[السّلامي]

حضرموت لها مكانتها التاريخية وثقلها السياسي والثقافي والاقتصادي في مسيرة نضال أبناء الجنوب من أجل التحرر. وتأتي أهمية حضرموت من ثقافة مجتمعها المدني الحضاري المكتسبة والمتوارثة والتي تقبل التعايش مع الآخرين. لذلك فأن اختيار حضرموت لتدشين الحوار من أجل وحدة الحراك الجنوبي يعتبر اختيار موفق ولا شك أننا نعول على نجاحه كثيرا غير أننا نؤد التعليق على ما كتب من مداولات في الموضوع بالأتي:

بالنظر إلى طبيعة الأوضاع السياسية في اليمن والتي أفضت إلى وضع الجنوب وشعبة ومقدراته تحت نير الاحتلال فأننا نرى أن الضمانة الحقيقية لتحقيق أهداف شعب الجوب في التحرر من ذلك الاحتلال يتطلب أولا توحيد طلائعه السياسية أي مكونات الحراك الحالية في أطار طليعة سياسية ديمقراطية التكوين موحدة تنظيميا وسياسيا.

لكن وحدة الحراك الجنوبي بتكويناته الحالية لا يمكنه أن يرقى إلى تحقيق وحدة الإطار السياسي المعبر عن كل فئات المجتمع الجنوبي إلا بالتخلص من ثقافة وعقلية دكتاتورية البروليتاريا أو عقلية الحزب الواحد أو أحادية الرأي . بل سيتحقق ذلك من خلال القبول بالتعددية السياسية وحتى تعددية الأطر حتى في الإطار السياسي الواحد والديمقراطي في تكوينه وثقافته السياسية.

علينا أن ندرك واقعنا جيدا فمجتمعنا الجنوبي الواقع تحت نير الاحتلال اليوم أصبح متعدد بتكويناته الاجتماعية وبتطلعاته السياسية بل وبأطيافه السياسية وهذا شكل طبيعي للمجتمعات المتحضرة والحرة وظاهرة صحية ولا يجب الخوف منها بل يتطلب استيعابها في عقيدة السياسيين وقادة الحراك. لقد أصبح الملايين من أبناء الجنوب في الداخل والخارج وهم القاعدة الشعبية الواسعة للحراك الجنوبي أصبحوا يتطلعون لوحدة نضال مجتمعنا الجنوبي من خلال اعتماد القواعد الأساسية للعمل السياسي الديمقراطي والتي تعني احترام حق الغير في التعبير عن ذاته وتطلعاته ومصالحة .

من ما تقدم نستخلص أنه لا خوف من التباينات في الوسائل والسياسات إذا ما تم الاتفاق على أهداف النضال وغاياته والتي لا بد وأن تكون معبرة عن تطلعات نضال أبناء الجنوب في استعادة حريتهم ونظامهم السياسي المدني والديمقراطي.

أن التشكيك في باعوم أو في بامعلم أمر لا يخدم القضية الجنوبية . كل هولاء وغيرهم من قادة الحراك نحترمهم ونثق بهم . لكن البعض منا لا يستطيع أن يتخلص من عصبية الرأي الأوحد واللون الأوحد ونراه أما ويحبط عندما يسمع بأن ناس تناقشوا واختلفوا وأما وأن يصطف في إحدى معسكرات الفر قاء ليزيد الطين بله ......لكن ذلك ليس الحل .الحل يكمن في تقبل الرأي من الأخر واحترام حقه في صنع القرار السياسي.

وختاما فأننا نأمل ونطالب أن يستمر الحوار بين مكونات الحراك في حضرموت حتى يصل إلى اتفاقات تفضي إلى خلق المكون الديمقراطي الموحد للحراك السلمي الجنوبي . وكلنا ثقة من أن ذلك سيتحقق طالما وإرادة شعب الجنوب حاضرة في قلب الحراك وتكويناته وسيبارك الله بعونه وتأييده نجاح وحدة الحراك في حضرموت ليشكل الخطوة الأولى وحجر الأساس لتوحيد مكونات الحراك وأطيافه السياسية على مستوى الجنوب ككل.

وتقبلوا تمنياتي وتفاؤلي بالخير القادم من أرض الثقافة والخير والعلم، أرض "حضرموت المباركة".