله مبني على التكتم بما فيها صدور حكم الإعدام وتنفيذه بالمتهمين في موقع التفجير ليكونوا عبرة لمن أعتبر.

السيناريو الأمني يعتقد بأن التضحية بفارس وكم واحد من أبناء الضالع سيكون له أثره في خلق هيبة أمنية في عدن تقيهم عن إحضار 30000 جندي والتي بكل تأكيد ستظهر للعالم بأن عدن تحت احتلال لم تشهده منذ نشأتها ونشأة جبل شمسان على ترابها.

المخطط الأمني يشتمل اعتقالات واسعة لكل عناصر الحراك في عدن بتهمة ضلوعهم في مخططات شائع التدميرية وكذا منع المحافظات المجاورة لعدن من دخول عدن أثناء الخليجي .

يمكنهم في المحكمة عرض صوت شائع فلديهم خبراء في تقليد أصوات الناس. ويمكنهم أن يثبتوا أن المكالمة جاءت من الرقم ذاته الذي يمتلكه شائع فشركات الاتصال بيدهم ويستخدمونها كسلاح متى ما شاءوا. ما لا يمكنهم تحقيقه هو انتزاع اعتراف من المعتقلين إلا عبر التعذيب وحتى الموت أن لم يحصلوا على الاعتراف كما فعلوه بالدرويش عندما طلبوا منه الاعتراف باشتراكه في عملية الأمن السياسي التي قاموا بها هم وعندما لم يعترف عذبوه حتى فارق الحياة.

عقليات سلطات الاحتلال ...هي....هي، ومكائدهم.... هي....هي... "صم بكم عمي فهم لا يفقهون" ولن يجنون من عقلياتهم تلك سوى الفشل تلو الفشل وسيكون مصيرهم المحتوم قريبا إلى مزبلة التاريخ.

تحية للأبطال القابعون خلف الزنازين ونطلب من أسرهم ومن قيادة الحراك أن تطالب المنظمات الدولية ودول الخليج المعنية بخليجي 20 أن ترسل محاميين للاضطلاع على ملف المحاكمة حتى لا يقتل أبناء عدن تحت حجة تأمين أمن وحماية الفرق الخليجية.