يأتي نوفمبر هذا العام في ضل أوضاع جنوبية مختلفة ، بعد أشهر من النضال السلمي الجنوبي المتصاعد الذي شهدته أرضنا المباركة ـ النضال الذي أشعل فتيله وهج مشاعر وخصال رجال أصلاء بأصالة هذا الوطن العظيم كانت إنطلاقتهم الاولى لإشعاله من قاعة جمعية ردفان الخيرية بتاريخ 13 يناير 2005م حين تجسدت بذلك اللقاء عظَمت الوفاء الجنوبي والتآخي الجنوبي والحرص الكبير على مصلحة الجنوب ومستقبل أبناءه بعد إن تحول إلى أرض مستباحه لأقبح وأرعن نظام متخلف بالجزيرة العربية ، ذلك الحرص واللقاء مهد المسارات جميعها لعمل وطني شامل تلاحق بعطاء وسخاء دائمين لأجل الكرامة ولارض والعرض ، وفتح الأفق رحباً أمام لقاءات الجنوبيين ببعضهم فتواصلت فعاليات التصالح والتسامح لتشمل كل مناطق ومحافضات الجنوب أكد خلالها الشرفاء على نبذ الخلافات وطوي صفحات الماضي وتمسكهم بحقوقهم المشروعة في أرضهم والنضال المستمر لأجل إنتزاعها ، واليوم وبعد إن شهدت ساحات الجنوب الكثير من التضاهرات والفعاليات المختلفة ووصول الصحوة الجنوبية درجة الذروة فأن معطيات هذا الحراك وأفرازاته النوعية المتجسدة بتضحيات دماء وأرواح الابطال من أبناء شعبنا والتي سقطت في ساحات الواجب والوفاء في مناطق مختلفة على تراب الوطن الغالي قد غيرت الواقع المعاش رأساً على عقب ولخبطت أوراق حسابات الفيد التي ضل نظام صنعاء يلعب بها بل وأحدثت تطورات شاملة على مختلف مناحي الحياة مما حرك الكثير من الطاقات والإمكانات والمشاعر والجهود الجنوبية المتواضعة لمواصلة النضال الدؤوب حتى تتحقق كامل أهدافنا في الحرية والإستقلال على أرضنا ـ كل ذلك جسد لحمة الصف الجنوبي وقوته وأصالته ومناعته وأثبت للعيان هشاشة الغزاه وضعفهم وجبنهم مما جعل لهذه الذكرى الغالية " الذكرى ألـ 40 لإستقلال الجنوب " هذا العام زخم مميز على غير العادة أضاف لهذا النضال السلمي الراقي بصمات مقرونة بكل معاني الوفاء والكبرياء التي تجسدت قولاً وعملاً بشعبنا الجنوبي العظيم بإمتداد كل مراحل وحقب التاريخ المنصرمة والتي كان لشعبنا الجنوبي العريق فيها الكثير من الإنجازات والإنتصارات ..
غداً سيتحرك عشرات الألآف من أبناء الجنوب محتشدين صوب ساحة الحرية في خورمكسر للإحتفال بهذه الذكرى العظيمة وفاء لقوافل شهداء الثورة الإكتوبرية ومواصلة للنضال السلمي الجنوبي لأجل إستعادة الحقوق كاملة والتي صادرها وأغتصبها المستعمر الجديد منذ 7 يوليو 94م ، وتأكيد
لعظمة وكبرياء هذا الشعب العربي العريق التواق دائماً وأبدا للإنعتاق والحرية ..
رعد الشعيبي
عدن