عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-12, 06:06 PM   #2
ريحان الجنوب
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-25
الدولة: في اقصى الجنوب
المشاركات: 240
افتراضي

قاطع الحاجة الوطنية ومتطلبات الخارج
بقلم/ حسين زيد بن يحيى
(390 قراءة) السبت 09 أكتوبر-تشرين الأول 2010 10:38 م
حق مشروع للدول البحث عن مصالحها ، والسياسة الخارجية الناجحة هي التي توجد تقاطع للمصالح بين الحاجة الوطنية ومتطلبات الخارج إقليميا ودوليا ، حجم تبادل المصالح في العلاقات الدولية تلك ليس بالضرورة متكافئة بين أطرافها المتعددة ، ويتحكم بها واقعاً مكانة "الدول" السياسية ، الإستراتيجية , العسكرية والاقتصادية.. الخ، وذلك لا يعيبه أو ينتقص من سيادة أطرافه.

تطبيقاً لذلك، الجوار الإقليمي والغرب مصلحته تأمين الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب ، وضمانة سلامة تدفق نفط الخليج الفارسي إليه دون منغصات . أما مسألة قيم الحرية والحق والعدل وحقوق الإنسان في المنطقة ترف تدعية نظرياً , لكنه ليس من أولويات أمنها القومي ومتطلبات رفاه شعوبها.

انطلاقاً من ذلك نتفهم التغيب القسري " للقضية الجنوبية" عن أجندة " المانحين" من أصدقاء اليمن بمؤتمرهم الوزاري الأخير في نيويورك ، والأمر ليس نجاحا لدبلوماسية صنعاء بقدر ما هو أخفاق جنوبي –بامتياز- وعدم القدرة على التواصل مع المحيط الإقليمي والدولي القلق من تماثل الحالة اليمنية والحالة الصومالية وتداعياتهما على حرية الملاحة بخليج عدن.

المشاهد حتى اللحظة توالي إخفاقات" الحراك " بدء من مصداقية شراكته في الحرب على "الإرهاب" ،بعد ذلك عجزه عن نقل فعالياته للمدن وخاصة العاصمة "عدن", إلى استمرار تشرذم قواه بالداخل والخارج مما فوت أمكانية أسماع العالم صوت واحد له .

وعليه من غير المنطقي ولا مقبول أن ننشد مساعدة الآخرين لنا ، في وقت الجنوبيون لم يساعدوا أنفسهم أولاً, المفترض حتى يحترمنا الآخرون أن تكون الخطوة الأولى التوحد بإطار مؤسسي مدني مطاع ومفوض بمتابعة البرنامج السياسي المجمع عليه، مع إعطاء هامش مناورة للقيادة وعدم اهتزاز الثقة بها عند أول جولة حوارية .

القدرة بالتوحد داخليا تكسب "القيادة" الثقة بفتح نوافذ حوارية مع "الخارج" بما يحمله على تفهم "قضيتنا" عدالتها ومشروعيتها قانونياً وأخلاقياً ، وطمأنته على مصالحه المؤمنة معنا بأقل الكلف ، من جهة أخرى تعرية حقيقة نظام "ج.ع.ي" الأزموي العاجز عن الإيفاء بالتزاماته وتعهداته "للمانحين" بتحقيق تحولات ديمقراطية وحداثية حقيقية وارتباطه البنيوي بمراكز الإرهاب ، وإعادة إنتاجه للفساد في ظل انسداد الأفق

بإمكانية التغيير سلمياً من داخله.

هنا نعيب على "الحراك" تفويته فرصة جدية شراكته للمجتمع الدولي بالحرب على "الإرهاب" إبان أحداث مدينتي لودر/أبين والحوطة / شبوة ، بالتقدم لاجتثاث تلك البؤر التي أوجدها "النظام",ثم ببهرجة إعلامية اصطنع معركة وهمية حتى يعطي" للمانحين" انطباعا بجدية شراكته بتالي استحقاقه "مكرمته" و "ثقته".

تعويضاً لما فات الآمال معلقة الآن على مراجعنا وقياداتنا التاريخية للقيام بحملة علاقات عامة مدروسة تسوق فيه أفضلية بديل استعادة دولة "ج.ي.د.ش" كحاجز جغرافي يؤمن مصالح الإقليم والغرب من مخاطر بيئة دولة "ج.ع.ي" الحاضنة للإرهاب , الذي استعادتها "القوات الشمالية"المنتصرة بحرب صيف 94م التي أسقطت الشراكة الوطنية الجنوبية والوحدة الطوعية السلمية، وتسويق محاسن ذلك البديل ومصلحة الجميع فيه, بما يحقق تقاطع مصلحي بين حاجاتنا الوطنية باستعادة الدولة ومتطلبات الخارج الإقليمي والدولي

في الأمن والاستقرار بالمنطقة, وترويج للخصوصية المجتمعية للجنوبيين المتعايشة مع الآخر ومخرجاته المدنية.

لهذا نكرر دعوة نشطاء "الحراك" للاهتمام بالداخل وتطوير الانتفاضة الجنوبية ونقلها للمدن ، وترك شأن المعركة السياسية والحوار والتفاوض لقياداتنا المجربة والمخضرمة المتواجدة بالخارج، حيث هناك لها هامش كبير من الحرية للمناورة وباتالي إدارة المعركة السياسية باقتدار ، وقد خبر الجميع تجربة قياداتنا التاريخية تلك ببناء دولة مدنية مهابة قادرة على تأمين "الجنوب" وكفاءة القيام بمسؤولية حفظ الأمن والاستقرار للإقليم والعالم في هذه المنطقة الحيوية والحساسة.

كلام نور:

قال رسول الله" صلى الله عليه و اله: "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا

وخيركم لأهله".
ريحان الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس