عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-19, 09:07 PM   #1
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي ما حقيقة إغراق الجنوب بالجنود.. هل هو خليجي 20 أم انتخابات إبريل أم أشياء أخرى ؟

ما حقيقة إغراق الجنوب بالجنود.. هل هو خليجي 20 أم انتخابات إبريل أم أشياء أخرى ؟




ما الهدف الحقيقي من تعزيز قوات النظام ؟ ولماذا تكثفت في الآونة الأخيرة ومازالت تتوالي محتدمة إلى الجنوب ؟ وما حقيقة الأهداف والمرامي من كل هذا ؟
فالملاحظ في هذه الأيام انه تجري تعزيزات كبيرة لقوات نظام صنعاء في كل مناطق الجنوب وليس في عدن أو منطقة بعينها فكما طالعتنا الأخبار في الأيام الماضية والآنية فالتعزيزات مهولة وكبيرة وبوقت واحد فهنالك ألوية تحركت إلى حضرموت وأخرى إلى شبوة وتعزيزات إلى أبين وأخرى إلى ردفان والضالع وجبل العر في يافع والى لحج ناهيك عن الـ 30 ألف جندي وضابط إلى عدن ولا نجد ذلك في مناطق الشمال مع أن مايستغرب له المتابع إن الحوثي يتمدد أفقيا في مناطق كثيرة لم يصلها سابقا وتحدث معارك ومناوشات بعيدة عن الإعلام ولا يبالي بها النظام بل ويسحب قواته من تلك المناطق ويجعلها ساحات مفتوحة للحوثي والاهم هو أن تتمركز قوات النظام في الجنوب .
ومن واقع مايحدث ومجريات الأمور في الجنوب والمناسبات القادمة يتجلى لنا أمر في غاية الأهمية وهو ذو شقين بارزين وأمر غير معلن وهو الأخطر فالشقين هما :
الشق الأول : يتعلق بكاس الخليج .
الشق الثاني : بالانتخابات القادمة .
وقبل أن نولج في الأمر الأخطر والهدف الأكبر من كل ذلك نناقش الشقين أعلاه .

فالشق الأول:
وهو دورة كاس الخليج العشرين والتي من المفترض أن تكون في عدن فالنظام جعل من تلك الدورة تحديا كبيرا في المجال السياسي وابعد الدورة عن مضمونها الرياضي لكي يكون الأمر انتصار سياسي من خلالها يوجه رسائل عديدة إلى الحراك الجنوبي وشعب الجنوب والى المعارضة اليمنية وشعبه في اليمن والى دول الخليج والعرب والعالم اجمع بأنه هو المسيطر وان الحراك الجنوبي مجرد زوبعة لا تعني شيئا حقيقيا وهو بذلك دخل في تحدٍ كبير أوصلها إعلاميا ودبلوماسيا إلى مرحلة كسر العظم أن يكون أو لا يكون مع انه في الواقع الدورة في حقيقتها ليست بهذه الدرجة من الإستراتيجية رغم أهميتها المعنوية فالحقائق هي ماعلى الأرض وليس بذات الظروف التي يمكن أن تحدث لو أقيمت الدورة .
فان أقيمت الدورة لن ينتهي الحراك وان لم تقم لن ينتهي النظام وقيمة هذا وذاك يكمن في التأثيرات المعنوية والتي قد تشعر الطرف الخاسر بالإحباط واليأس أو النشوة وارتفاع المعنويات المؤقتين فالمشكلة قائمة والقضية باقية مهما كانت النتائج .
والحقيقة أن الدورة الرياضية هذه لا تفيد النظام أقيمت أو لم تقم فلاشيء يمكن أن يضمنه النظام ويطمئن به الأشقاء حتى آخر يوم من الدورة فالاحتمالات ستظل موجودة بحدوث أي شيء ولعل ابسطها المظاهرات والشعارات والإعلام والأهازيج وهذا بحد ذاته لايفيد النظام ولكن عدم إقامته مضر فيه أكثر واعتقد أن النظام يدرك ذلك تماما ويعلم أن الدورة ماهي إلا كابوس ثقيل عليه لا يدري كيف يتخلص منه ولا يريد أن يتخلص منه أيضا بهزيمة سياسية معنوية ولا أظن أن ذلك غائبا عن النظام ولهذا فالتعزيزات من غير المعقول أن تكون لأجل خليجي 20 خاصة وان الجميع ينتظر قرارا وشيكا بالتأجيل أو النقل إلى دولة أخرى .

الشق الثاني :
انتخابات ابريل 2011م وتلك على الأبواب وأهميتها للنظام تفوق أهمية خليجي عشرين بعشرين مرة وهي على الأبواب ولم يبق بيننا وبينها إلا أشهر قليلة مع صمت حولها من كل الأطراف المعنية ولا ندري هل الصمت هذا هل هو اتفاق على تأجيل الانتخابات أم إجراءها في موعدها مع انه لا دلائل ولا إجراءات ولا تحركات لأجلها بل هنالك صمت كبير وغريب .
نحن جميعا نعلم أن الانتخابات هذه أجلت عامين من قبل ولا يمكن تأجيلها مرة أخرى وان حدث فهو يعني زلزال سياسي وفراغ دستوري كبير بالمعنى المتعارف عليه مع انه في اليمن لا سياسة كما ينبغي ولا دستور يحترم .
فلهذا فالتعزيزات الكثيفة والكبيرة ماهي إلا لأجل إجراء الانتخابات وفي موعدها حتى يضمن نجاحها في الجنوب قبل الشمال وهو الأهم بالنسبة للنظام وما ينتظره العالم منه .
واعتقد أن فشل الانتخابات تعني إيذانا ببدء إعلان اليمن دولة فاشلة من قبل الأمم المتحدة وسيكون لذلك الإعلان نتائج ربما لها أول وليس لها نهاية .
والانتخابات القادمة من حيث إجراءها أو عدمه هو التحدي الأكبر ومرحلة كسر العظم الحقيقي بين الجنوب بحراكه والشمال بنظامه .
ولكن لو تمعنا في هذا الأمر فإننا نرى ما يجعلنا نتيقن بان الانتخابات في الجنوب تكاد تكون مستحيلة فمناطق لم يجر فيها القيد والتسجيل والجنوب بأهله عازف عن المشاركة بل أن في مناطق لا يمكن أن يرى فيها أياً من صناديق الجن كما يطلق عليها والاهم أن موقف الحراك هو الرفض قطعا بإجرائها في الجنوب فكيف يستقيم إجراءها وسط كل ذلك ؟ وهل التعزيزات لأجل ضمان إجراءها مع علم النظام بالصعوبة البالغة التي تكاد أن تكون مستحيلة ؟

إذاً ما حقيقة هذه التعزيزات وبهذا الشكل والأرقام الكبيرة؟

من خلال الحقائق الماثلة بالنسبة لخليجي 20 هذا العام وانتخابات ابريل في العام القادم تتأكد لدينا حقيقة لا غبار عليها ولا شك فيها أن النظام أدرك تماما بان المناسبتين سينتصر فيهما الحراك وهو يعني بان النظام مهدد ليس بالخروج من الجنوب بل والزوال من الشمال ولهذا فليس لديه خيارات متاحة ولا سعة في المساحة لكي يناور أكثر ويشعر انه أمام حقيقة كبيرة واستحقاق لابد من العمل معه فزمام الأمور لم يعد يملكه النظام بل أن الحراك الجنوبي هو أكثر من أي وقت مضى لديه أوراق يلعب بها بقوة خاصة أن كانت تلك الأوراق بيد حراك موحد وهو للأسف الشديد لم يحصل حتى الآن ومع ذلك فالحراك برغم مايبدو من المشهد السياسي انه مشتت إلا انه الأعلى ورسالته بالغة إلى الداخل والخارج وشانه يتعاظم كل يوم .
ليس أمام النظام إلا أن يرمي بكل ثقله العسكري بدلا من الاقتصادي والتنموي لكسب الجنوب ولا المالي لشراء الذمم لأنه اثبت فشله في الحالتين في ظل الفساد المستشري والواقع المنهار .

ولهذا السبب قرر النظام أن يقتحم كل الجنوب بمدنه وقراه بقواته العسكرية ودك وتدمير كل عائق يقف أمامه أي انه رمى بلبه ومضمونه وجوهرة الحقيقي ليشعلها حربا من طاقة إلى طاقة أو من باب لباب أو هد المعبد بمافيه ولهذا فالمرحلة القادمة هي الأصعب والأشد على الجنوب وحراكه الذي مازال سلميا وهي المعركة المصيرية والفاصلة على اليمن ونظامه .

هنا النظام وقع بالحفرة التي طالما تمنى أن يجر الحراك إليها وهي لغة الرصاص واستطاع الحراك أن يمتص كل الضربات حتى فقد النظام صبره وقرر أن يستخدمها وهذه تحسب تاريخيا لأبناء الجنوب و تاريخيا على اليمن ونظامه.

المحك الحقيقي الآن بيد الحراك الجنوبي فالنظام في صنعاء جمع وحشد وحشر ونادى ورمى لكم قضه وقضيضه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة بدر الكبرى : لقد رمت إليكم قريش بفلذات أكبادها .
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس