التقى صالح والمعارضة في إطار تحرك أمريكي لافت
بيرنز: الحوار الوطني مفتاح كل أزمات اليمنآخر تحديث:الأربعاء ,06/10/2010
صنعاء - صادق ناشر: برزت التحركات السياسية الأمريكية بشكل لافت في اليمن خلال الفترة الماضية، ووصل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية وليام بيرنز إلى العاصمة صنعاء أمس، مبعوثاً للرئيس الأمريكي باراك أوباما، في زيارة التقى خلالها الرئيس علي عبدالله صالح بحضور وزير الخارجية أبو بكر القربي، قبل أن يلتقي أطراف المعارضة، لبحث قضيتين رئيسيتين؛ الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، والحوار الوطني المتعثر .
وعلمت “الخليج” أن زيارة بيرنز ارتبطت بضرورة سحب مشروع تعديل قانون الانتخابات الذي كان مدرجاً على جدول أعمال مجلس النواب (البرلمان)، ما تحقق بالرسالة التي وجهها صالح إلى البرلمان .
وأكد المسؤول الأمريكي خلال لقاء جمعه بعدد من الصحافيين أن زيارته تأتي لاستكمال ما تمت مناقشته خلال مؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك، باعتباره ممثل الحكومة الأمريكية في المؤتمر، مؤكداً دعم بلاده لحوار وطني شامل “جاد ومفصل”، ومعتبراً أن الحوار الوطني مفتاح هذه الأزمات، ومشدداً على شراكة الحكومة الأمريكية مع اليمن، والعمل على مساعدته للتغلب على التحديات التي تواجهه خاصة في مجال التنمية والحكم المحلي .
وكانت القوى السياسية المشاركة في الحوار واصلت اجتماعاتها في إطار فريق التواصل المنبثق عن لجنة الثلاثين؛ للتهيئة والإعداد للحوار الوطني الشامل، في اجتماع عقده الفريق برئاسة نائب رئيس اللجنة المشتركة رئيس الدورة الحالية عبدالوهاب الآنسي .
وأكدت مصادر رسمية أن الاجتماع عكس توافقاً حيال مجمل النقاط، في تعبير عن رغبة جميع الأطراف في مواصلة جهود الإعداد والتهيئة للحوار الشامل، مشيرة إلى أن الفريق استعرض في اجتماعه المهام الموكلة إليه، بما في ذلك التواصل مع أطراف الحراك الجنوبي والمعارضة في الخارج .
من جهته، رفض حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) المشروع الذي تتبناه قوى الحراك الجنوبي الداعي لانفصال الجنوب، وقال إن “الانفصال أو فك الارتباط، لا يمثل بالنسبة لنا الوسيلة الأنسب لتحقيق الغايات، من رفع للظلم وإلغاءٍ للتمييز بين أبناء الوطن ومناطقه، وحيادية المال العام والوظيفة العامة وتحقيق المواطنة السوية” .
وأشار الحزب في رد على رسالة من قوى الحراك إلى أنه “بنفس القدر من اتفاقنا على مجموعة من الأهداف التي يسعى كل منا إلى تحقيقها فقد تباينا في الوسائل فأنتم ترون أن تلك الأهداف تتحقق بالانفصال، ونحن نؤمن أنها ستتحقق بشكل أنسب وبأقل كلفة ممكنة وفي أقصر وقت ممكن إذا ما ظل الوطن متحدا على أساس فدرالي، بين إقليمين شمالي وجنوبي، وفي إطار كل إقليم تتمتع الوحدات الإدارية المكونة له بحكم محلي كامل الصلاحيات” .
على صعيد الأوضاع في المناطق الشمالية، تصاعدت حدة التوتر في محافظة الجوف إثر تجدد المواجهات المسلحة على نطاق محدود بين مجاميع من الحوثيين وقبائل موالية للحكومة، نتيجة رفض أتباع الحوثي إخلاء مقر “المجمع الحكومي” في مديرية “المراشي برط” المتاخمة لمنطقة حرف سفيان بعمران، عقب سيطرتهم عليه بالقوة، قبل أسبوعين، على خلفية رفضهم قرارا بتعيين مدير أمن جديد ينتمي لإحدى أبرز القبائل الموالية للحكومة .
وأكدت مصادر قبلية ل “الخليج” أن تعزيزات من الحوثي تواصل توافدها على المديرية، كما وسع الحوثيون نطاق عملياتهم المسلحة باتجاه معاقل قبائل “ذو محمد” أبرز القبائل المناهضة للحوثيين في الجوف .
وأشارت المصادر إلى أن أعدادا إضافية من أهالي منطقة “الملحات” تواصل عملية نزوح جماعي إلى مناطق مجاورة عقب سيطرة الحوثيين على المنطقة، وتدميرهم للعديد من المنازل، وفرضهم قطاعات مسلحة في مداخل ومخارج المنطقة، منوهة بأن السلطات الأمنية وجهت إنذارا للحوثيين بسرعة الانسحاب من “المراشي برط”، وتسليم المجمع الحكومي وإزالة القطاعات المسلحة المستحدثة، إلا أن هذا الإنذار قوبل بتجاهل أتباع الحوثي، الذين اتهموا السلطات المحلية وقبائل “ذو محمد” بالتسبب في فشل مساعي وساطة قبلية تزعمتها قبيلة “ثوابة” بهدف تهدئة الأوضاع الأمنية في المنطقة واحتواء التوتر المتصاعد .
من جهة أخرى، أصيب 4 جنود أحدهم حالته خطرة من أفراد الحملة الأمنية المرابطة في قرية العقبة بمديرية الرياشية بمحافظة البيضاء، على خلفية مقتل مدير عام مديرية خمر خالد الشيبة قبل أيام، وقالت مصادر محلية إن الحملة الأمنية اشتبكت مع أفراد قبيلة الشيخ العقبي لأسباب غير معروفة .http://www.alkhaleej.ae/portal/de3cb...818f890b4.aspx