عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-21, 10:10 AM   #9
طائر الاشجان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 695
افتراضي

في معظم الدراسات التحليلية والنقدية ، لا نجد اختزالاً للرأي مثلما وجدناه عند أخينا ( الجني ) فهو بمجرد قراءة النصين ، طفق إلى القول بأن النص الأول أجاد برغم قصَره ، والثاني أطال فكان ذلك سبباً في إخفاق يراه بعينيه ولا نراه نحن ، وحتماً وقف الناقد هنا في زاوية محابية لا شعورية كما يحدث لكثيرين ممن يتعشمون نقد النصوص الأدبية ، وفي داخلهم ميلٌ إلى داحس دون الغبراء .

أنا ، وفي هذه العجالة ، لست بصدد الإستشهاد بمكامن القوة والضعف في النصين للتدليل على أفضلهما ، لـأن ذلك يتطلب استعراضاً للصورة ، وتبيان جمالياتها ، وتلمس رتوشها بدقة متناهية ، ربما احتجنا إليه متى كبر عناد الجن فأبوا إلا استراق السمع في بوتقة الشهب . ولكنني وجدت فيما قرأت بداية انغلقت على فكرة حلزونية ، ولم تخرج عنها ، وتمثلت في التحذير من الإقتراب ، وفيها إيماءة خجولة إلى عظمة الوحدة ، واعتراف صريح بفشل الفارس الذي يعتلي صهوة ذلك الجواد ، وانتهت الفكرة بدعوة إلى العمل الجماعي لعلاج الواقع المعتل .

وجاء الرد يسبقه دفقة من الحماس لم يستطع الشاعر كبح جماحه وهو يعلن عنها في مطلع غارته الصاخبة ، وكأن إيمانه بعدالة قضيته يطغى على ما سواه ، ويمنحه جيوش التصدي ، والإكتساح دون وجل ، واستمر هذا الوجدان الملتهب طوال تجربته الشعرية ، ولم ينتهِ إلى ذات النهاية المسالمة التي استقر عندها مناظره ، بل امتشق سبفه معلناً الخروج عن طاعةٍ تقوم على الهون والإذلال ، وتجلى ذلك في قوله: ( باسمي أنا والجنوب الحر متجاوب .. طلقت صنعاء وقائدها مع شعبه ) وهو بذلك يقرر حقيقة يعرفها كل جنوبي ، ومفادها أن الجنوب وأبنائه لا يقبلون بوحدة لم تحقق الحد الأدنى من الأهداف التي مثلت حلمهم ذات يوم .

ولما تقدم أجد من الإنصاف أن يأخذ رد الشاعر ( حلاب الحديد ) ما يستحقه من الإشادة ، وبكونه حقق رقماً قياسياً بكل المعايير ، ولأنه فعلاً كذلك بعيداً عن المغالاة ..

تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ

التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2010-10-21 الساعة 10:42 AM
طائر الاشجان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس