[الحالم بالوطن]

جمال عبد الناصر رجل بحجم أمة / بقلم المهندس علي نعمان المصفري




الاثنين, 04 أكتوبر 2010 08:12




شبكة الجنوب العربي الاخبارية / متابعات



جمال عبد الناصر رجل بحجم أمة

المهندس علي نعمان المصفري*

لكي تبقى الحقائق عند مستوى المنطق في تعبيرها عن حياة وواقع أمة, كان جمال عبدالناصر رحمه الله فارسها. ولازال رغم الحصار والتغييب المتعمد لتلك الحقائق.

ومن خلال تاريخ الأمس واليوم وحاجة الأمة الى النهوض الى مستوى التحديات, يبقى جمال عبد الناصر ليس العوز والحاجة ولكنه جوهر الفعل المطلوب لكل مفكري الأمة شرقا غربا.

جمال صورة أمة مصغرة حملها في كل شرايينه تشبع دمه منها.

ولم تشبع الأمة منه وظل عبر سنين حياتة رجل من خيرة ما انجبتة الأمة العربية والأسلامية, بعد صلاح الدين وطارق بن زياد عمر بن عبد العزيز.

جمال, رجل بحجم أمة خلق من ضياعها حضور ومن لدنها ثورة بمعناها الأخلاقي لأعادة صياغة الواقع العربي, بعدما تعرض لأكبر مؤامرة. بدايتها سايكس بيكو؟, والقلم والمسطرة. وتلتها أحلام نابليون بونا برت في فصل الأمة من خلال فصل فلسطين عن جسد الأمة لسهولة سلخها, والمجسدة في أفكار هرتزل وصولا الى يوم الميعاد. ومايجري اليوم في فلسطين سوى برنامج تنفيذي لتلك المؤامرات التراجيدية التي خلفت ركام من رماد آهات الزمن العربي اليوم.

قد نتباين في مسميات الطرح لمفردات التغيير بهدف خلق الجديد النافع لكنني أقولها بملئ الفم:

كم نحن بحاجة اليك يا جمال, ولدفء صوتك, ومنه عبرأثير الأمة خلقت لنا مكانة في التاريخ.

رفعتنا علو الثريا عندما كنا تحت أطراف الأستعباد, وفاخرت بنا بين الأمم وهاماتنا لا تنحو لجائر ومستعبد. وقوفك عام 1964 في تعز وكلماتك الحيوية لازالت في عمق أعماقنا. لأنك الأصيل ولا تنكر الأصل. ثبتْ هويتنا الجنوبية العربية قولا وفعلا. عندما قلت على بريطانيا العجوز اليوم أن تأخذ عصاها وترحل من الجنوب العربي).

وقفت بنا على قدمين أثنين ثبوت السد والأهرامات وقوة العقيدة, التي حملها الينا أروع وأسمى مخلوق على هذة الدنيا النبي والرسول الأعظم محمد بن عبد الاة صلى الله عليه وسلم.

جمال: تفصلنا عنك أربعةعقود, ومنها غادرتنا الى الخلود مسكون في كل روح عربي, رغم الحزن والخوف والقهر والقتل والجرح والعذاب الذي نعيشة كعناوين لحياتنا وواقعها يوميا. وتم مصادرة حقنا في الحياة.

نعم, في مصر ثلاثة أهرامات لكنك خلقت من المستحيل الهرم الرابع في السد العالي.

وصرت ياعزيزي أروع منها كلها لأنك هرم الأمة العربية والأسلامية, بل وتاج نحملة على رؤوسنا حيثما رحلنا وحلينا.

يبقى جمال الظل وماء نشرب منه ماضينا وحاضرنا ونهر أحلامنا القادمه للأبحار الى أمة النهوض والخلود في التاريخ الأنساني, والحضورعلى البسيطة بين كل الأمم. جمال عبيرها, وردها ومنقذها في عز عذابها, نحبك ياجمال.

رحمة الله عليك. أيها النموذج الحي المتجدد. المعدن الذي كلما شرب الزمان منه صار أكثر جمالا وقيمة ونورا.

*كاتب وباحث أكاديمي جنوبي عربي

مقيم في لندن

أكتوبر 2010